[ما معنى كلمة " فذلكة "؟]
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[05 - 01 - 07, 03:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
[ما معنى كلمة " فذلكة "؟]
وجزاكم الله خيراً
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[05 - 01 - 07, 04:38 م]ـ
الفذلكة مصطلح فنى معناه: إجمال المعنى فى عبارة موجزة بعد بسطه فى عبارة طويلة.
وفي اللغة:
الفَذْلَكَةُ: مصدر: وهو خلاصة ما فُصِّل،أو مُجملُه؛
ومنه: فذلكةُ الموضوع، وفذلكةُ الكتاب.
والفذلكة في اصطلاح المثقفين:
" الفذلكة " اصطلاح دارج وقديم، وهو تعبير محّرف من كلمة الفلسفة وليس المقصود هنا دراسة أفكار هيجل و نيتشه و شوبنهاور والفارابي وغيرهم من كبار الفلاسفة ولدراسة قيم الحق والخير والجمال – ذلك الثالوث الرائع – ولكن المراد هنا الكلام الصعب فهمه بين العوام.
واشتقت كلمة الفذلكة لتدل على تدخل شخص في حديث ما ومحاولته استئثار الكلام لحسابه
والقيام بعملية شرح وتفسير – دون أن يطلََب منه ذلك – وأداؤه لدور العالم بكل الأمور والمدرك لسائر الشئون فهو تارة باحث في علوم الفلك إن كنت تسأل عن " حظك اليوم " أو مستشار مالي رفيع المستوى في حال طلبت الدخول في (جمعية) لمساعدة صديق بأزمة مالية مرت به , أو تجديها خبيرة بالموضة حين تحدثينها بالمحمول عما ترتديه في حفل خطوبة صديقة أخرى.
كل هذا يندرج بشكل أو بآخر تحت مسمى " الفذلكة " ذلك الإسهاب المعرفي دون الداعي إليه في أغلب الأحيان وذلك لمحاولة منك لفرض رأيك أو تعطي انطباع بأنك قوة لا يستهان بها , ولكن أرى إن السبب الحقيقي وراء إتباع هذا السلوك أو هذا النهج في التعامل مع الآخرين وبخاصة هذه الأيام ألا وهو (العولمة) المظلة الكبيرة التي صرنا – شئنا أم أبينا – نستظل بها , أصبح العالم كمنطقة عشوائية سكنية ببولاق أو الكيت كات أو ما شابه حيث المنازل متداخلة النوافذ والشرفات حيث تنام بغرفتك وقدماك على أريكة جارك المقابل في حين مياه ثيابه المغسولة تقطر غيثا على من يسكن بأسفلك , (العولمة) ... (العولمة) ... (العولمة) .... (العولمة) ذلك الخنجر البارد المزدوج النصل ومن يمسك بمقبضه ملثم الوجه مجهول الهوية بل قل مطموس الهوية.
ولذلك فهو يعاني من نوع من الفوبيا ممكن أن نسميها (الهوية فوبيا) , فدوما تجد الآخر – وما أكثر هذا الآخر – يتجه نحوك بعدة طرق يبغي بها اختراقك ومن ثم السيطرة على وجدانك .. فكرك .. أحلامك .. طموحاتك .. معتقداتك .. أرضك .. كلك – إن صح التعبير – ولنرجع لموضوعنا الأساسي وهو " الفذلكة " فقد تحولت في الألفية الثالثة من مجرد " النخع " أو " الهجص " أو " الفشر " أو حتى إدعاء المعرفة إلى تدخل تمارسه جهات كثيرة بعالمنا الكبير الصغير تريد منه هذه الجهات أن تؤثر في ثقافتك فصارت تدربك – وأنت لا تدري – على انتهاج الفذلكة فلننظر معا أصدقائي لوسائل المعرفة قديما وحديثا.
والفذلكة .. ياأخي أصبحت سلوكا لست أنت وحدك من تمارسه، فممارستك للفذلكة هي على نطاق ضيق و لكن صارت هناك دول ومؤسسات تمارس " الفذلكة الدولية " من خلال وسائل إعلامها وتنشئتها لأجيال من " الفذاليك " تستطيع تلك الجهات حشده وقت اللزوم بل و الأدهى من ذلك قامت بتجنيد " فذاليك " محليين من ذات الوطن .. من نفس الأمة حتى تستطيع إصابة العصب وتسميم الجسد بسرعة ودون بذل وقت وجهد كبير.
ويوجد واجب علينا ألا وهو التحقق مما نتلقى ونبني ثقافة قائمة على التحقق والتنقيح والتدبر , ولا ندع الفذلكة تمحو هويتنا و أحلامنا و كياننا ونستسهل الأمور وتتحول الفذلكة من مجرد أمر سلبي إلى ثقافة وسلوك.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[05 - 01 - 07, 04:45 م]ـ
فرغت هذه الايام من كناشة النوادر للاستاذ عبدالسلام هارون وقد ذكر معناها فلعلك تراجعه
والكتاب في الوقفية جزاهم الله خيرا
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[05 - 01 - 07, 04:52 م]ـ
وفي تاج العروس؛ للمرتضى الزبيديّ:
ف ذ ل ك:
فَذْلَكَ حِسابَه فَذْلَكَةً، أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسانِ، وقال الصّاغاني: أي أَنْهاهُ وفَرَغَ منه قالَ: وهي كَلِمَةٌ مُخْتَرَعَةٌ من قُولِه أي: الحاسِبِ إِذا أَجْمَلَ حِسابَه: فذلِكَ كذا وكَذَا عدَداً، وكَذا وِكَذا قَفِيزاً، وهي مِثْلُ قولِهم: فَهْرَسَ الأبْوابَ فَهْرَسَةً، إِلا أَنَّ فَذْلَكَ ضارِبٌ بعِرق في العَرَبيَّة، وفَهْرَسَ مُعَرَّبٌ. إِذا عَلِمْتَ ذلك فاعْلَم أَنَّ تَعَقُّبَ الخَفاجِيِّ على المُصَنّفِ في غَيرِ مَحَلّهِ على ما نَقَلَه شَيخُنا، قال في العِنايَةِ - أَثْناءَ فصِّلَت: الفَذْلَكَة: جُمْلَةُ عَدَد قد فُصِّلَ. وقولُ القامُوس: فذْلَكَ حِسابَه: أَنْهاهُ لا يُعْتَمَد عليه؛ لمُخالَفَتِه للاستِعْمال في كلامِ الثِّقاتِ، كما لا يَخْفي على مَنْ له إِلْمام بالعَرَبيَّةِ والآدابِ. قال: مع أَنَّ مُرادَه ما ذَكَرناه لكن في تَعْبِير نوعُ قُصورٍ، قال شيخُنا: قلت: رُّبما دَل على خِلافِ المُرادِ كما يَظْهَر بالتأَمُّلِ. قلتُ: والأَمْر كما ذَكَرَه شيخُنا، وليسَ على تَعبير المُصَنّفِ غُبارٌ، وهو بعيِنه نَصُّ الصّاغانيِّ الذي اسْتَدْرَكَ هذه الكلمةَ على الجَماعةِ، ومن أَتَى بَعْدَه، فإنّه أَخَذَها عنه، بَلْ قَوْلُ الخَفاجِيِّ: الفَذْلكًةُ: جُمْلَةُ عَدَد قد فُصِّلَ، تعبيرٌ آخَر أَحْدَثَه المُوَلَّدُون، فتأَمّل ذلك وأَنْصِفْ، واللَّهُ أَعلَمُ.
¥