تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل هذا جائز في اللغة؟]

ـ[محمود المحلي]ــــــــ[03 - 11 - 06, 09:43 ص]ـ

السلام عليكم.

أكتب إليكم مستفسرا بخصوص شيء يعتبره البعض مظهرا من مظاهر جمال القرآن، بل وإعجازه، ولكن آخرين يعتبرونه تكلفا شديدا، بل نوعا من اللعب بآيات الله.

من أمثلة ذلك ما يلي:

في قوله تعالى في سورة يوسف / 51: (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِه) .. يقف القارئ على كلمة (الحق) على أنها فاعل، ثم يبدأ بها مرة أخرى على أنها مبتدأ.

في قوله تعالى في سورة الأنعام / 151: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) .. يقف على (عليكم)، ثم يبدأ بها.

في قوله تعالى في سورة الشعراء / 221، 222: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ. تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) .. يقف على نهاية الآية الأولى على أن كلمة (الشياطين) فاعل، ثم يبدأ بنفس الكلمة على أنها مبتدأ، هكذا: (الشياطين تنزل).

في قوله تعالى في سورة الحشر / 22، 23: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ) .. يقف على نهاية الآية الأولى، ثم يبدأ مرة أخرى بـ (الرحمن الرحيم) ويصلها ببداية الآية الثانية، فتصبح: (الرحمن الرحيم هو الله) مبتدأ وخبر.

والأعجب من كل هذا ما يفعل في قوله تعالى في سورة القصص / 9: (وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ) .. يقف على كلمة (لا) .. نعم على هذه الكلمة، والمعنى أن امرأة فرعون تقصد أنه قرة عين لها فقط، لا لزوجها. ثم يبدأ مرة أخرى بـ (لا) ليكون النهي: (لا تقتلوه)!!

جزاكم الله خيرا.

والسلام عليكم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 11 - 06, 07:21 م]ـ

هذا السؤال متعلق بعلم (الوقف والابتداء) في القرآن الكريم

ولعل الشيخ أبا خالد السلمي يتفضل بالجواب عن سؤالك هذا

وانظر هنا:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=487403&postcount=4

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 11:42 ص]ـ

حفظك الله أخي

وأيدك اله أبا مالك أيها الأستاذ المتواضع

ولعل أخانا الشيخ أبا خالد يفتح لنا أبواب علم هنا

وأقول لك بعض القواعد أخي محمود المحلي عسى أن تنفعك:

الأولى: الكلمة التي وقفت عليها لا يحسن أن تبدأ بها قاصدا معنى جديدا، لأن الوقف معناه تمام المعنى. إلا في حالة انقطاع النفس أو خشيته فتقف عليها لا تقصد انتهاء المعنى وتبدأ بها لا تقصد معنى جديدا وإنما هو حاجة أعجلتك إلى الوقف هنا.

ومن هنا فالوقف على بعض ما سبق مثل الآية الأخيرة من قبيل الوقف القبيح خصوصا الأخيرة سورة ص فإن اللغة لا تكاد تجيز ذلك.

واما يوسف والشعراء فالوقف ثم البدء بما يليها له أثر بلاغي في أنك حذفت شيئا للعلم به أو لسبق ذكره فتكراره قبيح جدا.

ومنه وقوف البعض في قوله تعالى: (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) على كلمة اليوم ثم الرجوع والبدء بقوله الملك اليوم لله .. الخ. وهذا مغادرة لمطلب بلاغي هو حذف صدر الجواب لدلالة السياق عليه. وهو مأخذ طيب لا ينبغي تركه لمجرد تعجيب الناس والبيان فيه اوقع مما يظن من البيان في غيره.

وأما موضع سورة الأنعام فالوقف فيه مشهور عند الأئمة حسب علمي لكن ليس بهذه الصورة، فلا يقف على: عليكم. وإنما يقف على قوله: ربكم. ثم يبدا ب (عليكم) على سبيل الأمر. وأما الوقف على (عليكم) والبدء ب (ألأا تشركوا) فهو على سبيل الخبر، وفيه اشكال معنوي تكلم عليه المفسرون وأشبعوه احمالات لأن ظاهره يجعل عدم الشرك والإحسان بالوالدين .. الخ مما حرم ربنا عليكم وراجع هذا الموضع في تفسير ابي حيان او غيره.

حفظك الله وبانتظار من يصلح الخلل أو يبين وجه الحق.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير