تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ص24: ومن ذلك ((المأتم)) يذهب الناس إلى أنه المصيبة، ويقولون: كنّا في مأتم، وليس كذلك، إنّما المأتم النساء يجتمعن في الخير والشر، والجمع مآتم، والصواب أن يقولوا: كنّا في مناحةٍ، وإنّما قيل لها مناحة من النوائح لتقابلهن عند البكاء، يقال: الجبلان يتناوحان: إذا تقابلا، وكذلك الشجر، قال الشاعر:

عشيّة قام النائحات، وشُقّقت – جيوبٌ بأيدي مأتمٍ وخدود

أي: بأيدي نساءٍ، وقال آخر:

رمته أناةٌ من ربيعة عامر-نؤوم الضحى في مأتمٍ أي مأتمِ

يريد في نساءٍ أي نساء.

تابع

ـ[أبوصالح]ــــــــ[25 - 01 - 07, 12:13 ص]ـ

إن العبد الفقير رأس ماله من اللغة: الآجرومية.

فإن لم تعينوه وتوجهوه = غلبته رطانة الأعاجم .. والشكوى لله.

(رسالة مشفرّة لأبي مالك وأبي محمد):)

-----

ص26

ومن ذلك ((الربيع)) يذهب الناس إلى أنه الفصل الذي يتبع الشتاء ويأتي فيه الورد والنَّور، ولا يعرفون الربيع غيره، والعرب تختلف في ذلك: فمنهم من يجعل الربيع الفصل الذي تُدرك فيه الثمار – وهو الخريف – وفصل الشتاء بعده؛ ثم فصل الصيف بعد الشتاء وهو الوقت الذي تدعوه العامة الربيع – ثم فصل القيظ بعده، وهو الوقت الذي تدعوه العامة الصيف؛ ومن العرب من يسمي الفصل الذي تُدرك فيه الثمار – وهو الخريف – الربيع الأول، ويسمي الفصل الذي يتلو الشتاء ويأتي فيه الكمأة والنَّور الربيع الثاني، وكلهم مجمعون على أن الخريف هو الربيع. اهـ

ص30: ومن ذلك (العِرض)

يذهب الناس إلى أنه سلف الرجل من آبائه وأمهاته، وأنّ القائل إذا قال ((شتم عرضي فلان)) إنما يريد شتم آبائي وأمهاتي وأهل بيتي، وليس كذلك، إنما عِرض الرجل نفسه، ومن شتم عِرض رجل فإنما ذكره في نفسه بالسوء ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة ((لا يبولون ولا يتغوّطون، إنما هو عرق يخرج من أعراضهم مثل المسك)) يريد يجري من أبدانهم، ومنه قول أبي الدرداء ((أقرض من عِرضك ليوم فقرك)) يريد من شتمك فلا تشتمه، ومن ذكرك بسوء فلا تذكره، ودع ذلك قرضاً عليه ليوم القصاص والجزاء، ولم يُرد أقرض عرضك من أبيك وأمك وأسلافك؛ لأن شتم هؤلاء ليس إليه التحليل منه. وقال ابن عيينة: لو أن رجلاً أصاب من عرض رجل شيئاً ثم تورّع فجاء إلى ورثته أو إلى جميع أهل الأرض فأحلّوه ما كان في حل، ولو أصاب من ماله شيئاً ثم دفعه إلى ورثته لكنّا نرى ذلك كفارةً له، فعِرض الرجل أشد من ماله، قال حسان بن ثابت: هجوت محمداً فأجبت عنه –وعند الله في ذاك جزاء.

فإن أبي ووالده وعرضي –لعرض محمدٍ منكم وقاء.

أراد فإن أبي وجدي ونفسي لنفس محمد صلى الله عليه وسلم، ومما يزيد وضوح هذا حديثٌ حدثنيه الزيادي عن حمّاد بن زيد عن هشام عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم، كان إذا خرج من منزله قال: اللهم إني قد تصدّقت بعرضي على عبادك.

ص 51:

ويقولون ((ادفعه إليه برُمّته)) وأصله أن رجلاً دفع إلى رجل بعيراً بحبلٍ في عنقه، والرّمة: الحبل البالي، فقيل ذلك لكل من دفع شيئاً بجملته ولم يحتبس منه شيئاً، يقال: ((ادفعه إليّ برمّته)) أي: كله. وهذا المعنى أراد الأعشى في قوله للخمّار:

فقلت له: هذه هاتها –بأدماء في حبل مقتادها

أي: بعني هذه الخمر بناقة برّمتها.

ـ[أبوصالح]ــــــــ[25 - 01 - 07, 12:18 ص]ـ

إن العبد الفقير رأس ماله من اللغة: الآجرومية.

فإن لم تعينوه وتوجهوه = غلبته رطانة الأعاجم .. والشكوى لله.

(رسالة مشفرّة لأبي مالك وأبي محمد):)

-----

ص26

ومن ذلك ((الربيع)) يذهب الناس إلى أنه الفصل الذي يتبع الشتاء ويأتي فيه الورد والنَّور، ولا يعرفون الربيع غيره، والعرب تختلف في ذلك: فمنهم من يجعل الربيع الفصل الذي تُدرك فيه الثمار – وهو الخريف – وفصل الشتاء بعده؛ ثم فصل الصيف بعد الشتاء وهو الوقت الذي تدعوه العامة الربيع – ثم فصل القيظ بعده، وهو الوقت الذي تدعوه العامة الصيف؛ ومن العرب من يسمي الفصل الذي تُدرك فيه الثمار – وهو الخريف – الربيع الأول، ويسمي الفصل الذي يتلو الشتاء ويأتي فيه الكمأة والنَّور الربيع الثاني، وكلهم مجمعون على أن الخريف هو الربيع. اهـ

ص30: ومن ذلك (العِرض)

يذهب الناس إلى أنه سلف الرجل من آبائه وأمهاته، وأنّ القائل إذا قال ((شتم عرضي فلان)) إنما يريد شتم آبائي وأمهاتي وأهل بيتي، وليس كذلك، إنما عِرض الرجل نفسه، ومن شتم عِرض رجل فإنما ذكره في نفسه بالسوء ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة ((لا يبولون ولا يتغوّطون، إنما هو عرق يخرج من أعراضهم مثل المسك)) يريد يجري من أبدانهم، ومنه قول أبي الدرداء ((أقرض من عِرضك ليوم فقرك)) يريد من شتمك فلا تشتمه، ومن ذكرك بسوء فلا تذكره، ودع ذلك قرضاً عليه ليوم القصاص والجزاء، ولم يُرد أقرض عرضك من أبيك وأمك وأسلافك؛ لأن شتم هؤلاء ليس إليه التحليل منه. وقال ابن عيينة: لو أن رجلاً أصاب من عرض رجل شيئاً ثم تورّع فجاء إلى ورثته أو إلى جميع أهل الأرض فأحلّوه ما كان في حل، ولو أصاب من ماله شيئاً ثم دفعه إلى ورثته لكنّا نرى ذلك كفارةً له، فعِرض الرجل أشد من ماله، قال حسان بن ثابت: هجوت محمداً فأجبت عنه –وعند الله في ذاك جزاء.

فإن أبي ووالده وعرضي –لعرض محمدٍ منكم وقاء.

أراد فإن أبي وجدي ونفسي لنفس محمد صلى الله عليه وسلم، ومما يزيد وضوح هذا حديثٌ حدثنيه الزيادي عن حمّاد بن زيد عن هشام عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم، كان إذا خرج من منزله قال: اللهم إني قد تصدّقت بعرضي على عبادك.

ص 51:

ويقولون ((ادفعه إليه برُمّته)) وأصله أن رجلاً دفع إلى رجل بعيراً بحبلٍ في عنقه، والرّمة: الحبل البالي، فقيل ذلك لكل من دفع شيئاً بجملته ولم يحتبس منه شيئاً، يقال: ((ادفعه إليّ برمّته)) أي: كله. وهذا المعنى أراد الأعشى في قوله للخمّار:

فقلت له: هذه هاتها –بأدماء في حبل مقتادها

أي: بعني هذه الخمر بناقة برّمتها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير