تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هل تكون الكتابة فيه تتبع الإسلوب العلمي الذي يهتم بالكشف عن القضايا العلمية، وتقريرها، أم تكون بالإسلوب الخطابي الوعظي الذي يلجأ إليه المربي، والواعظ، ويهدف إلى إثارة انتباه القارىء، والتأثير فيه.

ثانيًا: مما يُبنى التفسيير الموضوعي؟ أو (بناء العناوين فيه مما تُقتبس)؟

هل مصادر التفسير الموضوعي هي مصادر الموضوعات الشرعية؟

أم أن التفسير الموضوعي لا يقوم على غير القرآن الكريم، ولا يصح بناء موضوع في القرآن على غير القرآن؟

ثالثًا: طريقة التعامل مع كتب التفسير:

*- كالاختلاف في تفسير لفظة، أو معنى بين السلف، كيف يتعامل الباحث في التفسير الموضوعي من هذا الاختلاف إذا كانت الآية المتضمة للخلاف من موضوعات بحثه.

رابعًا: طريقة دراسة لفظة من خلال القرآن الكريم

وهل تكون بأسلوب العلماء السابقين الذين كتبوا في الأشباه والنظائر، وهدفوا إلى بيان تصرفات اللفظة في القرآن إلى معانٍ عدة، وهي طريقة لُغوية في الدرجة الأولى.

أم تكون بأسلوب موضوعي؟

ولا شك أن هناك قضايا أُخر قد تتوالى، وهدفي هنا تلبية دعوة الدكتور العزيزة، وأبدأ كمشاركة بأولها، ثم أتوقف لاتاحة الفرصة لباقي الإخوة، والاستفادة من مداخلاتهم.

طريقة الكتاب في التفسير الموضوعي:

يذهب وهلي إلى اختلاف الأسلوب تبعًا لاختلاف الموضوعات القرآنية، فمن الموضوعات القرآنية موضوعات علمية بحتة، تحتاج إلى طرح علمي بعيد عن الأسلوب الخطابي الوعظي، وهذا كعامة الأحكام المذكورة في القرآن العظيم، فمن كتاب في الصلاة من جهة أحكامها - مواقيتها، أركانها .... -وكالصيام، والحج، وأحكام أهل الذمة، والمعاملات وأصولها في القرآن إلى غير ذلك.

وهناك موضوعات إيمانية، أخلافية تربوية تحتاج الأسلوب الوعظي الذي لا يطغى على تبيين دلالات القرآن على هذه القضايا.

ومن اراد أن يجمع تفسير موضوعيًا في قضية إيمانية عند بعض العلماء سيجد أن هذه القضية واضحة تمامًا.

فمن أحب أن يكتب في حديث القرآن عن الإخلاص من خلال كلام الإمام العلامة ابن القيم - رحمه الله - فإنه سيحد من تعليقاته الوعظية، الخطابية، الإيمانية على الآيات ما تقطع فيه بأنه الأسلوب الأنجح، والأنجع في مثل هذه القضايا، لأنها قضية طلبية تحتاج إلى النفس الذي يأخذ بمداخل النفس إلى التأمل، والتفكر.

بينما لو بحثت عن كلامه في مسألةٍ علميةٍ؛ كدلالات القرآن على انتقاض عهد المعاهد إذا طعن في الدين، أو برسول رب العالمين؛ ستجد تفسيرًا موضوعيًا بقالب علمي رصين لا تكاد تجد له مثيل؛ إلا في كتابات شيخه - رحمهما الله-.

فلنستمع لآراء الإخوة!!

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[29 Jul 2003, 08:09 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه وجهة أخرى أتناول فيها الموضوع في نقاط:

- أولاً: التفسير الموضوعي ليس قسيماً للتفسير التحليلي والإجمالي , ولا مقابلاً لهما , ولا بديلاً عنهما , وإنما هو – في نظري – أشبه ما يكون بجمع الأقوال في المسألة واستيعابها قبل بيانها والحديث عنها , فالباحث في التفسير الموضوعي يختار لفظاً أو موضوعاً قرآنياً , ثم يفسره تفسيراً تحليلياً أو إجمالياً , بحسب حاجته وغرضه من موضوعه. فهو يبدأ بموضوع وينتهي بمنهج قرآني في الحديث عن هذا الموضوع , وفيما بينهما تفسير قائم على قواعد المفسرين وطرائقهم في بيان معاني كلام الله عز وجل , ولن يصل الباحث إلى نتيجة سليمة شرعاً وحساً إلا إذا سلك طريقةً سليمةً في التعامل مع القرآن وفهم معانيه وليس ذلك إلا في طريقة المفسرين وكتبهم.

وبناءً على ذلك يتعين الاهتمام باللغة والسنة وأقوال الصحابة والتابعين في هذه المجموعة القرآنية , فإنها وإن أخرجت عن سياقها وأعيد ترتيبها لغرض أو لآخر , فلا تخرج عن كونها قرآناً يفسر بما يفسر به باقي كلام الله عز وجل.

ومن هنا نعلم خطأ من يهمل جانب السنة في هذه الموضوعات , أو يختار من أقوال المفسرين ما يوافق غرضه , دون تمييز الصحيح والراجح من الضعيف والمرجوح , ودون اعتماد على قواعد التفسير وأصول الترجيح فيه.

- ثانياً: يعد التفسير الموضوعي في أهم أغراضه تفسيراً دعوياً اجتماعياً , بل لا يكاد يخرج عن ذلك , وهذه أنواع من اتجاهات المفسرين ظهرت وتميزت في هذا العصر , فهو إذاً اتجاه في التفسير , كقولنا: التفسير الفقهي أو العلمي أو اللغوي ونحوها.

- ثالثاً: بناءً على ذلك:

فالموضع السليم الذي أرشحه للتفسير الموضوعي في كتب أصول التفسير هو في اتجاهات التفسير وأنواع المصنفات فيه , فهو كما ذكرتُ تفسيراً دعوياً تربوياً اجتماعياً , يهدف إلى بيان الحقائق القرآنية في موضوعات معينة , واستجلاء المنهج القرآني في تناولها , وتنزيل ذلك كله على واقع الناس ومنهج الحياة.

وهو بهذا يؤدي غرضه المراد منه , تماماً كما يؤدي كلٌّ من التفسير اللغوي والفقهي والعلمي غرضه المراد منه.

فلا فرق عندي بين من فسر القرآن بناءاً على ترتيب النزول , ومن انتقى آيات الأحكام وفسرها -دون غيرها- من ناحية فقهية , ذاكراً فيها أقوال العلماء واختلافهم , وبين من انتقى آيات ذات موضوع قرآني مشترك , أو لفظة قرآنية , وفسرها تفسيراً علمياً منهجياً موجهاً له وجهة دعوية تربوية , تتصل بحياة الناس , وتلامس واقعهم.

ولوا أعيدت - والله أعلم - قراءة هذا الموضوع من هذه الوجهة لانحلت جميع الإشكالات وأجيب عن الإيرادات في هذا الموضوع , ونحن بانتظار آراء الإخوة ومشاركاتهم , وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير