الكتاب ألفه الشيخ –رحمه الله- للرد على أهل الإعلام وعلى رئسهم كتاب الصحافة على مختلف أبوابها، وقد كان بحق بمثابة المجهر الذي يكشف الدسائس والضرر الذي يدخل من غير حسبان، وهو رحمه الله لم يقتصر في كتابه هذا على أهل الصحافة فقط –كما يظهر من عنوان الكتاب- بل أتى على الإعلام برمته فبين ما فيه من الأباطيل، ولو حاولت ذكر مزايا الكتاب لم أوفه حقه ولكن أذكر ما يبن منهج الكاتب-رحمه الله-.
v مزايا الكتاب:
- أنه خلاصة لتجارب المؤلف في الكتابة عن الصحافة كتابات كثيرة، فقد كتب قبله كتباً منها: الصحافة السياسية في مصر، وتطور الصحافة العربية.
- أنه لم يقتصر في الكتابة على جيل معين فقد كتب عن الأساتذة والتلاميذ على حدٍٍٍٍٍ سواء.
- يقدم بمقدمة لكل موضوع يريد الكتابة فيه مما يسهل على القارئ فهم مراده فيما كتب.
- لم يقتصر –رحمه الله- على الصحافة بمصر كما يضن البعض بل كان عاماً لصحافة الأمة العربية، وقد ذكر ذلك -رحمه الله- في مدخل الكتاب ص7.
- لم يقتصر الكتاب –كما يظهر من العنوان- على الصحافة فقط بل كان عاماً لوسائل الإعلام من تلفاز ومسرح وسينما وغير ذلك.
- أتى على رؤؤس ورموز كل جهة من الإعلام فأبان كيدهم وكشف أباطيلهم في كل باب من بحثه.
- أن الكاتب –رحمه الله- ملماً بما يحدث في الساحة وبواقع المجتمع مما أعطى كتابه قوة وقبول.
- سهولة عبارة الكاتب مما يجعل سهلُ القراءة على أقل الناس.
v الملاحظات على الكتاب:
- الاستطراد، فتجده يبدأ في موضع ويدخل معه في مواضيع أخرى أو تجده يكتب عن شخصية ويدخل في شخصيات أخرى تأثر بها ويسهب في الكتابة عنها، وقد يكون عذره –رحمه الله- أن الكتابة الإعلامية تقتضي ذلك.
- الظاهر في هذا البحث أنه مجموعة من المقالات وليس مؤلف مستقل ولكن مؤلفه ربطه ونظمه وزاد عليه ما يحسِّن ترابطه.
ترجمة المؤلف [1]
ولد الجندي بـ (ديروط) عام 1917 التابعة لمركز أسيوط بصعيد مصر، وهي واحدة من أجل بلاد الصعيد، حيث تسقيها ثلاثة روافد للنيل هي: الإبراهيمية، وبحر يوسف، والدلجاوي. حيث كان جده لوالدته قاضيا شرعيا يشتغل بتحقيق التراث ووالده يشتغل بتجارة الأقطان. وكان أيضا حفيا بالثقافة الإسلامية ومتابعة الأحداث الوطنية والعالمية، وكان بيت الجندي مغمورا بالصحف والمجلات وصور الأبطال من أمثال عبد الكريم الخطابي زعيم الريف المغربي، وأنور باشا القائد التركي الذي اشترك في حرب فلسطين – والذي كان ذائع الشهرة حينئذ – وباسمه تسمى أنور الجندي من قبل والديه تيمنا وإعجابا.
حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية. ويسرت له ظروف والده التجارية أن يعمل وهو صغير ببنك مصر بعد أن درس التجارة وعمل المصارف بالمدارس المتوسطة. ثم واصل دراسته الجامعية في المساء حيث درس الاقتصاد والمصارف وإدارة الأعمال، وتخرج في الجامعة الأمريكية مجيدا للغة الإنجليزية التي درسها خصيصا ليستطيع متابعة ما يثار من شبهات حول الإسلام من الشرق والغرب ويقوم بالرد السديد عليها.
بدأ رحلة الفكر والكتابة مبكرا حيث نشر في مجلة "أبولو" الأدبية الرفيعة التي كان يحررها الدكتور أحمد زكي أبو شادي عام (1933)، وكانت قد أعلنت عن مسابقة لإعداد عدد خاص عن شاعر النيل حافظ إبراهيم، فجرد أنور الجندي قلمه، وأجاد في حافظ إلى حد أنه يقول: "ما زلت أفخر بأني كتبت في (أبولو) وأنا في هذه السن (17) عاما، وقد فتح لي هذا باب النشر في أشهر الجرائد والمجلات آنئذ مثل البلاغ وكوكب الشرق والرسالة وغيرها من المجلات والصحف".
ثم واصل هذا الرجل الفريد رحلته التي رصد كل لحظة فيها لنصرة الإسلام، فوقف على أخطر الثغور التي ولج منها الأعداء إلى ديار المسلمين وعقولهم، فاجتاحوها ألا وهو باب "الغزو الفكري". فكان أنور الجندي بحق هو الأمين الأول على الثقافة الإسلامية لأربعة أجيال متعاقبة: جيل البناء والتأسيس، وجيل الصبر والجهاد، وجيل التكوين والانتشار، وجيل التربية والمستقبل.
¥