تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

4) أن الألوسي رحمه الله مع رفضه الشديد للإسرائيليات إلا أنه يفوته أحياناً بعضها وينساق في تيارها كما في قوله {وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء} أورد الاختلاف في عدد الألواح وفي جوهرها ومقدارها وكاتبها ثم قال: "والمختار عندي أنها من خشب". وكما روى في عصا موسى وصفتها وكما في عدد بني إسرائيل أثناء التيه، وإيراده لها دون التعقيب يؤكد عدم خلو عدد كبير من كتب التفسير ـ بل حتى من المتشددين في ذكرها ـ من الإسرائيليات. وقد يعتذر أحياناً بأنه قصد من وراء روايته لها إشباع شهوة المولعين بالأخبار كما في قوله: {وإذا وقع القول عليهم} ذكروا روايات كثيرة من صفة الدابة ثم قال: "وإنما نقلت بعض ذلك دفعاً لشهوة من يحب الاطلاع على شيء من أخبارها صدقاً كان أو كذباً". وانظر أيضاً في إثباته لها تفسير (سورة يوسف: 80) وسورة النمل (22) وسورة لقمان (12).

ويمكن تلخيص منهجه من النقاط التالية:

1) انه من أشد المفسرين انتقاداً لها.

2) قلة روايته للإسرائيليات.

3) يرد بعض الإسرائيليات لمخالفتها العقل أو المعلوم من الشرع أو لما تمس من عصمة الأنبياء أو لضعف السند والوضع.

4) قد يفسر بعض الإسرائيليات بالإشارات والرموز.

5) أنه فاته بعض الإسرائيليات فأوردها ولم يعقب عليها ولعل السبب هو إشباع رغبة القارئ الشغوف بها.

6) أن من الإسرائيليات ما وضعه الزنادقة من أهل الكتاب للاستهزاء والسخرية بالرسل واتباعهم.

7) يرى أن الالتفات لها فضول.

موقف الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله (ت 1376 هـ) من الإسرائيليات من خلال كتابه (تيسير الكريم الرحمن):

لم يذكر الشيخ رحمه الله في مقدمته ما يدل على طريقته ونهجه في ذكر الإسرائيليات وموقفها منها، إلا أنه أشار إلى ذلك في ثنايا الكتاب ويمكن تلخيص منهجه من خلال ما يلي:

1) أن الشيخ رحمه الله من المقلين جداً في ذكر الإسرائيليات بل لا تكاد توجد فيه إلا نادراً: قال الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل وهو أحد طلبة الشيخ وسمع منه بعض التفسير: (فهو يعتني بإيضاح المعنى المقصود من الآية بكلام مختصر مفيد، مستوعب لجميع ما تضمنته الآية من معنى أو حكم ... دون إطالة أو استطراد أو ذكر قصص أو إسرائيليات).

وقال الدكتور عبد الرحمن اللويحق: (فكان كتابه فتحاً في هذا العلم إذ أوقف القارئ على المراد وأعانه على تدبر المنزل دون أن يقف به على المشغلات الصارفات عن ذلك كالبحوث اللغوية الصرفة والاسرائيليات ونحوها).

2) يرى الشيخ رحمه الله أنه لا يجوز جعل الإسرائيليات تفسيراً لكتاب الله تعالى:

قال بعد تفسير الآية (74) من سورة البقرة: (واعلم أن كثيراً من المفسرين رحمهم الله قد أكثروا في حشوا تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل ونزلوا عليها الآيات القرآنية وجعلوها تفسيراً لكتاب الله، محتجين بقوله ?: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)، والذي أرى أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة ولا منزلة على كتاب الله، فإنه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً إذا لم تصح عن رسول الله ? ذلك أن مرتبتها كما قال ?: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم)، فإذا كان مرتبتها أن تكون مشكوكاً فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به، والقطع بألفاظه ومعانيه فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة التي يغلب على الظن كذبها أو كذب أكثرها معاني لكتاب الله مقطوعاً بها ولا يستريب بهذا أحد لكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل والله الموفق).

3) يرى رحمه الله أن من أوجه رد الإسرائيليات مخالفتها اللفظ العربي أو للمعنى أو لهما أو للعقل:

قال رحمه الله في تفسيره للآية (20) من سورة النمل: (ولم يصنع شيئاً من قال أنه تفقد الطير لينظر أين الهدد منها ليدله على بعد الماء وقربه .. فإن هذا القول لا يدل عليه دليل بل الدليل العقلي واللفظي دال على بطلانه) ثم ذكر الدليلين ثم قال:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير