[لماذا لايعرب فاعل ثانى؟؟؟]
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 02 - 06, 10:02 م]ـ
السلام عليكم
أعرف أن هذا السؤال غريب عند النحويين ...
لماذا لا يكون فى اللغة فاعل ثانى كما أن هناك مفعول ثانى
مثال يوضح سؤالى
ضرب زيد وعمرو الكرة
لماذا نعرب عمرا هنا معطوف ولا نعربه فاعل ثانى قياسا على قولنا فى "أعطى زيد الفقراء المال"
المال" مفعول ثانى
أعلم أن هذا لم يقل به أحد من النحاة لاكن ما السبب؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 10:30 م]ـ
السبب هو (الواو) الفارقة بين المثالين.
فهذه الواو تفيد التشريك بين الفاعلين فلا يصح أن يقال لأحدهما فاعل أول وللآخر فاعل ثانٍ، والدليل على ذلك أنك تستطيع أن تقدم أحدهما وتؤخر الآخر بغير أن يتغير المعنى، فتقول: ضرب زيد وعمرو الكرة، وتقول: ضرب عمرو وزيد الكرة، والمعنى في كلتا الجملتين واحد، فثبت بذلك أن الفاعلين في مرتبة واحدة، فلا يقال لأحدهما أول ولا للآخر ثانٍ.
وسبب آخر، وهو أن العطف في نية إعادة الفعل، فالتقدير في قولك (ضرب زيد وعمرو الكرة) هو (ضرب زيد الكرة وضرب عمرو الكرة) والدليل على ذلك أن الضرب الذي صدر من زيد بخلاف الضرب الذي صدر من عمرو، فالضرب صادر من كليهما، والكرة مضروبة من كليهما، بحيث يصح أن يقال (ضرب زيد الكرة) وأن يقال (ضرب عمرو الكرة)
بخلاف المثال الآخر، وهو أعطى زيد الفقراء المال، فإن الفاعل واحد والفعل واحد، فزيد هو المعطي، ولم يتكرر منه الإعطاء، والفعل أعطى واحد، ومعنى الإعطاء في نفسه يقتضي مسلما ومسلما إليه، فالمسلم المال والمسلم إليه الفقراء.
والدليل على ذلك أن التعدي واللزوم من صفات الفعل لا من صفات الفاعل ولا المفعول، فهناك فعل لازم لا يتعدى لأي مفعول، وهناك فعل يتعدى لمفعول واحد، وهناك فعل يتعدى لمفعولين، وهناك فعل يتعدى لثلاثة مفاعيل، فثبت أن الفعل هو الذي يتعلق بعدد المفاعيل، وليست المفاعيل نفسها
وأنت إذا حاولت أن تعرب (عمرا) فاعلا ثانيا، فماذا يا ترى سيكون نصيب الواو من الإعراب؟؟
وإذا حاولت حذفها من الجملة عاد الأسلوب غريبا خارجا عن مهيع كلام العرب.
فجعل (عمرو) فاعلا ثانيا يقتضي أن تكون الواو فضلة وقد أثبتنا أنها عمدة في الجملة، فمن ثم لا يصح اعتبار (عمرو) فاعلا ثانيا.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 - 02 - 06, 11:59 م]ـ
ذكر أبو علي الفارسي في شرح الإيضاح - إن لم أنس - أنه لا يكون للفعل فاعلان.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 02 - 06, 01:02 ص]ـ
لا يكون للفعل فاعلان لاعتبارات عقلية وفلسفية ..... فالفعل الواحد لا يمكن أن يصدر عن فاعلين مختلفين .. ولهم في ذلك دليل التعاند المشهور ..... وفي المقابل يمكن للفاعل الواحد أن يكون له اكثر من أثر ...... مثل الخالق عز وجل الذي خلق مخلوقات عديدة ....... فصح بالتالي جواز تعدد المفعولات واستحالة تعدد الفاعلين ....
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[20 - 02 - 06, 03:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا وشكر لكم
يمكن أن يكون للفعل الواحد فاعلين باعتبار المعنى لا الإعراب كما فى المثال السابق
فضرب الكرة وقع من فاعلين زيد وعمرو
فكلاهما وقع منه فعل الضرب والصرب الذى وقع من عمرو يخنلف عن الضرب الذى وقع من زيد
أما من حيث الإعراب
فعندى إشكال على السبب الأول من كلام الأخ العوضى نفع الله به
فأقول لقد بنيت كلامك على الترتيب بين الفاعلين أيهم وقع منه الفعل أولا
أو أيهم أعلى مرتبة من حيث الشرف أو غير ذلك من أنواع المفاضلة وان الواو تنفى هذه المفاضلة وتثبت المساواة
طيب لو كانت المفاضلة واقعة فى نفس الأمر فهل ذكر الواو لحن هنا
لا لأن العرب عندما تصف هذا الأمر وهو (وقوع ضرب الكرة من زيد قبل عمرو) تقول ضرب زيد وعمرو الكرة أو ضرب عمرو وزيد الكرة
والسبب فى ذلك أنها عندما تتكلم بهذا الكلام لايكون المقصود الترتيب والمفاضلة بين الفاعلين بل لايخطر ذلك فى بال المتكلم بهذا الكلام
المقصود أننا لو قلنا فاعل أصلى وفاعل فرعى فهل يندفع ما ذكرته
أرجو أن أكون قد أوصلت فكرتى إليك فى هذه النقطة
وأما ماذكرته بعد ذلك فوجيه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 10:12 م]ـ
أخي الكريم، حتى لو كان هناك ترتيب أو تفاضل، أو فاعل أصلي وفاعل فرعي، فلا يَرِدُ ذلك على ما أوردتُه سابقا؛ لأنه في تقدير جملتين أيضا، فقولك (ضرب زيد ثم عمرو الكرة) يفيد أن وقوع الضرب وقع من زيد أولا ثم من عمرو، فهما جملتان في المعنى، وليسا فاعلين لفعل واحد كما قد يُظَنُُّ؛ لأن معنى الكلام (ضرب زيد الكرة ثم ضرب عمرو الكرة)، فالفعل إنما ذكر مرة واحدة في كلام العرب اختصارا للكلام، وإيثارا من العرب للإيجاز في كلامها إن كان المعنى مفهوما، ولئلا تتهم بالعي إذا كررت ما يستغنى عن ذكره.
ولذلك تجد في القرآن الكريم والسنة النبوية وكلام العرب اختصارا كثيرا لفهم المعنى من السياق.
وجزاكم الله خيرا