في قوله تعالى في آية (28) سورة الأعراف {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
صدقهم الله في الأولى وهي (وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا) لما كانت حقا، وأكذبهم في الأخرى بقوله عز وجل (قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء).
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 May 2003, 10:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقال الله تعالى {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ .. } (108) سورة التوبة.
وقال عز وجل {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ .. } (37) سورة النور.
وقال سبحانه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ .. } (23) سورة الأحزاب.
استنبط بعض الناس من هذه الآيات أن الرجولة صفة حميدة يوصف بها من كان ذو دين، وخلق، ومرؤة، من الذكور، ومن كان سافلا، أو ناقص المرؤة، أو الدين؛ قالوا: لا تقل رجلا بل هو ذكر!
وهذا الاستنباط مع شهرته، وتلقي كثير من الناس له إلا أنه استنباط باطل!
وهذا الدليل: قال الرب تبارك وتعالى {وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} (48) سورة الأعراف.
فسماهم رجالا وهم في النار.
وقال تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء} (81) سورة الأعراف.
وقال عز وجل: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء} (55) سورة النمل.
وقال تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} (29) سورة العنكبوت.
فسماهم رجالا وهم يُفعل بهم ما يفعل.
وقال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (6) سورة الجن.
فسمى كفرة الإنس، والجن رجالا.
وفي لسان العرب 11/ 265: الرجل: معروف: الذكر من نوع الإنسان خلاف المرأة.
ـ[عبد الله]ــــــــ[31 May 2003, 09:48 م]ـ
قوله تعالى: ((وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى! الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى .. )) [الليل: 17 - 21] نزلت في أبي بكر رضي الله عنه بإجماع المفسرين، والأتقى: أفعل تفضيل مقرون بأل العهدية فيختص بمن نزل فيه، وقد استدل بها الفخر الرازي، مع قوله تعالى: ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ .. )) [الحجرات: 13] على أن أبا بكر أفضل الخلق بعد رسول الله r . انظر: التفسير الكبير للرازي 31/ 204.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Jun 2003, 09:48 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره:
قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار}؛ «ما» تعجبية مبتدأ؛ وجملة {أصبرهم} خبرها؛ والمعنى: شيء عظيم أصبرهم؛ أو ما أعظم صبرهم على النار؛ وهذا التعجب يتوجه عليه سؤالان:
السؤال الأول: أهو تعجب من الله أم تعجيب منه؛ بمعنى: أيرشدنا إلى أن نتعجب ــــ وليس هو موصوفاً بالعجب؛ أو أنه من الله ــــ؟
السؤال الثاني: أن قوله: {فما أصبرهم} يقتضي أنهم يصبرون، ويتحملون مع أنهم لا يتحملون، ولا يطيقون؛ ولهذا يقولون لخزنة جهنم: {ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب} [غافر: 49]؛ وينادون: {يا مالك ليقض علينا ربك} [الزخرف: 77] أي ليهلكنا؛ ومن قال هكذا فليس بصابر؟
¥