وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 09:24 م]ـ
:::
قال تعالى
((وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أْن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ))
أنظروا إلى قوله ((أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ)) والسؤال الذي يلزمه إجابةهو:
لم لم يقل "أحرص الناس على الحياة"؟؟ ---أي لم استخدم التنكير للفظة الحياة؟؟
قال الرازي ((وإنما قال: {عَلَى? حَيَو?ةٍ} بالتنكير لأنه حياة مخصوصة وهي الحياة المتطاولة ولذلك كانت القراءة بها أوقع من قراءة أبي «على الحياة»))
قال الزمخشري ((فإن قلت: لم قال: {عَلَى? حَيَو?ةٍ} بالتنكير؟ قلت: لأنه أراد حياة مخصوصة وهي الحياة المتطاولة، ولذلك كانت القراءة بها أوقع من قراءة أبيّ «على الحياة»))
والحقيقة أن عبارة الرازي هي نفس عبارة الزمخشري---والرازي جاء بعد الزمخشري ولم يشر إلى كون العبارة للزمخشري
وكما قال العالمان فالمقصود هو الحرص على الحياة المتطاولة--أي الحرص على مزيد من الإستمرار في الحياة
ولقد وضح الجرجاني المقصود أبلغ توضيح فقال
((والسبب في ذلك أن المعنى على الازدياد من الحياة لا الحياة من اصلها وذلك لا يحرص عليه إلا الحي فاما العادم للحياة فلا يصح منه الحرص على الحياة ولا غيرها وإذا كان كذلك صار كأنه قيل: ولتجدنهم أحرص الناس ولو عاشوا ماعاشوا على ان يزدادوا الى حياتهم في ماضي الوقت وراهنه حياة في الذي يستقبل))
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 10:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وجزاك الله خيراً أخي جمال على فوائدك التي سأفتقدها من غدٍ، والله المستعان.
فائدة أخرى أخي من تنكير (حياة) ذكرها بعض أهل العلم، وهو حرص اليهود على حياة أي حياة، ولو كانت ذليلة حقيرة، إذ ذلك خير لهم من الموت الذي به الخلود في النار، ثم هو موافق لطبعهم الدنيء. ولعل هذا مناسب لسياق الآيات إذ قبلها قوله تعالى: (قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) فرد على أن لهم الآخرة أنهم يفضلون من الحياة أذلها مما يدل على علمهم بأن آخرتهم أسوأ من أسوإ الحياة. وتأمله تجده وجيهاَ إن شاء الله تعالى. وتأمل أن هذا القول يبقي التنكير على ظاهره مطلقاً غير مقيد. والله أعلم.