[ألفية ابن مالك ... في الميزان!!]
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 09:37 م]ـ
ألفية ابن مالك في الميزان!! ..
أو هكذا سوّلت للدكتور -الجامعي المجمعي (عضو "مجمع اللغة العربية" الجزائري) - صالح بلعيد نفسه المتشبّعة بما لم تعطه! .. وإن شئت فقل: هكذا أغراه "روب" الدكتوراه وطيلسانه؛ فجاء يسعى من مدرجه الجامعي القصي، يريد يضع "ألفية ابن مالك في الميزان"، بل يريد "أن يتجاوز الشرح إلى التشريح" ..
ونسي هذا "القباني"! أن ليس هذا عشه .. ونسي أن "الألقاب" الجوفاء، و"أثواب الزور" ما تعتّم أن تزول كلها بـ"جرة قلم"، ونسي أن البلاء موكل بالمنطق! فعرض عقله وعلمه وبيانه (إن صح للباقلية أن ينسب إليهم بيان!) على الناس، فبرح الخفاء، وظهرت العورات التي كان يسترها "روب الدكتور"! فليته سكت!!
وقيّض الله لهذا الدكتور "الوزان"، رجلا لا يسكت عن قالة الحق، (ولأجل هذا: "تقدمته أناس .. " كما قال الطغرائي!) ولا يبالي أن قالها بعتاب أو قلى أو عداوة .. هو الدكتور العلامة (على مآخذ كثيرة، أذكرها مع ترجمته إن شاء الله، حتى لا يغرَّك علمُه عن معرفة بدعته) مصطفى محمد الغماري:
فَتَلَقَّفَتْهُ يَدُ الْغُمَارِي، صَارَ مَكْرُوبًا شَجِ!
.. الذي "كان في نيته أن يدرس الكتاب ويراجع ما فيه من أطروحة" .. فلما رأى الرجل "لا يستقيم على لسانه الحرف العربي" (وهو الزاعم أنه مشرح الألفية!) آثر أن يقف عند أخطاء الكاتب، "أخطاء التراكيب، والأساليب، والأخطاء التي نتجت عن قلة زاد المجمعي الجامعي" مقوّماً .. "حتى يسهم في إحياء الدرس اللغوي عمليا، بعد أن زاغت الألسنة عنه زوغان القلوب عن الإيمان! "،, فكانت هذه الوقفات.
وهي جمة الفوائد، غنيَّة .. رجوت من نشرها في الملتقى إفادة إخواني، وإطلاعهم على بعض ما ينشر في هذا القطر المجهول عند أكثر طلبة العلم؛ على أن لا تكون هذه المادة المنشورة "بيضة الديك"! .. بل تتبَعها -إن شاء الله- حلقات أخر، أنشر فيها أو ألخّص ما يقع تحت يدي من كتابات الغماري (في سلسلته: أوهام المحققين) أو غيره.
.. عسى أن تنتفعوا بها، وتستمتعوا!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 09:39 م]ـ
مع كتاب "ألفية ابن مالك في الميزان"
(تأليف الدكتور صالح بلعيد، نشر ديوان المطبوعات الجامعية)
(وهو المبحث الثاني عشر، من كتاب: في النقد والتحقيق. للدكتور مصطفى محمد الغماري)
******
مازالت ألفية العلامة ابن مالك الطائي الجيّاني الأندلسي -على طول العهد بها- تثير فضول الباحثين، فيتّكئون عليها في درسهم النحوي الحديث، أو يصدرون عنها في دراساتهم التقريرية لجهود علماء الإسلام، وجهابذة العربية، في تطوير الدرس النحوي في لسان العرب، وهو لسان معجز إذا ما تسابقت ألسنة البشر في مضامير الفصاحة والبلاغة والبيان؛ نزل به الوحي الكريم، ونطق به أنبل أهل الأرض، وأثقل بني الإنسان ميزانا في مجال المعرفة الإنسانية مستقلة عن الوحي، أو متصلة به، ومن هؤلاء الأعلام في مدرسة محمد –صلى الله عليه وآله- نجباء الصحابة وفقهاؤهم، ومن التابعين وأتباعهم من يكلّ اللسان عاجزا منقطعا دون الحسبان ..
ويأتي ابن مالك كوكبا لامعا في سماء الدرس النحوي، بما آتاه الله من ملكة فهم، وحسن استقراء، واستخلاص لجهود من سبقه، وبما أوتي من حب "السبيل السواء" والميل إلى الاعتدال والنّصفة من دون تحيّز إلى فئة نحوية. إنه يذهب مذهب قوّة الدليل ورجحانه، لا مذهب الاستسلام إلى التقليد، والجمود على التواضع الدراسي، حيث لا إمكان أبدع مما كان ..
وقد فتح بذلك المنحى الذي امتاز به بابا واسعا لمعاصريه، ولمن جاؤوا من بعده، فأخذوا – كما أخذ- بقوة الدليل، ووسعوا بذلك مجال التقعيد، حيث لم يردّدوا في الإفادة من جهود الأقدمين، والجمع بين آراء البصريين، والكوفيين، والبغداديين، فكم قاعدة عدلوها، وكم من شاذ رفعوه بالدليل وبالمعاضدة السماعية، إلى مستوى الكثير، فأصبح مقبولا بعد أن كان في زاوية الإهمال محفوظا ..
ولسرّ ما التمسه من التمسه من نجباء الأمة، في ألفية ابن مالك، فأكبّوا عليها دارسين ولرموزها فاكين، ولأسرارها مكتشفين، ولعيون عيونها مفجرين، زادهم في ذلك ملكات المحققين، وهمم المدققين، وهم يعدّون بالعشرات، في مشارق الأرض ومغاربها، وقد أحصى صاحب "الكشف" اثنين وخمسين شرحا للألفية، بين طويل ومختصر، وأضفت إليها ما فاته من الشروح، فبلغت ستين شرحا -وأظن العد يتجاوز ذلك بشيء من البحث والاستقصاء ..
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 09:42 م]ـ
لقد جعلتُ هذه الكلمة بين يدي ما أنا بصدده من الحديث عن مؤلَّف الدكتور صالح بلعيد لا لأضيف عمله إلى شروح الألفية، وإن ادعى صاحبه فيه أنه تجاوز الشرح إلى "التشريح"!! وانتقل في نقده عمل ابن مالك من التلميح إلى التصريح. ورأى بعض ما رآه الآخرون فيها حسنا من وجوه القبيح!! على أنه أطال في رسالته المقدمات، وقصر عن إدراك النتائج، وبلوغ الغايات، شأنه في ذلك شأن من له همّة صقر، وهو يطير بجناحي خفاش!! وشأن ذلك الفدم الغبي الأعجمي الذي يستأسر لأوهامه، فتريه أنه من العروبة في مضرها وعدنانها!! ومن البلاغة والفصاحة كقسها وسحبانه!!
لا أظن أن ما كتبه أبو العيد يضيف إلى مكتبة الدرس النحوي كبير إضافة ولا حتى صغيرها إذا ما لحظنا في الأعمال الفوائد المودعة فيها، وثمرات العقول المبثوثة بين أسطرها -ذلك لأن عمله سباحة في غير ماء! وطيران في غير هواء- ولذلك فأني أقتصر في ملاحظاتي على اللغو التي كتب بها بحثه، ليرى القارئ بعين البصر والبصيرة، بعين لا تخطئ السداد، كيف يموت المدعي بداء الادعاء!! وكيف أن واصف العلة، ومشرح الأدواء أول الناس موتا بدائه وعلته!! وكيف يكون حظ "مشرح الألفية" من لغة العرب حظ إبليس من رحمه الله!!
¥