ـ[مبارك3]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 02:36 ص]ـ
أخي أبا عبد المعز
تحية طيبة ومباركة لك
أريد منك أخي العزيز إجمالاَ مختصرا لرأي ابن تيمية في المجاز
وهل يؤمن بالمجاز في القرآن الكريم؟
وما هو رأيه في قوله تعالى ((ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاَ))
فهل للفظة أعمى استعمالان في اللغة؟
وإن كان لها ذلك فما الدليل؟
وإن لم يكن , فما توجيه ابن تيمية لهذه الآية؟
وأمثالها
ـ[مبارك3]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 02:52 ص]ـ
أخي أبا عبد المعز
أعزك الله وسدد خطاك
أتمنى أن تلخص رأي ابن تيمية في المجاز في عبارت قليلة نفهم من خلالها خلاصة رأيه
وما رأي ابن تيمية في قوله تعالى ((ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً))
فهل للفظة أعمى استعمالان؟
إن كان ذلك فما الدليل؟
وإن لم يكن. فما توجيه ابن تيمية في تلك الآية؟
ولك جزيل الشكر
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 08:32 م]ـ
تابع ...........
كان لا بد لأنصار ثبوت المجاز من التصدي .... لهذه الدعوى الخطيرة ... دعوى ان المجاز اخو الكذب ... لأنها ان سلمت ... اصبح القرآن بريئا من المجاز ... وفاقا ...
بل السنة ايضا ... لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفي عن الانبياء ان تكون لهم خائنة الاعين فضلا عن الكذب ....
لكن مهمة البلاغيين صعبة جدا .... لان بنية المجاز الداخلية مبنية على الادعاء .... والادعاء شكل من اشكال الكذب لا ريب ... فكيف يقول مسلم .. ان الله سبحانه ادعى ... ان الصبح يتنفس .... وان الجدار يريد ان ينقض .. وان القرية لها سمع ووعي ... ؟؟؟
فلننظر اولا .. الى اعتراف المجازيين ..... بدخول الادعاء فى قلب المجاز .. وخاصة الاستعارة منه .... :
قال الخطيب القزويبي فى الايضاح:
"وقيل الاستعارة مجاز عقلي بمعنى أن التصرف فيها في أمر عقلي لا لغوي لأنها لا تطلق على المشبه إلا بعد ادعاء دخوله في جنس المشبه به. لأن نقل الاسم وحده لو كان استعارة لكانت الأعلام المنقولة كيزيد ويشكر استعارة. ولما كانت الاستعارة أبلغ من الحقيقة لأنه لا بلاغة في إطلاق الاسم المجرد عاريا عن معناه ولما صح أن يقال لمن قال رأيت أسدا يعني زيدا أنه جعله أسدا كما لا يقال لمن سمى ولده أسدا إنه جعله أسدا لأن جعل إذا تعدى إلى مفعولين كان بمعنى صير فأفاد إثبات صفة للشيء فلا تقول جعلته أميرا إلا على معنى أنك أثبت له صفة الإمارة "
جاء هذا النص فى سياق اختلاف البيانيين فى طبيعة الاستعارة ... أهي مجاز لغوي .. ام عقلي ..
فمعنى ان تكون الاستعارة مجازا لغويا ...... هو ان التصرف الذى حصل لغوي بحت ... فالاسم الذى اعطي للسبع ... "اسد"استعير منه ... وسمي به انسان .. فنكون قد اخذنا لفظا من جهة ما .... وجعلناه لجهة اخرى .. فمادة التعامل هنا هي اللفظ اي اللغة ... فالاستعارة اذن مجاز لغوي ..
لكن هذا التصور للاستعارة لم يرض الفريق الآخر ... واحتجوا ... بما اورده الخطيب القزويني .. من الزام: فمن سمىولده "سيفا" او" فهدا" او " شمسا" .....
فقد استعار .... فهذه الاعلام مجاز على مذهبكم .... ولا تقولون به .. وهذا تناقض ...
وقالوا بل الاستعارة مجاز عقلي .... ومعنى ذلك .... ان عقولنا تصرفت بالقدرة التخييلية .... فتوهمت ان هذا الانسان الماثل امامنا ... ليس انسانا ... بل دخل فى جنس السباع ... فأطلقنا عليه اسم "اسد" بعد ذلك .... وليست البلاغة فى استعارة الفاظ ... بل فى استعارة المعاني ... والمعاني عقلية ... فثبت ان الاستعارة مجاز عقلي وهذا هو المطلوب ...
ورد الفريق الاول: لكن اسم "اسد" وضع فى الاصل للسبع ... واستعمل هنا فى غير ما وضع له ... والوضع والاستعمال امور لغوية ...
لكن الامر الحرج فى اعتبار الاستعارة مجازا عقليا .. هوخروج الاستعارة الى الحقيقة ... فلن تعود مجازا ..
قال ابن يعقوب المغربي .... فى "مواهب الفتاح"وهو احد شراح التلخيص ... وهو يعلق على تعريف الحقيقة عند السكاكي .. باعتبارها "الكلمة المستعملة فيما وضعت له":
¥