[حول القول بتفاضل صفات الله عز وجل -استشكال-]
ـ[أحمد بن عبد الملك]ــــــــ[07 - 02 - 06, 09:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
الأخوة الأفاضل
القول بتفاضل صفات الله تعالى يلزم منه نسبة النقص إليه بوجه من الوجوه حيث يلزم من كون الفاضل أفضل من المفضول ورود النقص على المفضول بوجه ما، على الأقل بالنسبة للفاضل.
ولكن هل يجوز القول بتفاضل صفات الله تعالى من حيث متعلقاتها كأن يقال أن كلام الله تعالى في وصف نفسه وذكر عظمته وألوهيته أفضل من كلامه فيما سواه من فروع الدين وأحكامه.
وكنت قد قرأت لأحدهم كلاما يقول فيه (أن سورة يوسف من أكثر السور شفاء للصدور) فهل يجوز قول مثل ذلك؟
ففي رأيي أنه إذا كان المقصود من الشفاء مايحصل من قراءة القرآن من اطمئنان القلب وخشوعه فلا يجوز قول مثل ذلك، أما إذا كان المقصود شفاء للقلوب من أمراض الحقد والحسد وغيرها مما يصيب القلب من الأمراض فلا بأس لارتباط الأول -أعني كونه مطمئنا للقلب - بذات الكلام أما الآخر فهو مرتبط بمتعلقه.
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:12 م]ـ
عن أبي بن كعب؛ قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ " قال قلت: الله ورسوله أعلم. قال "يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ " قال قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال: فضرب في صدري وقال "والله! ليهنك العلم أبا المنذر".
هذا كاف لنقض هرطقتك
ـ[أحمد بن عبد الملك]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم
معلوم أن هناك الكثير من النصوص التي تثبت تفاضل كلام الله تعالى ولكن الذي أشكل علي هل إثبات هذا التفاضل بإطلاق يلزم منه نسبة النقص للمفضول وقد قمت بمراجعة بعض المواضع من مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام لكن لم أجد ردا على هذه الشبهة.
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن عبد الملك]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:02 م]ـ
الحمد لله وجدت ردا على هذا الشبهة بعد تصفحي لملتقى أهل التفسير
وهي مشاركة من المشرف أبو مجاهد العبيدي
بسم الله - عليه توكلت وبه أستعين
هل في القرآن شيء أفضل من شيء؟
اختلف الناس في هذه المسألة مع أنه لاينبغي الخلاف فيها؛ وذلك لورود النصوص التي تدل بوضوح على أن بعضه أفضل من بعض.
وقد ذكر خلاف الناس في هذه المسألة كل من الزركشي في البرهان (1)، والسيوطي في الإتقان (2).
وسوف أذكر ملخص ما ذكراه بعد ذكر رأي الإمام ابن عبدالبر - إن شاء الله - ثُمَّ أذكر القول الصواب في هذه المسألة مستمداً من الله العون والسداد.
يرى ابن عبدالبر - رحمه الله - أنه لاينبغي أن نفضل بعض القرآن على بعض؛ لأن القرآن كلام الله، وصفة من صفاته؛ ولو قلنا بأن بعضه أفضل من بعض للزم من ذلك دخول النقص في المفضول منه.
فبعد أن ذكر أقوال العلماء في معنى الحديث الوارد في فضل سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وأنها تعدل ثلث القرآن، وبيّن أن المعنى الذي يشهد له ظاهر الحديث أنها تعدل في الثواب لمن تلاها ثلث القرآن، قال: (وهذا هو الذي يشهد له ظاهر الحديث، وهو الذي يفر منه من خاف واقعة تفصيل القرآن بعض على بعض، وليس فيما يعطي الله عبده من الثواب على عمل يعمله ما يدل على فضل ذلك العمل في نفسه، بل هو فضله عزوجل يؤتيه من يشاء من عباده على ما يشاء من عباداته تفضلاً منه على من يشاء منهم، وقد قال الله عزوجل: {مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ)} [البقرة: 106].
ولم يختلف العلماء بتأويل القرآن أنها خير لعباده المؤمنين التالين لها والعاملين بها إمَّا بتخفيف عنهم وإمَّا بشفاء صدورهم بالقتال لعدوهم لا أنها في ذاتها أفضل من غيرها.
فكذلك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} خيرٌ لنا، لأن الله يتفضل على تاليها من الثواب بما شاء، ولسنا نقول [هي] في ذاتها أفضل من غيرها لأن القرآن عندنا كلام الله وصفة من صفاته، ولايدخل التفاضل في صفاته لدخول النقص في المفضول منها) (3) ا هـ.
¥