تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العطفُ على معمولي عاملين مختلفين.

ـ[خالد الشبل]ــــــــ[30 - 03 - 06, 02:02 ص]ـ

اختلف النحويون في العطف على معمولي عاملين مختلفين، نحو: ليس زيدٌ بقائمٍ ولا خارجٍ عمروٌ، فمنعه جمهور النحويين، وأجازه الأخفش، جاعلاً (خارجٍ) معطوفاً على (قائم) وشرَّكت الواو بينهما في الباء، وجعل (عمرٌو) معطوفاً على (زيدٍ)، وشرّكت الواو - أيضاً - بينهما في (ليس).

وبيان ذلك كالتالي:

أجاز الكسائي (1)، والفراء (2)، والأخفش (3)، والزجاج (4)، وابن مضاء (5)، وأبوبكر بن طلحة (6)، العطف على معمولي عاملين مختلفين. ومَنَعَه سيبويه وجمهورُ النحويين، فقد قال السيرافي: " اعلم أن سيبويه لا يجيز: ليس زيدٌ بقاعدٍ ولا قائمٍ عمرٌو، لأنه لا يرى العطف على عاملين، ومتى أجاز ذلك كان عطفاً على عاملين، ومعنى ذلك أنك إذا قلت: ليس زيدٌ بقاعدٍ (7)، فـ (زيد) مرتفع بـ (ليس)، و (قاعد) (7)، مجرور بالباء، والباء، و (ليس) عاملان، أحدهما عمل الرفع، والآخر عمل الجر، فإذا قلت: ولا قائمٍ عمروٌ، فقد عطفت (قائماً) على (قاعد)، وعامله الباء، وعطف (عمرو) على اسم (ليس)، وعامله (ليس)، فقد عطفت على شيئين مختلفين " (8).

ونقل النحاس عن سيبويه الجواز (9). وأجاز العطفَ الأعلمُ (10) إن تقدم المجرور في المتعاطفين لتساوي الجملتين، ووافقه ابن الحاجب (11).

وقد احتج من يجيز العطفَ على معمولي عاملين مختلفين بأمور:

أحدها: قول الله، تعالى: (إِنَّ فِي السَّمواتِ والأرْض لآياتٍ لِلْمُؤْمِنِيْنَ. وَفي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوْقِنُونَ. واخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِن رِزْقٍ فأَحْيا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقْوٍم يَعْقِلُونَ (12).

فقد قرأ (آياتٍ) بالنصب في الموضعين الثاني والثالث حمزةُ (13) والكسائيُّ (14). قال ابن أبي الربيع: " فالواو قد شّرَّكَتْ بين (اختلاف)، و (خلق) في (في)، وشرّكت بين (آياتٍ)، و (آياتٍ) في (إنّ) " (15).

وذكر الزجاج (16)، والزمخشري (17)، أن الآية دليل على العطف على معمولي عاملين مختلفين، سواء نصبت أم رفعت.

قال الزمخشري: " وإذا رفعت فالعاملان: الابتداء و (في) عملت الرفع في (آيات)، والجر في (واختلاف) (18).

الثاني: قوله تعالى: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) (19)، وإيضاحه كما قال ابن أبي الربيع: " إن (في ضلال) معطوف على (على هدى)، فقد شركت (أو) بينهما في (إنّ)، و (اللام) " (20).

الثالث: قول أبي دُوادالإيادي (21):

أَكلَّ امْرِئٍ تَحْسَبِيْنَ امْرَأً ** وَنارٍ تَوَقَّدُ بِاللَّيْلِ نارا (22)

فخفض (نارٍ) بالعطف على (امريءٍ) المخفوض بـ (كل)، ونصب (ناراً) بالعطف على (امرأً) المنصوب بـ (تحسبين)، وشركت الواو بينهما (23).

الرابع: قول الأعور الشَّنِّي (24):

هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنَّ الأُمُوْر ** بِكَفِّ الإلهِ مَقادِيْرُها

فَلَيْسَ بِآتِيْكَ مَنْهِيُّها ** ولا قاصِراً عنك مَأْمُورُها (25)

فقد روى (قاصر) بالرفع والنصب والجر، والشاهد فيه رواية الجر، لأن (قاصر) معطوف على مجرور بالباء في (بآتيك)، و (مأمورها) معطوف على (منهيها) (26).

الخامس: قول النابغة الجعدي (27):

فليس بمعروفٍ لنا أنْ نَرُدَّها ** صِحاحاً ولا مُسْتنكَراً أن تُعَقَّرا (28)

والقول في هذا البيت كالقول في بيت الشنّي، فقد روي بالأوجه الثلاثة في قوله: (مُسْتَنْكَر)، والشاهد - هنا - رواية الجر، ليصبح، حينئذٍ، معطوفاً على خبر (ليس)، ويكون (أنْ تُعَقَّرا) معطوفاً على (أن نَرُدَّها)، والواو مشرِّكة (29).

السادس: قول الفرزدق (30):

وباشَرَ راعيها الصَّلا بلَبانه ** وجَنْبَيْهِ حَرَّ النارِ ما يَتَحَرَّفُ (31)

فـ (جنبيه) و (حر) معطوفان على (الصلا) و (لبانه) وشرّكت الواو بينها (32).

السابع: قول أبي النجم (33):

أَوْصَيْتُ مِنْ بَرَّةَ قَلْباً حُرّا ** بالكَلْبِ خَيْراً والحَماةِ شَرّا (34)

فعطف (الحماة) على (الكلب)، و (شراً) على (خيراً) (35).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير