ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Jul 2003, 05:11 م]ـ
أشكر الأخوين الفاضلين عبد الرحمن الشهري ووليد العمري على تعقيباتهما.
وأود أن أوضح فكرة الموضوع الذي طرحته بإجمال، فأقول:
أني لا أردُّ فكرة التفسير الموضوعي، لكن أودُّ أن يُعاد التفكير فيه من جهتين:
الأولى: تأصيل الموضوع:
بعد هذا المشوار الذي قام به أساتذتنا الكرام ممن ألَّف في التفسير الموضوعي فإنَّي أرى أنَّ مدارسة هذا الموضوع، وبعث البحث فيه، والخروج بنقاط جديدة أولى من تركه على ما هو عليه.
ومن يقرأ في تنظير التفسير الموضوعي وتطبيقاته يمكن أن ينسب كل طريقة إلى فلانٍ بعينه، فيقال: هذه طريقة فلان، وتلك طريقة علان ...
ولأنه لا يكاد يتفق الذين كتبوا في هذا الموضوع في أفكاره وتنظيراته، فإني أتمنى أن يشارك الإخوة الكرام الذين كان لهم مشاركة دراسية أو تدريسية بأن يتحفوا قراء الملتقى بأفكارهم وملحوظاتهم.
وهناك بعض القضايا التي تحتاج إلى تحرير؛ إما لغموضها؛ كعناوين الموضوعات حين دراسة موضوع من خلال القرآن، وكيفية التعامل مع مصادر التفسير، وإما لعدم وجودها؛ ككيفية التعامل مع الاختلاف الوارد في التفسير.
ومن القضايا التي لم تلق عناية تامَّة من جهتي التنظير والتطبيق = دراسةُ لفظة أو مصطلح من خلال القرآن.
وعند دراسة هذا اللون من ألوان التفسير الموضوعي يحسن استعراض عدد من القضايا لها علاقة كبيرة به، وهي: معنى اللفظة في اللغة، وكيفية استعمالاتها إن وُجِدَ، ومعرفة علاقتها بعلم الوجوه والنظائر، والكليات التفسيرية لألفاظ القرآن.
وهل المراد من البحث في هذا اللون معرفة مدلول اللفظة أو الجملة في القرآن فقط، أم المراد أوسع من ذلك، فتتم دراسة اللفظة من جهة موضوعها فتتحول إلى موضوع بدلاً من كونها لفظة أو جملة.
فلو قلت: (المكر في القرآن) فإن هذا الموضوع يمكن دراسته من جهة كونه مفردة، ومن جهة كونه موضوعًا.
ومن الدراسات القليلة والتي أرى أنها تمثِّل جزءًا كبيرًا من دراسة لفظة أو جملة من خلال القرآن الدراسات التي قام بها الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات، فقد دراسة مصطلح (الذين في قلوبهم مرض) في القرآن، وظهر بنتائج جيِّدة بعد جمع الآيات ودراسة أقوال المفسرين فيها.
الثانية: من جهة التطبيق:
1 ـ الملاحظ أن أغلب الكتابات في التفسير الموضوعي جاءت على لونين:
الأول: دراسة موضوع من خلال القرآن، وهذا هو الأكثر في بحوث التفسير الموضوعي.
الثاني: دراسة موضوع من خلال سورة.
ولا تكاد تجد اتفاقًا في طريقة كتابة هذين اللونين، بل الاختلاف في طريقة العرض هي الأصل، فهل هذا الاختلاف مطلبٌ؟!
وإن لم يكن مطلبًا، فما هي الطريقة المبتغاة في كتابة التفسير الموضوعي؟
2 ـ الأسلوب المتبع في كتابة التفسير الموضوعي، هل يلزم أن تكون بالأسلوب الإنشائي؟ أم هذا الأسلوب مما يمكن الاستفادة منه،لكنه غير لازم.
وإنما أقول ذلك لأن كثيرًا ممن كتب في موضوعات التفسير الموضوعي يعتمد هذا الأسلوب الكتابي، حتى كاد أن يكون شرطًا في الكتابة فيه.
والمقصود الذي أريده أنه يمكن توصيل بعض الموضوعات يأسلوب علمي رصين من غير استعمال الأساليب الخطابية والإنشائية، فلم لا يُعمل به؟!
هذا باختصار ما أريد الحديث عنه، وما ذكرته من نقدٍ في المقال السابق فإني أرجو أن لا يُفهم منه أني لا أرتضي التفسير الموضوعي جملة وتفصيلاً، لا، بل المراد معالجة الموجود، وإعادة النظر فيه.
وكم أتمنى لو شارك الإخوة الكرام، ثمَّ يقوم أحدهم بتلخيص الأفكار المطروحة في هذا الموضوع، ثمَّ تُجعل في ملف خاصٍّ بها في هذا الملتقى، ليستفيد منها المعتنون بهذا الموضوع، والله الموفق.
ـ[أبو خالد، وليد العُمري]ــــــــ[02 Jul 2003, 03:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يُحبه ربُنا ويرضاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه، ورسوله، ومجتباه، أما بعد:
يمكن إجمال الإشكالات التي نبه إليها أبو عبد الملك - حفظه الله - في التالي:
أولًا: في طريقة الكتابة في التفسير الموضوعي:
¥