تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 229):" أعل بالاضطراب فقيل هكذا –يعني بالاسناد الأول- وقيل عن عبدالله بن بسر وليس فيه عن اخته الصماء وليست بعلة قادحة فإنه صحابي أيضا وقيل عن أبيه بسر وقيل عنه عن الصماء عن عائشة قال النسائي: هذا حديث مضطرب. قلت: ويحتمل ان يكون عند عبدالله عن أبيه وعن اخته وعند اخته بواسطة وهذه طريقة من صححه , ورجح عبدالحق الرواية الأولى وتبع في ذلك الدارقطني لكن هذا التلون في الحديث الواحد بالاسناد الواحد مع اتحاد المخرج يوهن راويه وينبىء بقلة ضبطه الا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع الطرق .. وليس الأمر هنا كذلك بل اختلف فيه أيضا على الراوي عبدالله بن بسرأيضا"أهـ كلام ابن حجر

والحدبث أعله الأمام الزهري فقد أسند عنه الحاكم قال: هذا حديث حمصي، وله معارض صحيح. فهذا تقليلً من شأنه لأنّ حمصاً لم تكن من مدن العلم آنذاك بعكس الحجاز والشام والعراق

فهذا الخبر مضطرب سنداً ومنكر متناً، أمّا اضطراب الاسناد فتاره يذكر الخبر عن عبدالله بن بسر وتارة عن أخته وتارة عن عمته وتارة عن خالته وتارة عن عائشة والطريق واحد والمخرج واحد فدلّ على اضطرابه ودلّ على نكارته.

أما نكارة متنه فإن الخبر يدل على منع صيام يوم السبت ولو كان قبله يوم أو بعده يوم إلا في الفرض لقوله: "إلا فيما افترض عليكم".

ومن الأدلة الدالة على جواز صيام يوم السبت ماجاء في الصحيحين: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الصيام صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً" واليقين حاصل بهذا الحديث أنه يوافق يوم السبت. ,وجاء في صحيح الإمام مسلم عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان واتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر. والغالب في هذه الستّ أن يوافق أحدها يوم السبت. وقد استحب أهل العلم صيام ست من شوال متتابعه، وأيضاً لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: "وأتبعه ستاً من شوال إلا يوم السبت"، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز.

ومن الأدلة مارواه الشيخان أيضاً عن جويرية أنّها صامت يوم الجمعة فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي صائمة فقال: أصمتِ أمس؟ قالت: لا، قال: أتصومين غداً (يعني السبت)، قالت: لا، قال إذاً أفطري". فهذا الحديث صريح بجواز صيام السبت بغير الفرض

,ومنها: عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم من الأيام يوم السبت، ويوم الأحد، وكان يقول: "إنهما يوما عيد للمشركين، وأنا أريد أن أخالفهم". رواه النسائي وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم

هذا الخبر رواه النسائي (الكبرى) من طريق عبدالله بن المبارك عن عبدالله بن محمد بن عمر عن أبيه عن كريب عن أم سلمة رضي الله عنهما. وعبدالله بن محمد وأبوه قد روى عنهما جمع وذكرهما ابن حبان في ثقاته ومن ثمّ صحح لهما الإمام ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.

والحديث يدل على جواز صيام يوم السبت بل يدل الخبر على استحباب ذلك مخالفة لليهود فإنهم يعظمون يوم السبت والأحد ويجعلونهما عيداً لهم ومعلوم عندنا أن العيد لايشرع صيامه فشرع لنا مخالفتهم وصيام هذين اليومين فدل هذا الخبر عن نكارة حديث الصماء. وأم سلمة رضي الله عنها أدرى بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم من الصماء.

فخبر الباب منكر من حيث الإسناد وباطل من حيث المتن، وأكثر الحفاظ على إنكاره كالأوزاعي ويحيى بن سعيد بل قال مالك هذا كذب وأنكره الإمام أحمد وغير هؤلاء من الحفاظ الذين أنكروا هذا الخبر وأعلوه سنداًو متناً.

فكيف بعد هذا يصحح الحديث وقد اجتهد العلامة الألباني رحمه الله فصحح الحديث وجاء بعض تلامذته فتعصب له وألف رسالة في تصحيحه ولا شك بأن اتباع كلام الأئمة المتقدمين في تضعيفه بالاضطراب والنكارة والشذوذ أولى والله أعلم بالصواب

ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[20 - 12 - 03, 07:58 ص]ـ

وقد سمعت شيخنا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وقد قرىء عليه في احد الدروس الحديث من سنن النسائي فضعفه

ـ[أبو نايف]ــــــــ[20 - 12 - 03, 04:04 م]ـ

لم ينفرد العلامة الألباني رحمه الله تعالي في تصحيح الحديث فقد سبقه كل من:

1) الإمام أبو داود رحمه الله تعالي. قال: هذا الحديث منسوخ.

2) والإمام الترمذي رحمه الله تعالي. قال: هذا حديث حسن. ومعني كراهته في هذا أن يخص الرجل يوم السبت بصيام لأن اليهود تعظم يوم السبت.

3) والإمام ابن خزيمة رحمه الله تعالي. (أخرجه في صحيحه)

4) والإمام ابن حبان رحمه الله تعالي. (أخرجه في صحيحه)

5) والإمام الحاكم رحمه الله تعالي. قال: هذا حديث صحيح علي شرط البخاري.

6) والإمام ضياء الدين المقدسي رحمه الله تعالي في (المختارة 9: 58).

قال الإمام النووي رحمه الله تعالي في (المجموع 6: 451) بعد قول الإمام مالك عن الحديث: لا يقبل هذا منه فقد صححه الأئمة.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالي في (حاشيته علي سنن أبي داود): وقالت طائفة وهم أكثر أصحاب أحمد: محكم، وأخذا به في كراهية إفراده بالصوم، وأخذوا بسائر الأحاديث في صومه مع ما يليه. قالوا: وجواب أحمد يدل علي هذا التفصيل

هذا والله تعالى أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير