تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخرج ابن ماجة (2923) وأحمد (21722) وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم: 62) عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءني جبريل فقال يا محمد مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج.

وفي الطواف يذكر الله وفي السعي يذكر الله، وفي عرفات يذكر الله، وعند المشعر الحرام يذكر الله، وفي كل فعلٍ من أفعال الحج ذكرٌ لله.

الحِكمة الثالثة: أن يستشعر الإنسان ما هو قادمٌ عليه من المصير

فحين يتجرد من ثيابه التي كان يلبسها يُذكره ذلك بالآخرة، ففي الحج تذكيرٌ بالآخرة، فكأنه يُقال للإنسان إنك في يوم من الأيام ستجرد من ملابسك وستودع هذه الدنيا.

الحِكمة الرابعة: إن في الحج اجتماع المسلمين:

وهذا مقصد عظيم، ففيه وحدة المسلمين وجمع كلمتهم ووحدة صفهم، فهذا المقصد العظيم رأيناه ظاهراً في صلاة الجماعة التي تتكرر في اليوم خمس مرات في المساجد فهذا اجتماع مصغر يلتقي فيه أصحاب الحي في اليوم خمس مرات في بيت من بيوت الله عز وجل يؤدون فريضةً من فرائض الله، ثم يأتي اجتماع أكبر وهو يوم الجمعة وهو اجتماع أسبوعي، ثم يأتي اجتماع في السنة مرتين وهو الاجتماع لصلاة العيدين (عيد الفطر وعيد الأضحى)، ثم يأتي الحج وهو الاجتماع السنوي للمسلمين وهو واجب في العمر مرة،وفي هذا الاجتماع منافع كثيرة كما قال الله عز وجل: (ليشهدوا منافع لهم)، فقوله عز وجل: (منافع) كلمة مطلقة تشمل: المنافع الأخلاقية والدينية، والاجتماعية، والاقتصادية، ... ، وقد ذكر العلماء - رحمهم الله تعالى - كثيراً من المنافع التي تترتب على الاجتماع في الحج فمنها: تعرف المسلمين على بلاد بعضهم، وعلى أحوالهم، ويتعرف التاجر على مواطن التجارة في البلدان المختلفة، و يتعرف على ما يحتاج إليه المسلمون في كل مكان من بقاع الأرض.

بالإضافة إلى أن هذا الاجتماع مظهرٌ من مظاهر وحدة المسلمين، لأنهم يظهرون بلباس واحد ويجتمعون في مكان واحد يدعون رباً واحداً ويقومون بإعمال واحدة ولا فرق بين غنيهم وفقيرهم، فهذا مظهر أيضاً من مظاهر اجتماعهم ووحدة كلمتهم.

الحِكمة الخامسة: في الحج مغفرة الذنوب وابتغاء الثواب:

وهذا أعظم ما يسعى إليه الإنسان فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة)):

والحج المبرور هو الذي:

1 - أن يكون خالصاً لله عز وجل.

2 - أن يمتثل العبد فيه لأوامر الله ويجتنب نواهيه العامة والخاصة.

3 - أن يكون فيه المال حلالاً.

4 - أن يكون صاحبه متبعاً لرسول الله ? في أداء النسك.

و وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ) فهذا أيضاً مقصد عظيم يسعى إليه المسلمون.

ومما جاء في فضل الحج والعمرة ما يلي:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».هذا الخبر متفق على صحته.

وجاء عند الترمذي والنسائي وأحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع

رقم: (2901). عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ فَقَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ حَجٌّ مَبْرُورٌ.متفق عليه

وروى البخاري عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير