تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 09 - 03, 05:01 م]ـ

.................................................. ....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله (مخلصا له الدين) , الإخلاص: هو تجريد قصد التقرب إلى الله – عز و جل – عن جميع الشوائب.

قال – تعالى – {و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} (1).

قوله (كما قال – تعالى – {و ما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدون})، فبين الله – عز و جل – الحكمة من خلق الجن و الأنس و هى أن يعبدوه , و لا يشركوا به شيئا.

و العبادة: هى اسم جامع لكل ما يحبه و يرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة.

وهى الحكمة الدينية , المتعلقة بما شرعه الله – عز و جل – للناس , و أمرهم به , و خلقهم من أجله , ليفعلوه بإرادتهم التى خلقها لهم، فهى تتعلق بما يحبه الله.

ففى الآية المذكورة الحكمة الدينية , لأن الخلق قد يعبدون و قد لا يعبدون، فالله – عز و جل – لم يذكر أنه فعل الأول كى يفعل بهم الثانى , بل ذكر أنه فعل الأول ليفعلوا هم الثانى.

و أما الحكمة القدرية: فهى المتعلقة بكل ما يخلقه الله – عز و جل – خيرا كان أو شرا , فهى تتعلق بما يحبه الله و بما يكرهه.

و لكن لله – عز و جل – حكمة فى ذلك , فالشر ليس من صفاته , كما قال النبى – صلى الله عليه و سلم – فى دعائه ((و الخير كله بيديك , و الشر ليس إليك)) (2) , و ليس فى أفعاله شر , و لكن فى مخلوقاته الشر , و ليس فى خلق الله شر محض و ليس فى أفعال الله شر قط.

فخلقهم حكمة قدرية , و الغاية منه شرعية.

..........................

حاشية.

(1) سورة البينة: 5.

(2) أخرجه مسلم.

ـ[أم مصعب]ــــــــ[25 - 09 - 03, 08:00 ص]ـ

بارك الله فيكم وغفر لكم ....

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 10 - 03, 04:40 ص]ـ

فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته , فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد , كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله (فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته) أي من الآية السابقة.

قوله (فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد)؛ لأن العبادة مبنية على التوحيد , فكل عبادة لا توحيد فيها، لا تكون عبادة شرعية (1) , كما في الحديث القدسى ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك , من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته و شركه)) (2).

و إلا فالكفار يعبدون الله ولكنهم يشركوا معه غيره , فهى عبادة باطلة , فالنزاع على التوحيد.

وقال – تعالى – {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله} (3).

فأخبر – عز وجل – عن سبب عدم تقبل عبادتهم؛ لأنهم كفروا.

وقال – تعالى – {ولا أنتم عابدون ما أعبد} (4)، أي: لستم تعبدون عبادتي؛ لأن عبادتكم مبنية على الشرك؛ فليست عبادة شرعية.

وقوله (فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد , كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة)، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم –

((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضاء)) (5).

فلو أن أحدا من الناس صلى صلاة طويلة جدا، وأجادها أحسن إجادة , ولكنه كان على غير وضوء، فإن هذه الصلاة لن تقبل منه , وإن كان بعض العلماء يرى بأنه يكفر بذلك (6).

فكذلك لو أن أحد الناس ظل يتعبد لله، ولكنه كان مشركا فإن عمله هذا غير مقبول , بل و لا يسمى في الشرع عبادة.

قال – تعالى – {وجوه يومئذ خاشعة. عاملة ناصية. تصلى نارا حامية ... } (7).

فهم عملوا أعمالا كثيرة , ونصبوا فيها , ومع ذلك يصلون يوم القيامة نارا حامية؛ لأنهم أشركوا بالله.

فهذا يجعل المسلم يحرص على تعلم عقيدته , ويحذر الوقوع في الشرك.

............................

حاشية.

(1) ولكن تسمى عبادة في اللغة.

(2) أخرجه مسلم.

(3) سورة التوبة: 54.

(4) سورة الكافرون: 3.

(5) أخرجه الشيخان.

(6) والراجح أنه لا يكفر إلا إذا كان يفعل ذلك استهذائا.

(7) سورة الغاشية: 2 - 4.

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 10 - 03, 01:39 م]ـ

فإذا دخل الشرك في العبادة فسدتْ، كالحدَث إذا دخل في الطهارة. فإذا عرفتَ أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار، عرفتَ أنّ أهمّ ما عليك معرفة ذلك؛ لعلّ الله أن يخلّصك من هذه الشَّبَكة، وهي الشرك بالله الذي قال الله – تعالى – فيه:

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله (فإذا عرفتَ أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار، عرفتَ أنّ أهمّ ما عليك معرفة ذلك؛ لعلّ الله أن يخلّصك من هذه الشَّبَكة، وهي الشرك بالله) يبين الشيخ

– رحمه الله – الغاية من تعلم ما سيذكره، وهي الخوف من الوقوع في الشرك، كما دعا الخليل ربه فقال {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} (2).

فالمسلم يحب عليه أن يعلم هذا الشرك، حتى لا يقع فيه، وهو لا يشعر.

فتعلم المسلم لذلك من باب:

علمت الشر لا للشر ولكن لتوقيه.:. ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه

وقوله (الذي قال الله – تعالى – فيه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}): أي أنه – عز وجل – لا يغفر لمن مات على الشرك ولم يتب منه، وأما من مات مصرا على الذنوب فإنه تحت المشيئة، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه.

وهذه الآية ليست في حق التائبين؛ لأن التائب من الشرك مغفور له، كما قال – تعالى – {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنتوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا} (3)، فالآية هنا في حق التائب.

.......................

حاشية.

(1) سورة النساء: 48.

(2) سورة إبراهيم: 35.

(3) سورة الزمر: 53.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير