تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالإمام مالك لم يأخذ على الإمام عطاء تبركه بالمنبر , وإنما أخذ عليه أنه لم يميز بين ما هو منبر النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما أحدث بعده , ###

########

فسؤالي هل يقال ان هذا وجه من الاوجه التي ترك بها مالكا الرواية عن عطا ام هو وهم من شيخ الاسلام رحمه الله؟

ارجو من يسعفني؟

وهذا النقل الذي ذكره القاضي عياض رحمه الله عن الإمام مالك رحمه الله يفيد نفس المعنى الذي ذكره الإمام ابن تيمية رحمه الله.

فترك الإمام مالك للرواية عنه إنما كان لفعله ما كان يفعله العامة من التبرك بالمنبر، إضافة إلى عدم تفريقه بين المنبر الأصلي والزيادة التي أضافها بني أمية، فتركه لمجموع الأمرين.

وتأمل قول الإمام مالك رحمه الله في النقل السابق ((قيل له لِمَ لم تكتب عن عطاء؟ قال أردت أن آخذ عنه , وأردت أن أنظر إلى سمته وأمره , فاتبعته حتى أتى منبر النبي صلى الله عليه وسلم فمسح الغاشية والدرجة السفلى , يعني في المنبر , فلم أكتب عنه إذ ذاك , لأنه من فعل العامة , والدرجة السفلى والغاشية شيء أصلحه بنو أمية , فلما رأيته لا يفرق بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ويفعل فعل العامة تركته)).

فذكر أنه اتبعه فرآه يمسح الغاشية والدرجة السفلى: وهذا هو التبرك بالمنبر، وقد أنكر عليه الإمام مالك هذا الأمر لأنه ليس من فعل أهل العلم وإنما هو من فعل العامة.

ثم قال ((والدرجة السفلى والغاشية شيء أصلحه بنو أمية , فلما رأيته لا يفرق بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ويفعل فعل العامة تركته))

وهذا سبب آخر لترك الإمام مالك للرواية عنه، حيث أنه لايفرق بين المنبر الأصلي والمنبر الذي أضافه بني أمية، فدل ذلك على ضعف علميته ومتابعته للعامة في ذلك بدون تمييز.

وتأمل معي الآن ما ذكره الإمام ابن تيمية رحمه الله، حيث قال قال في الجزء (27/ 79):

"تنازع الفقهاء في وضع اليد على منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان موجودا , فكرهه مالك وغيره لأنه بدعة ....

وذكر أن مالك لما رأى عطاء فعل ذلك لم يأخذ عنه العلم ,))

فكلامه صحيح مستقيم موافق للنقل السابق،ولاغبار عليه،وليس فيه أي تحريف كما ذكره بعض الجهلة.

وكم من عائب قولا سديدا، وآفته من الفهم السقيم.

ـ[الهزبر]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:35 م]ـ

جزاك الله خير ورفع قدرك

توجيه جميل غاب عني

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير