ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 09:35 م]ـ
السلام عليكم
# أخي الحبيب باوزير--أحيي فيك أدبك البالغ
# العصمة التي ترضيني عصمة في التبليغ وفي كل ما يمكن أن تسميه ذنبا صغر أو كبر وقديما قالوا لا تنظر إلى صغر الذنب بل انظر إلى عظمة من يعصى
# لننظر في الآيات معا --قال تعالى
(عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الكَاذِبِينَ)) التوبة 43ذ
قال فيها الرازي قولا نفيسا أحب أن أذكره
((المسألة الأولى: احتج بعضهم بهذه الآية على صدور الذنب عن الرسول من وجهين: الأول: أنه تعالى قال: {عَفَا ?للَّهُ عَنكَ} والعفو يستدعي سابقة الذنب. والثاني: أنه تعالى قال: {لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} وهذا استفهام بمعنى الإنكار، فدل هذا على أن ذلك الإذن كان معصية وذنباً. قال قتادة وعمرو بن ميمون: اثنان فعلهما الرسول، لم يؤمر بشيء فيهما، إذنه للمنافقين، وأخذه الفداء من الأسارى، فعاتبه الله كما تسمعون.
والجواب عن الأول: لا نسلم أن قوله: {عَفَا ?للَّهُ عَنكَ} يوجب الذنب، ولم لا يجوز أن يقال: إن ذلك يدل على مبالغة الله في تعظيمه وتوقيره، كما يقول الرجل لغيره إذا كان معظماً عنده، عفا الله عنك ما صنعت في أمري ورضي الله عنك، ما جوابك عن كلامي؟ وعافاك الله ما عرفت حقي فلا يكون غرضة من هذا الكلام، إلا مزيد التبجيل والتعظيم.
وقال" ((والجواب عن الثاني أن نقول: لا يجوز أن يقال: المراد بقوله {لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} الإنكار لأنا نقول: إما أن يكون صدر عن الرسول ذنب في هذه الواقعة أو لم يصدر عنه ذنب، فإن قلنا: إنه ما صدر عنه ذنب، امتنع على هذا التقدير أن يكون قوله: {لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} إنكار عليه، وإن قلنا: إنه كان قد صدر عنه ذنب، فقوله: {عَفَا ?للَّهُ عَنكَ} يدل على حصول العفو عنه، وبعد حصول العفو عنه يستحيل أن يتوجه الإنكار عليه، فثبت أنه على جميع التقادير يمتنع أن يقال: إن قوله: {لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} يدل على كون الرسول مذنباً، وهذا جواب شاف قاطع. وعند هذا، يحمل قوله: {لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} على ترك الأولى والأكمل، لا سيما وهذه الواقعة كانت من جنس ما يتعلق بالحروب ومصالح الدنيا.))
وليس لدينا مزيد قول على قوله--ونحن معه في أن الرسول يعاتب على ترك فعل الأولى
# وأحب أن أشير إلى ضرورة التزام الأدب العالي في تناول هذه الأمور المتعلقة في منصب النبوة---أحدهم عند حديثه عن هذا الأمر استخدم عبارة"تأنيب الرسول" ولا أظن أحدا يرضاها
ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 10:30 م]ـ
جزاك الله خيرا.
وأقول لفضيلة شيخنا: رفعت الإشكال عن الآية الأولى.
أرجو أن تتبعها بالآيات الأخر بارك الله فيك.
وأرجو أن لا أكون قد أضعت وقتك ولكن احتسب الأجر فإن فيه الفائدة العظيمة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 10:36 م]ـ
وهل يا أخي تدبّر القرآن تضييع للوقت؟؟
لا والله --فهو استثمار للوقت ونعم الإستثمار
ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 10:41 م]ـ
جزاك الله خيرا على رحابة صدرك والتي جعلتني أتمادى في طرح الأسئلة والإشكالات.
نعم، مقام النبوة مقام عظيم وينبغي التأدب عند الكلام في أي شيء يتعلق به، وأرجو أن لا يُفهم من مناقشتي للأستاذ الفاضل الشرباتي أني لا أقيم وزنا ولا أتأدب مع مقام النبوة حين أتكلم عن جواز الخطأ والسهو والصغائر عليهم، حاشا لله، فمن عقيدتنا أهل السنة والجماعة أنه لا معصوم إلا الأنبياء فقط ولكن هذا التعميم هو في كل ما يتعلق بأمور الشريعة والتبليغ وأما غيره فيقع الإشكال الذي سبق والذي نريد من فضيلة الأستاذ الفاضل أحسن الله إليه أن يزيله، وأنا - فيما أعلم وقرأت في كتب المتقدمين - وقفت على قولين لأهل العلم في مسألة جواز وقوع الخطأ والصغائرمن الأنبياء - ولا أعني بهم الفرق الخارجة عن السنة بل من المنتسبين إلى السنة - ولعله أن يتيسر لي بعد البحث مصادر هذا النقل حتى لا يظن أحد أني أتيت بشيء من كيسي.
وأشكر الأستاذ الفاضل كل الشكر على احتماله وصبره وبيان المشكل لدي وأسأل الله أن يجزل له المثوبة وأن يهديني وإياه إلى صراطه المستقيم.