تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله: ومن علومك علم اللوح والقلم. في غاية السقوط والبطلان؛ فإن مضمون مقالته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب، وقد قال - سبحانه -: ((قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ)) [النمل:65] وقال - عز وجل -: ((وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) [الأنعام:59]، والآيات في هذا كثيرة معلومة (29).

وأخيراً أدعو كل مسلم عَلِقَ بهذه القصيدة وولع بها أن يشتغل بما ينفع؛ فإن حق النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما يكون بتصديقه فيما أخبر، واتباعه فيما شرع، ومحبته دون إفراط أو تفريط، وأن يشتغلوا بسماع القرآن والسنة والتفقه فيهما؛ فإن البوصيري وأضرابه استبدلوا إنشاد وسماع هذه القصائد بسماع القرآن والعلم النافع، فوقعوا في مخالفات ظاهرة ومآخذ فاحشة.

وإن كان لا بد من قصائد ففي المدائح النبوية التي أنشدها شعراء الصحابة -رضي الله عنهم- كحسان وكعب بن زهير ما يغني ويكفي.

اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد. (*)

======================

الهوامش:

(1) المدائح النبوية، ص 199.

(2) يقول ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية (4/ 373): ورد في بعض الروايات ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطاه بردته حن أنشده القصيدة .. وهذا من الأمور المشهورة جداً، ولكن لم أر ذلك في شيء، من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه؛ فالله أعلم.

(3) انظر مقدمة محقق ديوان البوصيري، ص 29.

(4) انظر المدائح النبوية لزكي مبارك، ص 197.

(5) مقدمة ديوان البوصيري، ص 29، 30.

(6) فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي، 2/ 258.

(7) مجموع الفتاوى، 11/ 598.

(8) اقتضاء الصراط المستقيم، 2/ 692، 693، باختصار.

(9) انظر ترجمته في مقدمة ديوان البوصيري، تحقيق محمد سيد كيلاني، ص 5 - 44، وللمحقق كتاب آخر بعنوان: البوصيري دراسة ونقد.

(10) انظر: الصنعاني في موضوعاته، ص 46 ح (78)، والمسلسلة والموضوعة للألباني، 1/ 299، ح (282).

(11) انظر تفصيل ذلك في كتاب محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعبد الرؤوف عثمان، ص 169 - 196.

(12) الدرر السنية، 9/ 81، وانظر 9/ 48، وانظر: صيانة الإنسان للسهسواني (تعليق محمد رشيد رضا)، ص 88.

(13) أخرجه البخاري، ح./3445.

(14) انظر القول المفيد، 1/ 376، ومفاهيمنا لصالح آل الشيخ، ص 236، ومحبة الرسول لعبد الرؤوف عثمان، ص 208.

(15) فتح الباري، 12/ 149.

(16) غاية الأماني للآلوسي، 2/ 349.

(17) غاية الأماني للآلوسي، 2/ 350، باختصار وانظر الدر النضيد لابن حمدان، ص 136.

(18) الرد على الأخنائي، ص 41.

(19) رواه أحمد، ح. /4509، والترمذي، ح./ 1534.

(20) التمهيد، 14/ 366، 367.

(21) تيسير العزيز الحميد، ص 22.

(22) انظر الدرر السنية، 9/ 51.

(23) انظر الدرر السنية، 9/ 49، 82، 271.

(24) تيسير العزيز الحميد، ص 219، 220.

(25) الدرر السنية، 9/ 80، وانظر 9/ 49، 84، 193، ومنهاج التأسيس والتقديس لعبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، ص 212.

(26) الدر النضيد، ص 26.

(27) تيسير العزيز الحميد، ص 220، وانظر الدرر السنية، 9/ 52.

(28) انظر الدرر السنية، 49، 50، 81، 82، 85، 268.

(29) انظر الدرر السنية، 9/ 50، 62، 81، 82، 268، 277.

(*) المصدر: مجلة البيان - العدد 139 - ربيع الأول 1420 هـ


مظاهر الغلو في قصائد المديح النبوي
سليمان بن عبد العزيز الفريجي

منذ أن انتشر الإسلام أقبل الأدباء على مدح نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بمدائح كثيرة، حفظ لنا التاريخ شيئاً منها، ومن أقدمها ما جاء عن أم معبد - رضي الله عنها - من وصفها للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعدما حل بخيمتها في طريق هجرته إلى المدينة، وكان من وصفها: (إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، لانزر ولا هزر) [1].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير