تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سنن القراء ومناهج المجودين للشيخ الفاضل: أبي مجاهد عبدالعزيز القارئ ص130 - 138

التمهيد في علم التجويد للإمام ابن الجزري رحمه الله

المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع.

فهل بإمكانك أخي أبا بيان أن تختصرها لنا، وتتحفنا بها ‘ فهي جديرة بالتأمل والمدارسة.

وأعتذر عن إحالة ذلك إليك؛ ولكن ضيق الوقت من جهة مع كثرة المشاغل، وكونك صاحب الموضوع هو ما حملني على ما صنعت، والله المستعان.

وستكون مشاركتي هنا عبارة عن تهذيب لمقال جبد وجدته في أحد المواقع، وفيه فوائد كثيرة، وضوابط مفيدة حول هذا الموضوع، فليتقبله الإخوة الأعضاء والزوار بقبول حسن:

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:

فالواقع أن باب الوقف والابتداء باب هام جداً يجب على قارئ القرآن الكريم أن يهتم به؛ إذ هو دليل على فقهه وبصيرته؛ لأن القارئ قد يقف أحياناً على ما يخل بالمعنى وهو لا يدرى، أو يبتدئ بما لا ينبغى الابتداء به.

فإن كان ذا بصيرة، فإنه لن يقف إلا على ما يتم به المعنى اللهم إلا إذا اضطر إلى غير ذلك، فإن عليه حينئذٍ أن يعالج أمره بأن يرجع كلمة أو أكثر أى إلى موضع يجوز الابتداء به، فيستأنف قراءته بادئاً به، ومنتهياً بجملة تفيد معنى يجوز الوقوف عليه.

ومثل ذلك قل أيضاً فى الابتداء.

والهدف من وراء ذلك كله هو عدم الإخلال بنظم القرآن، ولا بما اشتمل عليه من معان. ولسوف يقف القارئ الكريم على أمثلة تطبيقية فيما هو آت – إن شاء الله تعالى - يدرك من خلالها ارتباط كل من الوقف والابتداء فى قراءة القرآن الكريم بالتفسير، ولكن من حق قارئنا علينا - قبل ذلك - أن نوقفه على معنى كل من الوقف والابتداء وأهم ما يتعلق بهما من أحكام0

تعريف الوقف والابتداء:

الوقف: هو قطع النطق عن آخر الكلمة.

والابتداء: هو الشروع فى الكلام بعد قطع أو وقف.

علاقة الوقف والابتداء بالمعنى أو التفسير:

قال الصفاقسى فى كتابه تنبيه الغافلين مبيناً أهمية معرفة الوقف والابتداء:

ومعرفة الوقف والابتداء متأكد غاية التأكيد، إذ لا يتبين معنى كلام الله، ولا يتم على أكمل وجه إلا بذلك؛ فربما قارئ يقرأ ويقف قبل تمام المعنى، فلا يفهم هو ما يقرأ ومن يسمعه كذلك، ويفوت بسبب ذلك ما لأجله يقرأ كتاب الله تعالى، ولا يظهر مع ذلك وجه الإعجاز، بل ربما يُفهم من ذلك غير المعنى المراد، وهذا فساد عظيم؛ ولهذا اعتنى بعلمه وتعليمه والعمل به المتقدمون والمتأخرون، وألفوا فيه من الدواوين المطولة والمتوسطة والمختصرة ما لا يعد كثرة.ومن لا يلتفت لهذا، ويقف أين شاء، فقد خرق الإجماع، وحاد عن إتقان القراءة وتمام التجويد. انتهى

وهذا الكلام من عالم صرف حياته لخدمة القرآن كالصفاقسى له وجاهته، وهو يؤكد ما قلته آنفاً عن ارتباط الوقف والابتداء بالتفسير.

وقال السخاوى فى تأكيد ذلك أيضاً:

فى معرفة الوقف والابتداء الذى دونه العلماء تبيين معانى القرآن العظيم، وتعريف مقاصده، وإظهار فوائده، وبه يتهيأ الغوص على درره وفرائده 00 وقد اختار العلماء وأئمة القراء تبيين معانى كلام الله تعالى وجعلوا الوقف منبهاً على المعنى ومفصلاً بعضه عن بعض، وبذلك تلذ التلاوة، ويحصل الفهم والدراية، ويتضح منهاج الهداية. انتهى

من الآثار الدالة على وجوب معرفة الوقف والابتداء:

1 - حديث الخطيب الذى خطب بين يدى النبى - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما. ثم وقف على "يعصهما" ثم قال فقد غوى. هنا قال له النبى -صلى الله عليه وسلم -: "بئس الخطيب أنت"

وقد قال له النبى - صلى الله عليه وسلم - ذلك لقبح لفظه فى وقفه؛ إذ خلط الإيمان بالكفر فى إيجاب الرشد لهما، وكان حقه أن يقول واصلاً: ومن يعصهما فقد غوى. أو يقف على "فقد رشد" ثم يستأنف بعد ذلك " ومن يعصهما .. الخ" فهذا دليل واضح على وجوب مراعاة محل الوقف.

2 - روى عن ابن عمر - رضى الله عنهما - أنه قال: لقد غشينا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على النبى - صلى الله عليه وسلم - فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزجرها وما ينبغى أن يوقف عنده منها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير