تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 05:11 م]ـ

:::

قوله تعالى ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ))

إن قوله تعالى ((فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ)) من أبلغ الإستعارات التي قرأتها في حياتي حيث جعل عز وجل الجوع لباسا يلبس وكذلك الخوف؟؟

وقد يتبادر إلى الذهن أن الفعل" أذاق " مستنفر مع اللباس لأن اللباس لا يذاق! ---ولأجل هذا احتج الفيلسوف الكافر إبن الراوندي قائلا لإبن الأعرابي الأديب: هل يذاق اللباس؟ قاصدا الطعن في هذه الآية لأن اللباس لا يذاق بل يكسى به---وكانت إجابة إبن العربي:

لا باس ولا لباس يا أيها النسناس، هب أنك تشك أن محمداً ما كان نبياً أما كان عربياً---

والجواب الذي رأيته مناسبا أكثر من غيره أن الذوق هو أصلا بالفم ويعني التعرف على الطعم بالفم فاستعير للتعرف على الجوع---فالمعنى حينئذ عرفّها الجوع

قال إبن عاشور رحمه الله ((فحصل في الآية استعارتان: الأولى: استعارة الإذاقة وهي تبعية مصرحة، والثانية: اللباس وهي أصليّة مصرّحة.

ومن بديع النظم أن جعلت الثانية متفرّعة على الأولى ومركّبة عليها بجعل لفظها مفعولاً للفظ الأولى. وحصل بذلك أن الجوع والخوف محيطان بأهل القرية في سائر أحوالهم وملازمان لهم وأنهم بالغان منهم مبلغاً أليماً.))

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير