(لسان العرب، مادة "وحد")
أما "أوحد" فمعناها الوحيد الفريد الذي ليس له نظير، في لسان العرب:
وأَوحَدَه اللَّه ُ: جعله واحد زمانه؛ وفلانٌ أَوْحَدُ أَهل زمانه وفي حديث عائشة تصف عمر، رضي الله تعالى عنهما: للهِ أُمٌّ حَفَلَتْ عليه ودَرَّتْ، لقد أَوْحَدَت به أَي ولَدَتْه وحِيداً فَرِيداً لا نظير له، والجمع أُحْدان مثل أَسْوَدَ وسُودان.
(المصدر السابق)
و هي تجمع بخلاف "أحد":
روى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سئل عن الآحاد: أَهي جمع الأَحَدِ؟ فقال: معاذ الله، ليس للأَحد جمع، ولكن إِن جُعلت جمعَ الواحد، فهو محتمل مثل شاهِد وأَشْهاد.
(المصدر السابق)
فالخلاصة أن "أوحد" هي بنفس معنى "واحد" و لا فرق:
فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير.
(المصدر السابق)
والواحدُ بني على انقطاع النظير وعَوَزِ المثل.
(نفس المصدر)
أما "أحد" ففيها فرق في المعنى:
ومن صفاته الواحد الأَحد؛ قال أَبو منصور وغيره: الفرق بينهما أَن الأَحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد، تقول ما جاءَني أَحد، والواحد اسم بني لِمُفْتَتَح العدد، تقول جاءني واحد من الناس، ولا تقول جاءني أَحد؛ فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير، والأَحد منفرد بالمعنى.
(نفس المصدر)
فأي فائدة و أي داع لعطف الأوحد على الواحد و هما بنفس المعنى و يستخدمان لنفس الغرض إلا أن تكون عجمة المؤلف و فقر قريحته؟
(4)
التوحيد أم التثليث
الفقرة الثانية تقول ((مثلث التوحيد موحد التثليث ما تعدد)) و هي تبلغ ذروة التناقض و التهافت؛ فقول المؤلف "مثلث التوحيد" مكون من مضاف و مضاف إليه و لا يفهم المضاف إلا بوجود المضاف إليه، فقوله "التوحيد" مأخوذ من الواحد و المعنى راجع إلى نفي الكثرة و التعدد، فهو من أسماء السلوب، و أنت إن وصفت به موجودًا فقد نفيت عنه التعدد و الكثرة، أما قوله "مثلث" فهو يفيد الكثرة و التعدد. فإذا أضفنا "مثلث" إلى "التوحيد" كان كقولنا مكثر عدم الكثرة، و هو فاسد و بين البطلان.
و المثل يسري على قوله "موحد التثليث".
ننتقل لنقطة أخرى مهمة جدًا في هذا الكتاب: هي اختلاف "الترجمة" الإنجليزية عن النص العربي و تنافرهما في المعاني بصورة واضحة.
فالنص العربي يقول "مثلث التوحيد" و الإنجليزي يقول Triune in Unity أي مثلث في اتحاد، و هو صريح في نفي الوحدانية عن الله و نفي مفهوم التوحيد .. و كذلك يقول "موحد التثليث" و النص الإنجليزي يقول united in Trinity أي متحد في ثالوث و هذا أكثر صراحة.
فالنص الإنجليزي صريح في إثبات وقوع الكثرة في الذات الإلهية مع ما يترتب عليها من تبعيض و تجزئة و تركيب و هي معاني فاسدة بحق الله. أما النص العربي فهو فاسد من ناحية المعنى و اللغة و باطل في حق الله تعالى.
و لها من فضيحة لهذا الأعجم الذي يستخدم كلمة "التوحيد" و يقصد بها الاتحاد، لا التوحيد المعروف في اللغة!
و كذلك قوله في النص العربي "لا يتعدد" و هي في النص الإنجليزي indivisible as deity أي غير قابل للانقسام كإله، و شتان بين المعنى و المعنى. و فوق هذا فالكلام فاسد لأن الذي لا يقبل القسمة هو الواحد أم ما فوقه من الأعداد مثل الثلاثة فهو يقبل القسمة بلا خلاف.
يتبع إن شاء الله. . .