تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كتاب تذكرة النحاة لأبي حيان وجناية المحقق عليه ...]

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 01:35 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

نشرة كتاب التذكرة للدكتور عفيف عبد الرحمن في الميزان:

الحمد لله وصلى الله على محمد وآله ..

تنبيهات على أخطاء منكرة لمحقق كتاب التذكرة

لأبي حيان النحوي الأندلسي

بقلم:

محمد القاضي

===========================================

ليس هناك دارس أو باحث أو طالب لا يعرف أهمية كتب أبي حيان الأندلسي – باعتباره من نحاة الأندلس المجتهدين البارعين – ومن خلال وصف المتقدمين لكتاب التذكرة تتوق نفوس الباحثين لرؤيته، وهذا ما حدث حينما علم كاتب السطور بصدوره منذ نحو عشر سنوات، إذ جد في طلبه حتى وجده، فلما وجده وجد فيه علما غزيراً، ومباحث عميقة، ونقولاً نادرة، ويكفي أن ينقل عن كتب معظما لم يصل إلينا، وفيه بحوث وتقييدات على كتاب سيبويه – مثلا – يندر أن توجد في غيره، كما أن فيه ما يدل على أنه اعتمد على نسخ خطبة ممتازة للكتب التي ينقل منها، فقد راجعت بعضها على النسخ المطبوعة فوجدت فروقاً هائلة، وزيادات معتبرة، ويمكن الاكتفاء بالتمثيل بما يأتي:

1 - كتاب أيمان العرب في الجاهلية للنجيرمي:

نقل عنه من ص 403: 405

وفيه زيادات على النسخة المطبوعة بمصر بتحقيق الشيخ محب الدين الخطيب.

2 - كتاب الفرق لقطرب:

نقل عنه من ص 657: 665، ص 679: 680

وفيه زيادات واختلافات مع النسخة التي حققها د. خليل العطية بمصر.

هذا إلى ما سوى ذلك من فوائد لا أحصرها.

تقويم التحقيق جملة:

كان ينبغي – والحال ما رأينا – أن يتوفر على هذا الكتاب محقق واع دارس فتان يقدمه للباحثين في صورة صحيحة تتوفر فيها سمات التحقيق العلمي، ومن خلال النظر العام في الكتاب المطبوع يلاحظ من له مراس بهذا الفن أن الكتاب خال من أقل هذه السمات؛ فالنص محرف، وتلك قاصمة الظهر، والمحقق لا يعي ما ينقل، والهوامش، وما امتلأت به في بعض المواضع أكثره خلط وتخبيط، والفهارس مختلة، والتوثيق من المصادر والمقابلة عليها معدوم. وحتى لا يستهول ذلك التعميم، نلجأ إلى التفصيل – بصورة لا تفتقر إلى الإيجاز – بل تميل إليه، وعلى الله التكلان، وهذا هو التفصيل:

تفصيل المآخذ على المحقق، على سبيل الإيجاز رغبة عن اللغو وبطريقة الاختصار ميلا عن الحشو، فأما أهم هذه المآخذ فهو:

1 - أخطاء النص:

وهي أولى الأخطاء بالإظهار، لأن تقويم النص وضبطه، هو ألف باء التحقيق، وأخطر ما يتعرض له المحقق، لأن إن نشر النص محرفا فمعناه أنه نشر نصا غيره، وهو قصم لظهر التحقيق، وإخراج لهذا المنشور عن حيز

وفي الكتاب الذي بين يدينا لا تكاد توجد صفحة ليس فيها أكثر من خطأ، فاحش في النص، ففي خلال سبع صفحات ونصف مما نقله أبو حيان عن (كتاب المفاحشات) لعاصم بن الحدثان ()، سجلت القراءة العجلى ستة وستين خطأ ظاهرا إما في الكتابة أو في الضبط أو في الأسقاط – هذا إلى جوار إغفاله الضبط في المواضع التي لا مفر للمحقق فيها من الضبط، وإعماله في المواضع التي تسهل قراءتها على التلميذ المبتدئ.

ويلاحظ أن أخطاء تقويم النص راجعة إلى جهل المحقق بما ينقل، وعدم فهمه لمرمى الكلام مهما كان مباشراً، وإليك بعض الأمثلة:

1 - ص 131 سطر 9:

ملخص المجلس أن المازني سئل عن سبب قلة روايته عن الأصمعي، فذكر قصة، ملخص ما فيها أن المازني اتهم بالقدر عنده، وأحس أنه يريد أن يوقعه في قول يحرض العامة به عليه، قال: " فأبطلت غشيانه بعد ذلك "، لكن المحقق يكتبها هكذا: " فأطلت غشيانه () .. " ومعنى هذا أنه لم يفهم أول الكلام، و لا مقصد المازني.

2 - ص 13 سطر 8:

يتحدث أبو حيان عن " مذ " " منذ "، ويصل إلى القول بعدم جواز استخدامهما مع الفعل الموجب الذي يقتضي الدوام مصححاً مذهب أبي الحسن الأخفش في ذلك، يقول حسب المطبوعة:

" وهو الصحيح؛ لأن معناهما بعد الموجب إنما هو تبيين مدة دوام الفعل، أو تبيين أول مدة دوامه، وسواء أكان في ذلك على صيغة الماضي أم المضارع، [قال الشاعر]:

جالت لتصر عني فقلت لها اقصري إني امرؤ صرعي عليك حرام

أخر ج " حرام " مخرج:

حذار من رماحنا حذار

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير