أشكل عليّ قول ابن القيّم في بيان المشبّه والمشبه به في هذا المثل القرآني
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 - 03 - 2005, 11:21 م]ـ
قال ابن القيم في سياق بيانه لمعنى المثل في قول الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} (ابراهيم:24):
(فإن المقصود بالمثل المؤمن، والنخلة مشبهةُ به وهو مشبه بها، وإذا كانت النخلة شجرةً طيبةً فالمؤمن المشبه بها أولى أن يكون كذلك.) هكذا في إعلام الموقعين 2/ 301 بتحقيق مشهور حسن سلمان
ولم يظهر لي وجه هذا الكلام، فمن يشرحه لي مشكوراً؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 03 - 2005, 07:28 ص]ـ
لا أصدق إلا أنك تختبرنا فما نحن إلا تلاميذك
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 - 03 - 2005, 03:00 م]ـ
يا أخي الكريم: الواقع أني أنا من تلاميذك؛ هذا هو الواقع.
أما سؤالي فهو ما المراد بقوله: (والنخلة مشبهةُ به وهو مشبه بها)؟ فمن المعلوم أن أركان التشبيه: مشبه، ومشبه به، ووجه شبه، وأداة تشبيه - وقد تحذف -. وهو ذكر أن النخلة مشبه به، وكذلك المؤمن.
هل اتضح الاشكال؟
وللفائدة: أجاب أحد الإخوة في ملتقى الحديث بقوله: (لعله يتضح المعنى باستحضار حديث ابن عمر في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الصحابة عن شجرة مثل المؤمن وكانت هي النخلة.
فعن مجاهد قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة فلم أسمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثا قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجمارة، فقال: إن من الشجر شجرة مثلها كمثل الرجل المسلم، فأردت أن أقول هي النخلة، فنظرت فإذا أنا أصغر القوم فسكت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة، قال عبدالله فحدثت أَبي بما وقع في نفسي فقال: لأًن تكون قلتها أَحب إلي من أَن يكون لي كذا وكذا.
فإذا استحضرنا هذا، وفسرنا الشجرة المذكورة في الآية بالنخلة تحصل من المجموع: أن المؤمن ورد تشبيهه بالنخلة في القرآن، وورد في السنة تشبيه النخلة بالمؤمن، فلاهما مشبه ومشبه به.
أخوكم/ أبو عبد الباري)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 03 - 2005, 05:50 م]ـ
أخي الدكتور العبيدي
أظن أن ما تفضل به الزميل من منتدى أهل الحديث هو ما يقصده إبن القيم رحمه الله
وبارك الله فيك على تواضعك
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 03 - 2005, 11:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ...
الاشكال الذى اشار اليه الاخ ابو مجاهد ... اشكال حقيقي ... وقول ابن القيم رحمه الله .... لا يستقيم على اصطلاح اهل البيان ... لان البيانيين لم يقل واحد منهم .. ان المشبه به يكون فى الوقت ذاته مشبها .... وابن القيم يذهب الى ان النخلة مشبهة بالمؤمن ... والمؤمن مشبه بالنخلة .... ثم ان الآية لم تشر الى المؤمن اصلا ... بل عقدت علاقة التشابه .. بين الكلمة الطيبة والشجرة الطيبة ... وجل المفسرين ..... فسروا الكلمة الطيبة .. بكلمة التوحيد ... وليس بالمؤمن ...
وأرى .... ان الاشكال يزول .. اذا حملنا كلام ابن القيم ... على الاستعمال اللغوي العادي ... وليس على اصطلاح اهل البلاغة ... فالمقصود بالمشابهة عنده مطلق المشابهة .. لا ما يقصده البيانيون ... ففى العرف اللغوي ... يكون التشابه متبادلا وليس كذلك فى العرف البلاغي ... فكأن ابن القيم .. لما قرأ فى الآية تشابه الكلمة بالشجرة ... استحضر بذهنه .... الحديث الذى ذكره الاخوة ... فأحدث علاقة متعدية ... فى القرآن الكلمة كالشجرة .... وفى السنة .. المؤمن كالشجرة .... اذن الكلمة كالمؤمن ... والله اعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 03 - 2005, 02:57 ص]ـ
أبا عبد المعز
جرؤت على ما لم يجرؤ عليه من لم يكن من أهل البيت
ـ[المهندس]ــــــــ[19 - 03 - 2005, 01:49 ص]ـ
بالنظر إلى الحديث الذي أورده الطبري في تفسيره:
[حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن أبن عباس، قوله: {كلمة طيبة} شهادة أن لا إله إلا الله، {كشجرة طيبة} وهو المؤمن، {أصلها ثابت} يقول: لا إله إلا الله ثابت في قلب المؤمن، {وفرعها في السماء} يقول: يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء.]
تكون الشجرة الطيبة وهي النخلة كناية عن المؤمن، وهو الذي عناه ابن القيم.
فيكون لدينا تشبيهان:
تشبيه كلمة التوحيد (أو الإيمان) بالمؤمن
وتشبيه المؤمن بالنخلة التي هي الشجرة الطيبة.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 03 - 2005, 11:41 ص]ـ
حياك الله يا شيخ أبو مجاهد
يسعد المنتدى بتشريفك
ونحن تلامذتك نتعلم منك
وكان ما خطر ببالي وأنا أقرأ سؤالك هو ما عبر عنه الأخ الفاضل أبو عبدالمعز
فالمعنى هو أقرب إلى الاستعمال اللغوي كما نعهده في كلامنا أيضا فنقول: هذا يشبه هذا والعكس
وليس بحسب قواعد البلاغة التي تحدد أركان التشبيه
وورود الحديث يؤكد أنه هو ما ذهب إليه ابن القيم
والله أعلم