تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فوائد من أدب الكاتب لابن قتيبة ..]

ـ[أبوصالح]ــــــــ[23 - 01 - 07, 03:18 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على إمام المرسلين محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين ..

فهذه فوائد من أدب الكاتب لابن قتيبة، وقد قرأت من الكتاب واستفدت منه فرحم الله مؤلفه وغفر له.

وأحببت أن أعرض بعض فوائده رغبةً في الإفادة من مشايخنا في هذا المنتدى المبارك، فما بين إرشاد ونصح وتوجيه ودلالة على كتاب أو إيماء لمسألة .. فتلاقح الأذهان والأفكار يشدوه كل ناصحٍ عاقل.

قبل الفوائد أحب أن أعطرّكم بباقة من كلام أهل الحديث ..

قال الإمام البخاري – رحمه الله- (خلق أفعال العباد):

((وقال بعضهم: إنّ أكثر مغاليط الناس من هذه الأوجه، إذ لم يعرفوا المجاز من التحقيق، ولا الفعل من المفعول، ولا الوصف من الصفة، ولم يعرفوا الكذب لمَ صار كذباً، ولا الصدق لمَ صار صدقاً.

فأمّا بيان المجاز من التحقيق: فمثل: قول النبي صلى الله عليه وسلم للفرس: (وجدته بحراً)، وهو الذي يجوز فيما بين الناس، وتحقيقه أنّ مشيه حسن.

ومثل قول القائل: عِلم الله معنا وفينا، وأنا في علم الله، إنّما المراد من ذلك: أن الله يعلمنا، وهو التحقيق. ومثل قول القائل: النهر يجري، ومعناه: أن الماء يجري، وهو التحقيق. وأشباهه في اللغات كثير)).

وقال الإمام الشافعي الرسالة (51 - 53) ((فإنما خاطب الله بكتابه العرب بلسانها، على ما تعرف من معانيها. وكان ممّا تعرف من معانيها اتساع لسانها، وأنّ فطرته أن يخاطب بالشيء منه عاماً ظاهراً يُراد به العام الظاهر، ويُستغنى بأوّل هذا منه عن آخره. وعاماً ظاهراً يُراد به العام ويدخله الخاص. فيستدل على هذا ببعض ما خُوطب به فيه. وعاماً ظاهراً يُراد به الخاص. وظاهراً يُعرف في سياقه أنّه يُراد به غير ظاهره. فكل هذا موجودٌ في علمه في أول الكلام أو وسطه أو آخره.

وتبتدئ الشيءَ من كلامها يُبينُ أوّلُ لفظها فيه عن آخره، وتبتدئُ الشيء يُبينُ أخرُ لفظها منه عن أوّله.

وتكلّم بالشيء تُعرّفُه بالمعنى دون الإيضاح باللفظ، كما تُعرّف الإشارة. ثم يكون هذا عندها من أعلى كلامها؛ لانفراد أهل علمها به، دون أهل جهالتها. وتُسمّي الشيء الواحد بالأسماء الكثيرة، وتُسمّي بالاسم الواحد المعاني الكثيرة. وكانت هذه الوجوه التي وصفتُ اجتماعها في معرفة أهل العلم منها به – وإن اختلفت أسبابُ معرفتها -: معرفة واضحةً عندها، ومستنكراً عند غيرها، ممن جهل هذا من لسانها، وبلسانها نزل الكتاب وجاءت السنة فتكلّف القول في علمها تكلّف ما يجعل بعضه)) ..

وقال أيضاً (الرسالة رقم (138):

ولسان العرب أوسع الألسنةِ مذهباً وأكثرها ألفاظاً ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي ولكنه لا يذهب منه شئ على عامتها حتى لا يكون موجودا فيها من يعرفه (139) والعلم به عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه لا نعلم رجلا جمع السنن فلم يذهب منها عليه شئ. اهـ

بعد هذا الفاصل ..

.

.

.

.

نأتي إلى الفوائد الآن:

نصيحة لمن أعرض عن علوم الآلة

أدب الكاتب لابن قتيبة: ص9

فإني رأيتَ كثيراً من كتاب زماننا كسائر أهله قد استطابوا الدعة واستوطؤوا مركب العجز، وأعفوا أنفسهم من كدّ النظر وقلوبهم من تعب التفكر، حين نالوا الدرَك بغير سبب، وبلغوا البِغية بغير آلة؛ ولعمري كان ذلك فأين همة النفس، وأين الأنفة من مجانسة البهائم؟

التقعير والتقعيب يعيب البلاغة:

ص16: ويُستحبّ له أن يدع في كلامه التقعير والتقعيب، .. فهذا وأشباهه كان يُستثقل والأدب غضّ والزمان زمان، وأهله يتحلّون فيه بالفصاحة، ويتنافسون في العلم، ويرونه تلو المقدار في درك ما يطلبون وبلوغ ما يؤمّلون، فكيف به اليوم مع انقلاب الحال، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيهقون المتشدّقون))؟؟

معنى الحشمة:

ص23: ومن ذلك ((الحِشمَة)) يضعها الناس موضع الاستحياء، قال الأصمعي: وليس كذلك، إنما هي بمعنى الغصب، وحُكي عن بعض فصحاء العرب: ((إنّ ذلك لممّا يُحشم بني فلان)) أي يغضبهم.

معنى المأتم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير