أرجوا منك أستاذنا د. مساعد أن تراسلني على بريدي الإلكتروني [email protected]
ولكم جزيل الشكر, واسف جدا على إرهاقكم. بارك الله فيكم, وزادكم بسطة في العلم والجسم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[10 Jul 2005, 12:06 ص]ـ
الدكتور مساعد وفقه الله
من باب الاستفادة وإثراء المناقشة في هذا الموضوع المهم
قلتم - وفقكم الله -
ومن الأمور التي يحسن التنبه لها أنَّ رواية السلف للإسرائيلية ـ خصوصًا الصحابة ـ لا يعني قبول ما فيها من التفاصيل،ومرادهم بها بيان مجمل ما ورد في القرآن بمجل ما ذُكِرَ في القصة، دون أن يلزم ذكرهم لها إيمانهم بهذه التفاصيل التي تحتاج في نقلها إلى سند صحيح، وذلك عزيز جدًّا فيما يرويه بنو إسرائيل في كتبهم [/ b]
ألا يلزم من قبولهم لمجمل القصة دون ما فيها من تفاصيل منكرة سكوتهم عن بيان الحق ومعلوم أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز كما هو معلوم لديكم ففي قصة سليمان سلمنا بأن الشيطان قد يكون له تسلط على بعض الأنبياء لكن أن يصل تسلطه إلى هذا الحد فهذا ما لا يقبل المقصود أن الصحابة خصوصا إذا أخبروا بمثل هذه القصة وكان مجملها صحيحا دون التفاصيل المنكرة فلا يليق بمقامهم حتى وإن سلموا ببعضها عدم بيان ما فيها من منكرات وغرائب ومخالفات هذا أمر
والآخر: انه باتفاق بين من اشترط إعمال الأسانيد في التفسير وبين من لم يشترط إعمالها فكل فريق منهما يوافق الآخر أنه إذا كان بالقول المروي في التفسير شذوذ ونكارة فإنه في تلك الحال يجب النظر في السند وتحقق صحته وهذا ما قررتم نحوه في مقالكم على أسانيد التفسير
والسؤال: أليست المنكرات الواردة في بعض الإسرائيليات أولى بتطبيق هذا عليها من الأقوال الواردة عن السلف في التفسير؟
هذه مجرد استشكالات عرضت للذهن بعد قراءة مقالكم هذا وكلي أمل في الاستفادة منكم
وفقكم الله ونفع بكم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Feb 2006, 11:22 م]ـ
يرفع للفائدة ولإكمال المناقشة
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 Feb 2006, 08:53 م]ـ
جزاك الله خيرا دكتور مساعد الطيار
قال ابن كثير في مقدمة تفسيره:
"ولهذا غالب ما يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير في تفسيره، عن هذين الرجلين: عبد الله بن مسعود وابن عباس، ولكن في بعض الأحيان ينقل عنهم ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب، التي أباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "بَلِّغوا عني ولو آية، وحَدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج، ومن كذب عَلَىَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري عن عبد الله (10)؛ ولهذا كان عبد الله بن عمرو يوم اليرموك قد أصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك.
ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد، لا للاعتضاد، فإنها على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح (1).
والثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني؛ ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في هذا كثيرًا، ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم، وعدّتهم، وعصا موسى من أي الشجر كانت؟ وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ونوع الشجرة التي كلَّم الله منها موسى، إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن، مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم. ولكن نَقْلُ الخلاف عنهم في ذلك جائز، كما قال تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 22]، فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على الأدب في هذا المقام وتعليم ما ينبغي في مثل هذا، فإنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال، ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث، فدل على صحته إذ
¥