من قائل: (إذا قالت حذامِ فصدقوها)؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 03 - 06, 06:57 م]ـ
إذا قالت حذامِ فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذامِ
أستأذن الإخوة /
فقد رددت هذا البيت في هذا اليوم - ولا أدري لماذا! - فتأملتُ به.
فسألت نفسي عن:
- قائل هذا البيت؟.
- وعن حذامِ - هذه - من تكون؟.
- وهل هي بالكسر أم بالياء (حذامي)؟.
- وهل لهذا البيت مناسبة؟.
فبحثت بحثا يسيرا سريعا، ولم أظفر بما سألت عنه.
فها عند الفضلاء إجابة؟.
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[18 - 03 - 06, 07:31 م]ـ
قال الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد في سبيل الهدى بتحقيق شرح قطر الندى (ص43) حول بيتي الشعر:
فلولا المزعجات من الليالي ... لما ترك القطا طيب المنام
إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام
قال:
" البيتان قيل إنهما لديسم بن طارق أحد شعراء الجاهلية. والصواب كما في اللسان (رقش) أنهما للجيم بن صعب والد حنيفة وعجل، وحذام امرأته وفيها يقولهما ... " أهـ
ويستشهد بهذا البيت على الاسم المبني على الكسر فكلمة (حذام) وقعت في البيت موقع الفاعل وحقها الرفع بالضم، ولكنها كسرت لأنها مبنية وهذا مذهب أهل الحجاز ...
هذا ما تيسر على عجل.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 03 - 06, 09:10 م]ـ
وفقكم الله.
قائل هذا البيت لجيم بن مصعب [صعب] بن علي بن بكر بن وائل، والد حنيفة وعجل ابني سحيم، وحذامِ امرأته، سميت حَذام لأن ضرتها حذمت يدها بشفرة، فصبت عليها حذام جمرا فبرشت، فسميت البرشاء [في لونها نُقط مختلفة] وهي حذام بنت الريان بن خسر بن تميم.
وسببه: أن عاطس بن الجلاح الحميري صار إلى قومها في جموع فاقتتلوا، ثم رجع الحميري إلى معسكره وهرب قومُها، فساروا ليلتهم ويومهم إلى الغد، ونزلوا الليلة الثانية، فلما أصبح الحميري ورأى جلاءهم اتبعهم، فانتبه القطا من وقع دوابهم، فمرت على قوم حذامِ قِطَعا قِطعا، فخرجت حذامِ إلى قومها فقالت:
ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا - - فلو ترك القطا ليلا لناما
فقال زوجها:
إذا قالت حذام فصدقوها - - فإن القول ما قالت حذامِ
فارتحلوا حتى اعتصموا بالجبل، ويئس منهم أصحاب عاطس فرجعوا.
ذكر ذلك السيوطي - رحمه الله - في شرحه لشواهد المغني 2/ 596 597.
واستشهد بالبيت غير واحد من النحاة على بناء الأعلام المؤنثة التي جاءت على وزان " فَعَالِ " على الكسر دوما، فتقول: جاءت حذامِ، ورأيت حذامِ، ومررت بحذامِ، وذلك في لغة الحجازيين، وخالفهم بنو تميم فأعرب بعضهم هذه الأعلام بالضم رفعا، وبالفتح نصبا وجرًا، وفصّل بعضهم بما تراه عند العلامة ابن هشام في أول القطر ... واستشهد بهذا البيت قديما المبرد في كامله 2/ 71.
ثم أصبح اسم حَذامِ مضرب المثل في صدق القول، وصحة النقل ... فمن الأمثال التي أوردها أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه: القول ما قالت حذام ... كما أورده غير واحد ممن جمع أمثال العرب.
ويقال لمن اعتمد قولُه في نقل الآراء العلمية: حذام المذهب ... وقال صاحب المثل السائر عن أبي تمام: وكان قوله في البلاغة ما قالت حذامِ ..
وتمثل بهذا المعنى كثير من الشعراء ... فقال أحدهم:
كنتم حذام القول احقابا له - - والى وجوه الخير ارشد مدسع
وقال المعري:
إِذا ما جاءَني رَجُلٌ حُذامٌ - - فَإِنَّ القَولَ ما قالَت حَذامِ
وقال آخر:
أندى يداً في الجودِ من حاتمٍ - - أصدق في أقوالهِ من حَذامْ
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 03 - 06, 11:00 م]ـ
الأخ الفاضل / أبا المعتز القرشي
جزاك الله خير الجزاء.
شيخنا الفصيح ذا / الفهم الصحيح والعقل الرجيح والقلب الفسيح
جزاكم الله خير الجزاء.
ذكرتني بحديث: (هو الطهور ماؤه الحل ميتة)، فلقد سألت عن اليسير فجاءني منك ومن الأخ / القرشي ما لم أكن أحتسب.
سؤال آخر:
هل روي البيت بلفظ:
إذا قالت حذام فأنصتوها .... بدلا من فصدقوها .. ؟.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - 03 - 06, 11:26 م]ـ
جزاكم الله خيرًا، ونفع بكم.
وقد روي البيت بلفظ: " فأنصتوها " بدلاً من " فصدِّقوها "، كما في " اللسان "، و " تاج العروس "، وغيرهما.
والله أعلم.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 04:27 ص]ـ
نعم هي للجيم بن صعب
وقد طرحته محققاً قبل ثلاث سنوات في موقع الساحات, وأذكر أنني رجحت حدوث القصة قبل البعثة بـ نحو 300 سنة على الأقل
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 03 - 06, 10:31 م]ـ
نعم هي للجيم بن صعب
وقد طرحته محققاً قبل ثلاث سنوات في موقع الساحات, وأذكر أنني رجحت حدوث القصة قبل البعثة بـ نحو 300 سنة على الأقل
جزاك الله خيرا.
هل تتكرم بإتحافنا بنسخة من التحقيق؟.