تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال جابر: ((فلم ينزل بي أمرٌ مهمٌ غليظٌ إلا توخَّيتُ تلك الساعة فأدعو فيها فأعرفُ الإجابةَ)).

بهذا اللفظ أخرجه أحمد في مسنده (3/ 332) والبخاري في الأدب المفرد (وحسَّنه الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد ص (262/ورقم 542)) (2/ 167/704) والبزَّار كما في كشف الأستار (1/ 216 /431) ومن طريقه ذكره ابن بشكوال في المستغيثين بالله (ص 39/برقم 54) وابن عبد البر في التمهيد (19/ 200 - 201) وابن الجوزي في المنتظم (3/ 234 - 235) وابن النجَّار في الدُّرة الثمينة في تاريخ المدينة (ص 189) كُلُّهم من طريق كثير بن زيد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر به.

والحديث أورده البيهقي في فضائل الأوقات برقم (305) وقطب الدين الحنفي في تاريخ المدينة (ص 134)

قال البزَّار: عقبه ((لا نعلمه يروي عن جابر إلا بهذا الإسناد)).

قلت: هذا الإسناد جوَّده الحافظ عبد العظيم المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 180) () والسيوطي في سهام الإصابة في الدعوات المستجابة ص (75)

وأشار الحلبي في حلبيته (2/ 108) (ولم يتعقبه الناجي بشيء في عجالة الإملاء على الترغيب والترهيب، فكأنه أقره وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب أيضًا (2/ 49/1185)) والسيوطي في الخصائص الكبرى

(1/ 382 - 383) إلى ثبوته.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 12) ((رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ثقات)).

وقال السَّمهودي في وفاء الوفا (3/ 830): ((ورُوِّينا في مسند أحمد برجال ثقات)) وذكر الحديث.

قلت كلا فإنَّ في إسناده علتين؟!

الأولى: كثير بن زيد فهو وإن وثقهُ البعض إلا أن الأغلب على تضعيفه وقد اختلف قول ابن معين فيه فتارة يُضعِّفه وتارة يوثقه وأعدل ما قيل فيه أنَّه ((صدوق يُخطئ)) ذلك الحكم الذي توصَّل إليه أخيرًا خاتمة الحفاظ الحافظ ابن حجر في كتابه التقريب

وهو كما قال الحافظ رحمه الله: ((صدوق يخطئ)) يؤكِّد ذلك اختلاف الرواة عليه في هذا الحديث فقد رواه الإمام أحمد وغيره عن أبي عامر العقدي وهو ((ثقة)) عن كثير بن زيدٍ عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر به ((في مسجد الفتح)).

ورواه أيضًا محمد بن المثنى وهو ((ثقةٌ ثبتٌ)) عن أبي عامر العقدي وهو (ثقة) كما تقدَّم عن كثير بن زيد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله أنَّ النبي ? ((دَعَا في مَسْجِدِ قُبَاء ثلاثاً!! ... )) والباقي بلفظه ومعناه.

أخرجه بذلك البزار كما في كشف الأستار (1/ 216) وابن عبد البر في التمهيد (19/ 200 - 201) من طريق البزَّار عن محمد بن المثنى به.

ورواه أيضًا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي وهو (صدوق) عن كثير بن زيد عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بلفظ ((دَعَا رَسُولُ اللهِ ? في مَسْجِدِ الأَحْزَابِ!!)) والباقي بنحو ما قال أبو عامر العقدي ومعناه.

أخرجه بذلك ابن سعد في طبقاته (2/ 73) والواقدي في مغازيه (2/ 488) (لكنَّه يرويه عن كثير بن زيد مباشرة بدون واسطة عبيد الله) وابن الغطريف في جزئه برقم (68)، ومن طريقه المقدسي

في الترغيب في الدعاء برقم (47)، والبيهقي في شعبه (7/ 453 - 454/ 3591)، وابن عبد البر في التمهيد (19/ 201)، كلهم من طريق كثير بن زيد كما تقدم عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بنحوه.

وهذا الاختلاف من الثقات على كثير بن زيد لم يكن في الإسناد فقط، بل في الإسناد والمتن جميعًا.

فهو تارة يحدِّث به عن عبد اللهِ بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك (كما في رواية أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب، والبزار في مسنده، وابن الجوزي في منتظمه، وابن النجار، وابن عبد البر في إحدى رواياته.)، وتارة يحدث به عن أبيه (كما في رواية ابن سعد، وابن الغطريف، والبيهقي، والمقدسي، وابن عبد البر في إحدى رواياته)، وتارة يحدث أن ((دُعَاءَ هُ كَانَ في مَسْجِدِ الفَتْحِ)) (كما في رواية أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب، والبزار في مسنده، وابن الجوزي في منتظمه، وابن النجار، وابن عبد البر في إحدى رواياته)، وفي ثانية أن ((دُعَاءَ هُ كَانَ في مَسْجِدِ قُبَاء)) (كما في إحدى روايتي البزار وابن عبد البر)، وفي ثالثة أن ((دُعَاءَ هُ كَانَ في مَسْجِدِ الأَحْزَابِ)) (لا تغتر بمن جعله ومسجد الفتح مسجدًا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير