وفي صحيحه أيضاً عن مسروق (16) قال: كنت متكئاً عند عائشة فقالت: ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلتُ: ما هنّ؟ قالت: من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية. قال: وكنت متكئاً فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين أنظريني ولاتعجليني؛ ألم يقل الله عزوجل: {وَلَقَدْ رَءَاهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير: 23] {وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13]؟ فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله r فقال: {إنَّما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطاً من السماء سادّاً عظم خلقه ما بين السماء والأرض} فقالت: أولم تسمع أن الله عزوجل يقول: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103] أولم تسمع أن الله عزوجل يقول: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ" إِنَّهُ , عَلِيٌّ حَكِيمٌ = 51} [الشورى: 51] الحديث (17).
والمقصود أن المخبر عنه بالرؤية في سورة النجم هو جبريل) (18) ا هـ.
الحوشي السفلية
(1) هو: عبدالرحمن بن عبدٍ القارىّ المدني، ولد في أيام النبوة، وهو من جلة تابعي المدينة وعلمائها، توفي إحدى وثمانين، وقيل: ثمانين وله ثمان وسبعون سنة. انظر: الاستيعاب لابن عبدالبر 2/ 381، 382.
(2) دوي النحل هو ما يُسمع منه إذا تجمع. انظر: معجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/ 309.
(3) أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/ 255، 256 رقم [223] بتحقيق أحمد شاكر وقال: إسناده صحيح، ورواه الترمذي في تفسير القرآن، باب: ومن سورة المؤمنين 5/ 305 رقم [3073]، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، ورواه البغوي في شرح السنة وقال: هذا حديث حسن 5/ 177، وفي صحة الحديث اختلاف بين المحدثين ذكره أحمد شاكر في تحقيقه على المسند 1/ 255، 256، وانظر: ضعيف الجامع الصغير وزيادته للألباني رقم [1208].
(4) انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري 1/ 27.
(5) أشار إلى هذه الرواية ابن حجر في الفتح 1/ 29.
(6) الاستذكار 8/ 65، 66.
(7) انظر: مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 39.
(8) هو: أبو عثمان النهدي، الإمام الحجة، عبدالرحمن بن مُِلّ - وقيل: ابن مَلي - البصري، مخضرم معمر، أدرك الجاهليَّة والإسلام، وغزا في خلافة عمر، روى عن كبار الصحابة وهو أكبر من صغارهم، كان كثير الصلاة والعبادة، يقوم الليل ويصوم النهار، ويصلي حتى يُغشى عليه، مات سنة مائة. انظر: السير 4/ 175 - 178.
(9) صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن، باب: كيف نزل الوحي وأول ما نزل رقم [4980] 8/ 619 مع الفتح.
(10) هو: أحمد بن عليّ بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، من أئمة العلم والتاريخ، وأمير المؤمنين في الحديث، علت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره، قال السخاوي: انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر، تصانيفه كثيرة جداً، وهي مشهورة متداولة بين أهل العلم، ولد سنة 773 هـ، ومات سنة 852 هـ. انظر: الأعلام للزركلي 1/ 178، 179.
(11) فتح الباري 8/ 621.
(12) هو: أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، الحافظ، أحد الأعلام بالمدينة، كان طلاّبة للعلم فقيهاً، مجتهداً كبير القدر، حجة، كثير الحديث، توفي سنة 94 بالمدينة وهو ابن 72 سنة. انظر: السير 4/ 287 - 292.
(13) هو: الشيخ الإمام، العلامة القدوة الحافظ، محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود بن الفراء، البغوي الشافعي، المفسّر المحدث، صاحب التصانيف النافعة كشرح السنة، ومعالم التنزيل والمصابيح وغيرها، وقد بورك له فيها، ورزق فيها القبول، كان زاهداً قانعاً باليسير، توفي سنة 516 هـ بمرو. انظر: السير 19/ 439 - 443.
(14) تفسير البغوي 7/ 404.
(15) رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب: معنى قول الله عزوجل: {وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى} وهل رأى النبي e ربّه ليلة الإسراء رقم [175].
(16) هو: مسروق بن الأجدع، أبو عائشة الهمداني، الكوفي، الفقيه، أحد الأعلام، من أصحاب عبدالله بن مسعود، قال ابن المديني: ما أقدم على مسروق أحداً من أصحاب عبدالله، وقد صلى خلف أبي بكر الصديق، توفي سنة 63 - رحمه الله -. انظر: طبقات علماء الحديث 1/ 102، 103، سير أعلام النبلاء 4/ 63، 69.
(17) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب: معنى قول الله عزوجل: {وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى} وهل رأى النبي e ربه ليلة الإسراء رقم [177] ص 97 (ط: بيت الأفكار الدولية).
(18) بتصرف واختصار من كتاب بدائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن قيم الجوزية 4/ 282 - 284.
¥