تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لقد أستشكلنا عليه أن معنى (من) لا يسعفه في تفسيره وأنت جئت منكرا عليه تفسيره في البداية ثم داعما له في قولك (قد يكون هناك معاني: mad: للأحرف غابت عنهم. والعرب تتوسع في لغتها كثيراً،)

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 03:56 م]ـ

لا بأس من تحرير محل النزاع:

يذهب الاخ الى استشكال ... معنى الاستفزاز .. ان دل على الاخراج .... وعمدته فى ذلك " التاريخ" ... فقد ثبت تاريخيا .... تسلط المصريين على اليهود واستغلالهم فى السخرة .. والخدمة وغير ذلك .. فاخراج اليهود ليس فى مصلحة فرعون وقومه ... بل ان فرعون وقع له ما وقع ... من التعرض لعقاب الله فى الآيات التسع ... بسبب تعنته فى استبقاء بني اسرائيل .... فالسعي لاخراجهم .. بعد ذلك لا يعقل .. هذا .. كما لا يخفى صحيح ... سواء حضر ام غاب على اذهان المفسرين ....

اما المفسرون فقد مال بعضهم الى تفسير الاستفزاز بالاخراج وعمدتهم .. معاني هذه الكلمة فى معاجم اللغة ..... وشواهدهم .. من كلام العرب ...

ثم اقترح الاخ المستشكل ان يكون الاستفزاز بمعنى الاستخفاف .... فيتوافق مع التاريخ ... لكن يعكر عليه "الجار والمجرور"فالاستخفاف من الارض ..... تعبيراو تقدير ركيك .... لكن الاخراج من الارض سليم فصيح ... لكنه ركيك من ناحية التاريخ ... فجاء الاشكال ..

ان كان هذا التحرير صحيحا ...... قلنا مايلي:

قال تعالى في سورة الإسراء: " " أَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا " في سورة الإسراء: 103

الاستفزاز هنا معلق بالارادة .... فالذى وقع هو ارادة الاستفزاز لا حصوله ... وهذا كقوله تعالى فى مناسبة قريبة من هذه: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} (5) سورة غافر ..

فأخذ الرسل لم يحصل بل بقي فى حيز الارادة .. والهم .... وفى الشاهدين معا ... تجد تعقيب الله تعالى على مكر الكفار .. ب" حرف الفاء":فأغرقناه ........... فأخذتهم ... مما يفيد السرعة فى الاهلاك قبل الاخذ وقبل الاستفزاز ...

اذن ينبغى فهم الاستفزاز .. بمعنى الازعاج- كما تفضل الاخ الشهري وذكر فى جوابه فى ملتقى التفسير .... - فبنو اسرائيل كانوا مطمئنين لوعد موسى وبشاراته ..... وهم يخرجون من مصر حاملين ... مشاريع متفائلة ... فأراد فرعون ان يفسد عليهم هذا الشعور ...

اما الاستخفاف ... فغير مراد هنا ... لان فرعون لم يكن يريد الاستخفاف .. بل كان يستخف بموسى وقومه فعلا ... والقرآن ذكر نماذج من سخرية فرعون بموسى فضلا عن قومه المستضعفين ...

اما تفسير المفسرين بالاخراج ... فهو فقط من باب الما صدق ... ولا يقصدون ان الاستفزاز مرادف للاخراج ..... وجوب الاخ الشهري: غير أن الاستفزاز ليس معنى مطابقاً للإخراج، بل هو أعم منه بدليل قوله تعالى: (وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلاً) فقد جعل الإخراج من مكة دون الرجوع إليها علةً للاستفزاز، فدل على أن الاستفزاز معنى أعم من الإخراج، وإنما هو الإخراج على وجه الخوف والاضطراب والهلع.

بل اضيف هنا الى ان الاستفزاز فى هذه الآية لا يعني الاخراج ... لركاكة معنى:

وإن كادوا ليخرجونك من الأرض ليخرجوك منها ....

وفى هذا دليل ان شاء الله ... على ان الاستفزاز لا يأتي بمعنى الاخراج ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير