·قال أبو عبد الله: وقال ابن عيينة في قوله تعالى: (وتعيها أذن واعية) [الحاقة: 12]: أذن وعت عن الله عز وجل. [167]
·قال البخاري: ويذكر عن إبراهيم أو مجاهد: (والذي جاء بالصدق وصدق به) [الزمر: 33]: هم أهل القرآن إذا عملوا به. [175]
هذه المقتطفات من كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري بتحقيق عمرو عبد المنعم سليم. الطبعة الأولى 1423هـ - دار ابن القيم – الدمام.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 May 2003, 11:36 م]ـ
بسم الله
ومن كتب اللغة كذلك – التي حوت مادة تفسيرية قيمة نفيسة – كتاب الأضداد لمحمد بن القاسم الأنباري المتوفى سنة 327هـ، وهذه بعض المقتطفات من هذا الكتاب:
·ذكر في مقدمة كتابه أن كلام العرب جاء على ثلاثة أضرب:
أحدها: الحروف التي تقع على المعاني المختلفة، فلا يعرف المعنى المقصود منها إلا بما يتقدم الحرف أو يتأخر بعده مما يوضح تأويله، وهذا الضرب نوعان:
الأول منهما: ما يجري مجرى الأضداد، فيكون للحرف الواحد معنيان متضادان، وهذا النوع هو موضوع كتابه هذا.
والثاني: ألا تكون هذه المعاني التي دل عليها الحرف متضادة، مثل لفظ الأمة؛ له معاني متعددة، منها: تبّاع الأنبياء، والجماعة، والصالح الذي يؤتم به، والحين من الزمان، وغيرها. وهذا الضرب بنوعيه هو القليل الظريف في كلام العرب.
الضرب الثاني: أن يقع اللفظان المختلفان على المعنيين المختلفين، كقولك: الرجل والمرأة، والجمل والناقة، واليوم والليلة ... ؛ وهذا هو الكثير الذي لا يحاط به.
والضرب الثالث: أن يقع اللفظان المختلفان على المعنى الواحد، كقولك: البر والحنطة، والعَير والحمار، وجلس وقعد، وذهب ومضى.
ثم ذكر كلية مهمة تتعلق بالضرب الثالث، فقال: (قال أبو العباس عن ابن الأعرابي: كل حرفين أوقعتهما العرب على معنى واحد؛ في كل واحد منهما معنى ليس في صاحبه، ربما عرفناه فأخبرنا به، وربما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله.)
ثم قال ابن الأنباري بعد أن ذكر قولاً آخر: (وقول ابن الأعرابي هو الذي نذهب إليه).
ومما جاء في كتابه هذا من الأقوال:
·الظن يقع على معان أربعة: معنيان متضادان: أحدهما الشك، والآخر اليقين الذي لا شك فيه.
فأما معنى الشك فأكثر من أن تحصى شواهده. وأما معنى اليقين فمنه قول الله عز وجل: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبا ً) (الجن:12)، معناه: علمنا. وقال جلّ اسمه: (وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا) (الكهف: من الآية53)، معناه: فعلموا بغير شك. ......
والمعنيان اللذان ليسا متضادين: أحدهما الكذب، والآخر التهمة؛ فإذا كان الظن بمعنى الكذب قلت: ظن فلان، أي كذب، قال الله عز وجل: (إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) (الجاثية: من الآية24)، فمعناه: إن هم إلا يكذبون؛ ولو كان معنى الشك لاستوفى منصوبيه أو ما يقوم مقامهما. وأما معنى التهمة فهو أن تقول: ظننت فلاناً، فتستغني عن الخبر؛ لأنك اتهمته، ولو كان معنى الشك المحض لم يقتصر به على منصوب واحد. ... قال الله عز وجل: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) (التكوير:24)، فيجوز أن يكون معناه: بمتهم، ويجوز أن يكون معناه بضعيف، من قول العرب: وصلُ فلان ظنون، أي ضعيف، فيكون الأصل فيه: وما هو على الغيب بظنون، فقلبوا الواو ياءً ...
قال أبو العباس: إنما جاز أن يقع الظن على الشك واليقين؛ لأنه قولٌ بالقلب؛ فإذا صحت دلائل الحق وقامت أماراته كان يقيناً، وإذا قامت دلائل الشك، وبطلت دلائل اليقين كان كذباً، وإذا اعتدلت دلائل اليقين والشك كان بابه شكاً لا يقيناً ولا كذباً. [انظر كتاب الأضداد لابن الأنباري ص 14 - 16 بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم]. ونذكر بقية المقتطفات التفسيرية من كتابه هذا في وقت لاحق إن شاء الله تعالى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 May 2003, 11:47 ص]ـ
وهذه مقتطفات تفسيرية من كتاب الأضداد لابن الأنباري:
¥