هم أهلُ البصرة والكوفة فقط من بين أمصار العرب. انتهى.
وقال أبو نصر الفارابي في أول كتابه المسمّى بالألفاظ والحروف: كانت قريشٌ أجودَ العرب انتقاداً للأفصح من الألفاظ، وأسهلها على اللسان عند النُّطْق، وأحسنها مسموعاً، وأبينها إبانَة عمّا في النفس؛ والذين عنهم نُقِلت اللغة العربية وبهم اقْتُدِي، وعنهم أُخِذَ اللسانُ العربيٌّ من بين قبائل العرب هم: قيس، وتميم، وأسد؛ فإن هؤلاء هم الذين عنهم أكثرُ ما أُخِذ ومعظمه، وعليهم اتُّكل في الغريب وفي الإعراب والتَّصْريف؛ ثم هذيل، وبعض كِنانة، وبعض الطائيين، ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم.
فكيف يكون باليمن قوم يتحدثون الفصحى ...
وأيضا ...
لو رجعت إلى اللهجة المحلية بوسط الجزيرة لوجدت لكل كلمة أصلا
لأنهم لم يختلطوا بالأتراك ولم يدخلوا تحت استعمار
إلا أنهم يميلون الألف المقصورة أحيانا
ويميلون حركة الحرف المفتوح إذا أتبع بالياء.
ويسهلون في الهمزة الساكنة،
ونحو ذلك ...
ولو قرأت ديوان الشاعر ابن لعبون، وهو شاعر عامي لفهمت كثيرا منه، وكذا شعر حميدان الشويعر وشعر محسن الهزاني وغيرهم. ومثال على ذلك الشاعر جعيثن اليزيدي، وقد ترجم له ابن خميس قفال:" هو من آل يزيد سكان وادي حنيفة من بني حنيفة ومن أهل الجزعة أسفل الرياض، وقد مدح مقرن بن أجود بن زامل العقيلي الذي حكم المنطقة الشرقية واليمامة مدة من الزمن، وقد ذكر العصامي في تاريخه أنه حج سنة 912هـ وكان يتبعه من الجنود والأتياع قراية ثلاثين ألفا وقد طلب من حكام مكة شراء موقف النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة ليقف فيه مع أتباعه فامتنعوا عليه فلجأ إلى القوة فاستجابوا له، وله أخبار وآثار مشهورة". فلما توفي مقرن بن أجود بن زامل العقيلي الخالدي رثاه بقصيدة يذكر فيها استيلاءه على نجد على الرغم من قبيلة لام الطائية وخالد- قبيلة الأمير مقرن، وقاد فخذي يزيد ومزيد من بني حنيفة أيضا مما يدل على نفوذه الواسع فيقول:
ونجد رعى ربعي زاهٍ فلاتها على الرغم من سادات لام وخالد
وسادات حجر من يزيد ومزيد قد اقتادهم قود الفلا بالقلايد
ومن الحكم المذكورة في هذه القصيدة قوله:
والأعمار منها عديد كما مضى وما فات منها قد مضى غير عايد
ولا راحةإلا وروح على الشقا بهضم المعادي واقتحام الشدايد.
ومن قصائدة تلك المملوءة حكمة ونصحا التي مطلعها:
تصاريف الزمان إلى الزوال فعش ما شئت في طلب المعالي
فلو اطلع الرافعي وقبله الزبيدي على كلام أهل نجد فهل سيقولون إنهم باقون على عربيتهم!
وتحملنا يا شيخنا، فنحن هنا لنستفيد منكم.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 02 - 06, 01:29 م]ـ
يا مَن يغار عن اليمن - - ويذوذ عن (لغة) اليمن
أجب محبا لليمن - - وُقّيت من شر الفتن
مع الاعتذار من دكتورنا صاحب البيت الأول ... ثم الاعتذار في البيت الثاني من أهل الشعر والعروض فلست من الأربعة ... (ابتسامة محبة للجميع).