تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- ورواه الحسن بن عمر بن شقيق عنه، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، على الوجه الثاني (بواسطة الكندي)،

وابن راهويه أحفظ بلا شك، ويحتمل أنه كان عند جرير الوجهان، فإنه من الحفاظ، وقد توبع عليهما جميعًا.

5 - الخلاف على منصور بن المعتمر:

- رواه عنه سفيان الثوري -في الرواية المقرونة المذكورة-، ويزيد بن عطاء، عن سعد بن عبيدة على الوجه الأول (متصلاً)،

- ورواه عنه شعبة -على الراجح عنه-، وشيبان، وجرير، عن سعد بن عبيدة، على الوجه الثاني (بواسطة الكندي).

ويزيد بن عطاء ضعيف، واجتماع الثلاثة الحفاظ على الرواية عن منصور عن سعد بن عبيدة على الوجه الثاني (بواسطة الكندي) يقوي جانبهم مقابل رواية سفيان الثوري -حيث لم يتابعه إلا ضعيف-، خاصة أن الثوري قرن الروايات، فربما حمل بعضها على بعض، وقصّر في تفصيل الأسانيد.

وأما روايته عن أبيه والأعمش؛ فإنه متابَع عليهما جميعًا.

6 - الخلاف على الأعمش:

- رواه عنه الثوري، وشعبة، وعبدالله بن داود، ووكيع، وأبو عوانة، عن سعد بن عبيدة، على الوجه الأول (متصلاً)،

- ورواه عنه محمد بن فضيل، ومحمد بن سلمة الكوفي، عن سعد بن عبيدة، على الوجه الثالث (بواسطة أبي عبدالرحمن السلمي)،

واجتماع الحفاظ الثقات أقوى وأصح، والرواية الثانية ضعيفة.

7 - الخلاف على سعد بن عبيدة:

وقد تلخص أنه اختُلف عنه على وجهين:

- فرواه عنه الأعمش، وسعيد بن مسروق، والحسن بن عبيدالله، عن ابن عمر مباشرة،

- ورواه عنه منصور، عن رجل من كندة، عن ابن عمر.

والظاهر -والله أعلم-: أن الأعمش ومن معه قصروا في الإسناد، وأجملوا الرواية، فلم يذكروا الواسطة، وأسقطوها، وجوَّده منصور؛ فذكر القصة، وبيَّن أن سعد بن عبيدة حضر مجلس ابن عمر مع الكندي، ثم قام، فأتاه الكندي وأخبره الخبر.

ويشكل على هذا: أن رواية وكيع وعبدالله بن داود وأبي عوانة عن الأعمش فيها التصريح بأن سعد بن عبيدة كان حاضرًا في المجلس حال تحديث ابن عمر، قال: كنت مع ابن عمر في حلقة، فسمع رجلاً في حلقة أخرى وهو يقول: "لا وأبي"، فرماه ابن عمر بالحصى، وقال: (إنها كانت يمين عمر، فنهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عنها، وقال: «إنها شرك»).

وربما أجيب: بأن الأعمش أخطأ في ذلك؛ فجعل حضور سعد بن عبيدة للمجلس كله مع كلام ابن عمر، وأن منصورًا ضبط ذلك؛ فبيَّن أن سعدًا حضر أول المجلس، ثم خرج، وأخبره الكندي بما قال ابن عمر.

وهذا أقرب للصواب، ويؤيده:

1 - إشارة الإمام أحمد إلى ذلك، فإنه أخرج - في مسنده (2/ 125) - رواية الحسن بن عبيدالله عن سعد بن عبيدة على الوجه الأول (متصلاً)، ثم عقبها مباشرة برواية غندر عن شعبة عن منصور عن سعد بن عبيدة على الوجه الثاني (بواسطة الكندي)، فكأنه يشير إلى أن الثانية تعل الأولى، وأذكر أن لهذا نظائر من تصرفات الإمام أحمد، لا تحضرني الآن.

2 - تصريح الطحاوي بهذا الإعلال، قال -في بيان مشكل الآثار (2/ 298 - 300) -: (ثم تأملنا حديث ابن عمر الذي قد رويناه في هذا الباب من حديثي الأعمش وسعيد بن مسروق (1) عن سعد بن عبيدة؛ فوجدناه فاسد الإسناد ... ، فوقفنا على أن منصور بن المعتمر قد زاد في إسناد هذا الحديث على الأعمش وعلى سعيد بن مسروق عن سعد بن عبيدة رجلاً مجهولاً بينه وبين ابن عمر في هذا الحديث؛ ففسد بذلك إسنادُه).

3 - تصريح البيهقي بالإعلال نفسه، قال -في سننه (10/ 29) -: (وهذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر)، ثم أسند رواية غندر عن شعبة عن منصور عن سعد بن عبيدة على الوجه الثاني (بواسطة الكندي).

هذا ما ظهر لي، والله أعلم.

هذا، وقد تكلم الدارقطني على الخلاف في هذا الحديث، لكنه لم يرجح، قال -في علله (13/ 233، 234) -:

(يرويه سعد بن عبيدة، واختلف عنه:

- فرواه محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبدالرحمن، عن ابن عمر،

- وخالفه الثوري، وعبدالرحمن (2) بن داود الخريبي؛ فروياه عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة: أنه سمع من ابن عمر.

ورواه منصور بن المعتمر، واختلف عنه:

- فرواه شيبان، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن محمد الكندي، عن ابن عمر،

- وخالفه الثوري ويزيد بن عطاء، فروياه عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن ابن عمر.

وقيل: عن الثوري، عن أبيه والأعمش ومنصور وجابر الجعفي، عن سعد بن عبيدة، عن ابن عمر.

وكذلك رواه الحسن بن عبيدالله، عن سعد بن عبيدة، عن ابن عمر.

وقال عمر بن عبيد: عن سعيد بن مسروق، عن رجل لم يسمه، عن ابن عمر، وهو سعد بن عبيدة، وسماه الثوري عن أبيه) ا. هـ.

ويلاحظ أن الدارقطني لم يتعرض لرواية شعبة.


(1) وقع في المطبوع: مرزوق، وهو خطأ.
(2) كذا في العلل، قال المحقق: (هكذا، ولعل الصواب: وعبدالله)، وهو كما قال.

ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[23 - 02 - 09, 02:15 ص]ـ
لم تنبه على علته بعد ترجيح الوجه المذكور = وهي أن عبد الله لم مع من حذيفة ..

سبحان الله! نسيتها!! وجزاك الله خيرًا.
لكن للعلم أن إعلال الحديث بالمخالفة كافٍ في ردِّ لفظة "إنكم تنددون" التي ذكرتها.
وفق الله الجميع.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير