[أصغر رسالة في نقض المسيحية]
ـ[أحمد أبو عمار]ــــــــ[31 - 01 - 06, 01:05 م]ـ
[أصغر رسالة في نقض المسيحية]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد فهذه نبذة مختصرة جداً (1) أردت أن أبين من خلالها أصل النصرانية وواقعها، كتبتها ابتداءً للإنسان النصراني؛ ليقف بنفسه على أصل عقيدته، ويعرف كيف تحولت وتبدلت وأصبحت ديانة وضعية بشرية بعد أن كانت رسالة إلهية، والتَزَمْتُ في هذه النبذة أن أورد الأدلة التي اعتمدت عليها في بيان الحق - من التوراة والإنجيل-؛ حتى يعلم أنني أردت دلالته إلى الحق، وإرشاده إلى الصواب فأقول مستعيناً بالله:- أصل النصرانية رسالة إلهية كغيرها من الرسالات الإلهية كرسالة نوح وإبراهيم وموسى عليهم الصلاة والسلام، وجميع الرسالات الإلهية تتفق في العقائد الأساسية للدين كالإيمان بأن الله واحد لا شريك له، وأنه لم يلد ولم يولد، والإيمان بالملائكة واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والإيمان بالرسل والأنبياء، ولم يرد في التأريخ كله من لدن آدم عليه السلام إلى آخر الأنبياء وهو محمد صلى الله عليه وسلم أن رسالة إلهية وردت تخالف هذه العقائد، وإنما كان الخلاف فيما بينها يتعلق بأنواع العبادات وهيئاتها، وأصناف المحرمات والمباحات وأسبابها وغير ذلك مما يشرعه الله لأنبيائه ويأمرهم ببيانه للناس الذين أرسل إليهم هذا الرسول أوذاك.
إذاً فالنصرانية رسالة إلهية تدعو إلى الإيمان بأن الله واحد لا شريك له، وأنه لم يلد ولم يولد، وتؤكد بأن لله رسلاً وأنبياء اصطفاهم واختارهم من بين سائر البشر لتبيلغ رسالته للناس لئلا يكون للناس على الله حجة بعد إرسال الرسل.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: هل بقيت النصرانية على هيئتها التي أنزلها الله على عبده ورسوله عيسى عليه السلام أم لا؟
وللإجابة على هذا السؤال لا بد أن نستعرض وإياك واقع النصرانية اليوم ونعرضه على ما نقل في التوراة والإنجيل عن موسى وعيسى عليهما السلام لننظر أيتفق الواقع مع أصل الرسالة أم يختلف؟ وهل النصوص المنقولة عن هذين الرسولين تؤيد العقائدَ القائمة في حياة الأمة النصرانية؟ وهل ما نقل في هذه الكتب عن حياة المسيح عليه السلام يتفق مع الصورة التي ترسمها الكنائس لشخصية المسيح ... حتى أصبحت شخصية أسطورية يستحيل تصديقها في الأذهان أو تحققها في الوجود. وأول هذه العقائد هي:
1 - اعتقاد النصارى أن المسيح ((ابن الله)).
هذا الاعتقاد ليس له ما يؤيده من كلام المسيح عليه السلام؛ بل نجد أن التوراة والإنجيل مليئة بما يعارض هذا الاعتقاد ويناقضه حيث جاء في إنجيل يوحنا19: 6
قوله: (فلما رآه رؤساء الكهنة والخدام صرخوا قائلين: اصلبه، اصلبه قال لهم بيلاطس: خذوه أنتم واصلبوه؛ لأني لست أجد فيه علة. أجابه اليهود: لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يموت؛ لأنه جعل نفسه ابن الله) ولقد صدّر متى إنجيله 1: 1 بذكر نسب المسيح عليه السلام فقال: (كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود بن إبراهيم). فهذا النسب دليل على البشرية، مناقض لما دُعي فيه من الألوهية.
وكأني بك تقول: لقد أُطْلِقَ على المسيح وصف ((ابن الله)) ولذلك دُعي ابن الله فأقول: إن هذه الصفة وردت في كتابك وقد أطلقت على أنبياء آخرين ووصفت بها أمماً وشعوباً، ولم يختص بها المسيح عليه السلام ولتتأكد من ذلك انظر مثلاً: (خروج 4: 22، مزمور 2: 7، وأخبار الأيام الأول 22: 10.9، متى 5: 9، ولوقا 3: 38، ويوحنا 1: 12 وهؤلاء الموصوفون بأنهم أنبياء الله لم يرفعوا إلى المنزلة التي رفعتم إليها المسيح عليه السلام.
كما أن إنجيل يوحنا: 1: 12 حمل إلينا تفسير أو وصف مصطلح ((ابن الله)) وأنها بمعنى المؤمن بالله حيث قال: (وأما الوصف الذي قَبِلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باْسمه).
2 - اعتقاد النصارى أن المسيح عليه السلام إله مع الله، بل هو الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس عندهم.
¥