تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

· وهناك لفظتان أبى القرآن أن ينطق بهما ولعله وجد فيها ثقلا وهما كلمتا ا الآجر والأرضين أما الأولى فقد اعرض عنها سورة القصص فبدل أن يقول {وقال فرعون ياأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى فهيئ لى ياهامان آجرا فاجعل لي صرحا لعلى اطلع إلى إله موسى قال وقال: فرعون ياأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لى ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلى اطلع إلى إله موسى}

· وأما الثانية فقد تركها في الآيه الكريمة {الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شي قدير وان الله قد أحاط بكل شي علما} هذا ومما ينبغي الاشاره إليه أن القرآن قد اقل من استخدام بعض الألفاظ فكان يستخدم الكلمة مرة او مرتين وليس مرجع ذلك لشي سوى المقام الذي يستدعى ورود هذه الكلمة وللقرآن استعمالات يؤثرها فمن ذلك وصفه الحلال بالطيب، وذكر السجيل مع حجارة وإضافة الأساطير إلى الأولين وجعل مسنون وصفا للحمأ ويقرن التأثيم باللغو وإلا بذّمة ومختالا بفخور ويصف الكذب بأشر ...

· ووازن ابن الأثير بين كلمات استخدمها القرآن وجاءت في الشعر فمن ذلك انه جاءت لفظة واحدة في آية من القرآن وبيت من الشعر فجاءت في القرآن جزلة متينة وفي الشعر ركيكة ضعيفة،

· أما الآية فهي قوله تعالى {فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث أن ذلكم كان يؤذى النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق}

· وأما بيت الشعر فهو قول أبى الطيب المتنبي:

· تلذ له المروءة، وهي تؤذى ومن يعشق يلذ له الغرام

· وهذا البيت من أبيات المعاني الشريفة الا أن لفظة تؤذى قد جاءت فيه وفي آيه القرآن فحطت من قدر البيت لضعف تركيبها وحسن موقعها في تركيب الآية، ....

· وهذه اللفظة التي هي إذا جاءت في الكلام فينبغي أن تكون مندرجة مع ما يأتى بعدها متعلقة به كقوله تعالى {أن ذلكم كان يؤذى النبي} وقد جاءت في قول المتنبي منقطعة الا ترى انه قال تلذ له المروءة وهي تؤذى، ثم قال ومن يعشق يلذ له الغرام فجاء بكلام مستأنف وقد جاءت هذه اللفظة بعينها في الحديث النبوي واضيف إليها كاف الخطاب فأزال ما بها من الضعف والركة قال ((باسم الله ارقيك من كل داء يؤذيك))

· وكذلك ورد في القرآن الكريم {إن هذا آخي له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة} فلفظة (لي) أيضا مثل لفظة يؤذى وقد جاءت في الايه مندرجة متعلقة بما بعدها، وإذا جاءت منقطعة لا تجئ لائقة كقول ابى الطيب أيضا:

· تمسى الأماني صرعى دون مبلغه فما يقول لشئ: ليت ذلك لى وهنا من هذا النوع لفظة اخرى قد وردت في القران الكريم وفي بيت من شعر الفرزدق فجاءت في القرآن حسنة وفي بيت الشعر غير حسنة وتلك اللفظة هي لفظة القمل أما الآية فقوله تعالى {فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ايات مفصلات} واما بيت الشعر فقول الفرزدق:

· من عزه احتجزت كليب عنده زريا كانهم لديه القمّل وإنما حسنت هذه اللفظة في الآية دون هذا البيت من الشعر لأنها جاءت في الآية مندرجة في ضمن كلام ولم ينقطع الكلام عنها وجاءت في الشعر قافية أي اخرا نقطع الكلام عندها،

· وإذا نظرنا إلى الحكمة أسرار الفصاحة في القرآن الكريم غُصنا في بحر عميق لا قرار له فمن ذلك هذه الآيه المشار إليها فإنها قد تضمنت خمسة ألفاظ هي الطوفان والجراد و القمل والضفادع والدم واحسن هذه الألفاظ الخمسة هي الطوفان والجراد والدم فلما وردت هذه الالفاظ الخمسة بجملتها قدم منها لفظا الطوفان والجراد واخرت لفظة الدم آخراً وجعلت لفظه القمل والضفادع في الوسط ليطرق السمع أولا الحسن من الألفاظ الخمسة، وينتهى إليه آخرا ثم أن لفظة الدم احسن من لفظتي الطوفان والجراد و أخف في الاستعمال ومن اجل ذلك جئ بها ومراعاة مثل هذه الأسرار والدقائق في استعمال الالفاظ ليس من القدرة البشرية ......

· وقال ابن سنان الخفاجى معلقا على قول الشريف الرضى:

· اعزز علىّ بأن أراك وقد خلت عن جانبيك مقاعد العواد إيراد مقاعد في هذا البيت صحيح إلا انه موافق لما يكره في هذا الشان لا سيما وقد اضافة إلى من يحتمل إضافته إليهم، وهم العواد، ولو انفرد، كان الأمر فيه سهلا، فأما إضافته إلى ما ذكره ففيها قبح لا خفاء به، وابن سنان يشترط لفصاحة الكلمة ألا يكون قد عبر بها عن أمر أخر يكره ذكره ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير