والصواب أن يكون خبر (كن)؛ لأن قولنا (كن كالنخيل) كلام تام يحسن السكوت عليه، ومن ثم فلا بد أن يكون خبر (كن) موجودا، وعلى هذا الإعراب يكون (عن الأحقاد مرتفعا) فيه تقديم وتأخير ويكون (مرتفعا) عطف بيان على الخبر (كالنخيل) أو خبرا ثانيا، و (عن الأحقاد) متعلق به.
في ذلك نظر فهل يصح عطف المفرد على الجمل؟ وفي عطف النكرة على المعرفة خلاف ويخصون عطف البيان بالمعارف ويوجبون في النكرات البدلية خصوصاً إذا كان التابع غير مطابق لمتبوعه (وهو هنا شبه جملة ومفرد) وذلك مثل قوله تعالى "لقد كان لسبأ في مسكنهم آية"
أما قولك خبراً ثانياً فلو صح أن كن في هذه الجملة لها خبران لكان كالنخيل هو الخبر الثاني وأنت تعرف أنه عندما يكون في الجملة خبران أو مفعولان وأحدهما شبه جملة فتكون شبه الجملة هي الثاني وإن تقدمت في السياق لأن الإعراب في الجمل على المحل بخلاف المفرد فلو قلت: سلمت للفقير الدراهم كانت شبه الجملة (للفقير) هي المفعول الثاني يتضح ذلك لو بنيت الجملة لما لم يسم فاعله فتقول: سُلم للفقير المالُ فتعرب المال نائب فاعل فلو أعربت شبه الجملة مفعولاً أولاً لكان هو النائب فيما لم يسم فاعله وذلك غير صحيح فرتبة شبه الجملة بعد المفرد لأن الأولى الإعراب على المحل لا ذات المفردة
ولو قلنا:محمد كالنخل مرتفع لما وسعنا إعراب شبه الجملة إلا نعتاً
ويحتمل أن يكون في البيت تقديم وتأخير، وأن يكون التقدير (كن مرتفعا عن الأحقاد كالنخيل)، وحينئذ يكون (مرتفعا) خبر (كن) و (عن الأحقاد) متعلق به، وكالنخيل متعلق بـ (كن).
هذا محمل وجيه
والإعراب الأول أولى لسببين:
الأول: أنه لا يقتضي التقديم والتأخير، وهذا أولى من ادعائه؛ لأنه يأتي على خلاف المهيع.
الثاني: أن الكلام تم بقوله (كن كالنخيل) كما سبق ذكره.
لو تم الكلام على ذلك لوجب إعراب مرتفعاً نعتاً منصوباً على محل شبه الجملة كالنخيل (أي نعت للنخيل) وذلك لايستقيم في المعنى لأن النخيل ليس مرتفعاً عن الأحقاد
واقتضاء التقديم والتأخير لايضعف وجه الإعراب نعم لو قلت إن أحد الإعرابان يقتضي التقدير والأخر لايقتضيه وتقديم ما لايقتضي أولى لكان صحيحاً
وقول الشاعر (برجم) لا يصح أن يكون نعتا للضمير المستتر في (يؤذى) لأن الضمير معرفة وشبه الجملة نكرة كما سبق ذكره، والصواب أن يكون نعتا لمفعول مطلق أو نائبا عن مفعول مطلق محذوف لقيام الوصف مقامه، والتقدير (يؤذى إيذاء برجم).
فعلاً هذا هو الصواب وقد غفلت عن كون (برجم) نكرة فلايصح إعرابها نعتاً كما لايصح إعرابها حالاً لتأخرها فوجب تقدير محذوف كما أشرتم
هذا ما ظهر لي شيخنا الفاضل وآمل منكم تصويب أخطائي فمثلي يتعلم منكم وهذه المشاركة من باب المدارسة ليس إلا
وفق الله الجميع لصالح الأعمال
ـ[محمد مفلح]ــــــــ[30 - 03 - 06, 01:05 ص]ـ
شكرا للأعراب لاكن السؤال
كيف لي معرفه حروف العطف عن الجر؟
ـ[عبد الحكم الشامي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 11:57 ص]ـ
الحمد لله.يقول الخالدي" ... فحروف الجر لاتدخل على الأفعال بل دخولها على الكلمة من علامات الاسم"
أقول هذا الكلام على اطلاقه خطأ ظاهر. فإن بعض حروف الجر يمكن دخوله على الافعال فينصب الفعل المضارع بعدها بأن المضمرة.و يكون المصدر المؤول من أن المضمرة و الفعل في محل جر بحرف الجر. و ذلك مثل فاء السببية و لام التعليل و حتى ..... و العلم عند الله. والله الموفق.
ـ[الخالدي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 04:07 م]ـ
الحمد لله بعض حروف الجر يمكن دخوله على الافعال فينصب الفعل المضارع بعدها بأن المضمرة.و يكون المصدر المؤول من أن المضمرة و الفعل في محل جر بحرف الجر ..
فلم يكن دخول حرف الجر على ذات الفعل بل يلزم التقدير والمجرو هو المصدر المؤول والمصادر اسماء
بارك الله فيك وعليك
ـ[عبد الحكم الشامي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 10:54 م]ـ
الحمد لله. اعلم بارك الله فيك أنه ليس بخافٍ عليَ أن المجرور هو المصدر و أن المصدر اسم فهذا من البدهيات كما لايخفى! و قد نصصت عليه! في كلامي فارجع اليه. و إ نما اعترضت على قولك" ..... فحروف الجر لاتدخل على الأفعال .. " فقولك واضح في نفي الدخول و عليه كان الاعتراض. وفقك الله. ...... والعلم عند الله. والله الموفق.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[31 - 03 - 06, 12:16 م]ـ
أرجو أن تكون الردود بحلم ورفق، بارك الله فيكم.
ـ[أبوالمقدادالمنبجي]ــــــــ[31 - 03 - 06, 01:25 م]ـ
الحمد لله على سلامتك شيخنا عصام والله فرحت بمشاركتك وعاجلت بالتهنئة
ـ[الخالدي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 08:07 م]ـ
إخواني الكرام
جزاكم الله خيرا
ولكن لي رأي آخر في إعراب البيت
فقول الشاعر (كالنخيل) لا يصح أن يكون نعتا للضمير المستتر؛ لأن الضمير معرفة، وشبه الجملة نكرة؛ والنكرات لا تكون نعتا للمعارف، والصواب أن يكون خبر (كن)؛ لأن قولنا (كن كالنخيل) كلام تام يحسن السكوت عليه، ومن ثم فلا بد أن يكون خبر (كن) موجودا، وعلى هذا الإعراب يكون (عن الأحقاد مرتفعا) فيه تقديم وتأخير ويكون (مرتفعا) خبرا ثانيا، و (عن الأحقاد) متعلق به.
ويحتمل أن يكون في البيت تقديم وتأخير، وأن يكون التقدير (كن مرتفعا عن الأحقاد كالنخيل)، وحينئذ يكون (مرتفعا) خبر (كن) و (عن الأحقاد) متعلق به، وكالنخيل متعلق بـ (كن).
والإعراب الأول أولى لسببين:
الأول: أنه لا يقتضي التقديم والتأخير، وهذا أولى من ادعائه؛ لأنه يأتي على خلاف المهيع.
الثاني: أن الكلام تم بقوله (كن كالنخيل) كما سبق ذكره.
والله تعالى أعلم
وجزاكم الله خيرا
ما رآه شيخنا الفاضل أبو مالك في إعراب البيت أوجه للأسباب التي ذكرها ولم أكن أظن سابقاً أن التقديم والتأخير كتقدير المحذوف واتضح لي الأمر في ذلك بأن كليهما يحتاج إلى تقدير وما لا يحتاج إلى تقدير أولى وإلى ذلك أعود
وحمداً لله على سلامة شيخنا المشرف (يزول الباس شيخنا)
¥