تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

· وأسررت من الأضداد أيضاً، يكون أسررت بمعنى كتمت، وهو الغالب على الحرف. ويكون بمعنى أظهرت، قال الله تعالى: (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) (الانبياء: من الآية3) يعني: كتموا.

وقال تبارك وتعالى في غير هذا الموضع: (وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ) (يونس: من الآية54)،قال الفراء والمفسرون: معناه كتم الرؤساء الندامة من السفلة الذين أضلوهم. وقال أبو عبيدة وقطرب: معناه: وأظهروا الندامة عند معاينة العذاب .... ص45 - 46

· وبعد حرف من الأضداد، يكون بمعنى التأخير، وهو الذي يفهمه أكثر الناس، ولا يحتاج مع شهرته إلى ذكر شواهد له. ويكون بمعنى «قبل»، قال الله عز وجل: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) (الانبياء: من الآية105) فمعناه عند بعض الناس: من قبل الذكر؛ لأن الذكر القرآن. ... وقال الله عز وجل: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعات:30) فمعناه: والأرض قبل ذلك دحاها؛ لأن الله خلق الأرض قبل السماء. والدليل على هذا قوله: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) (فصلت: من الآية11).

وقال ابن قتيبة: خلق الأرض قبل السماء ربوة في يومين، ثم دحا الأرض بعد خلقه السموات في يومين، ومعنى دحاها: بسطها.

قال أبو بكر: وهذا القول عندنا خطأ؛ لأن دحو الأرض قد دخل في إرسائها والتبريك فيها، وتقدير أقواتها، وذلك أنه قال عز وجل: (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) (فصلت: من الآية10) علمنا أن الدحو دخل في هذه الأيام الأربعة، وهذه الأيام الأربعة قبل خلق السماء. ... [ثم أطال في تقرير ما ذهب إليه] فلينظر ص107 - 111

· وقال بعض أهل اللغة: أوزعت حرف من الأضداد، يقال: أوزعت الرجل إذا أغريته بالشيء وأمرته به، وأوزعته إذا نهيته وحبسته عنه. قال الله عز وجل: (فهم يوزعون) [النمل: 17] أي: يحبس أولهم على آخرهم.

قال أبو بكر: والصحيح عندنا أن يكون أوزعت بمعنى: أمرت وأغريت، ووزعت بمعنى: حبست، والدليل على هذا قوله عز وجل: (رب أوزعني) معناه: ألهمني ... ص139 - 140

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 May 2003, 12:45 ص]ـ

بسم الله

ومن الأقوال التفسيرية التي وردت في كتاب الأضداد لابن الأنباري:

· سمعت أبا العباس يقول: يقال للساكن: رَهْو، وللواسع: رهو، وللطائر الذي يقال له الكُركيّ: رهو؛ قال الله جل وعز: (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً) (الدخان:24)، فمعناه: ساكناً. [ص150]

· فسِّر قول الله عز وجل: (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (التين: من الآية6) على ثلاثة أوجه: فقال بعضهم: المحسوب. وقال آخرون: المنون: الذي لا يمن به، فالله عز وجل لا يمن بإنعامه

على من ينعم عليه ... ، ويقال: الممنون: المقطوع الذي قد ذهبت مُنَّته، وإنما سميت المنونُ المنونَ لأنها تذهب بمُنَّة الإنسان وتضعفه. [ص156]

· ومما يشبه الأضداد: الأصفر؛ يقع على الأصفر، وربما أوقعته العرب على الأسود. قال الله عز وجل: (صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا) (البقرة: من الآية69) قال بعض المفسرين: هي صفراء .. ، وقال آخرون: الصفراء السوداء. وقال جل اسمه: (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) (المرسلات:33)

قال عدة من المفسرين: الصفر: السود .... عن الحسن في قوله: (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) قال: الصفر: السود. ........... [ص160 - 161]

· يقال: خبتِ النار إذا سكنت، وخبت إذا حميت .... وقول الله جل وعز: (كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرا ً) (الاسراء: من الآية97) قال بعض المفسرين: معناه توقدت. وهذا ضد الأول. حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا بكر بن الأسود، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن اسماعيل، عن أبي صالح في قوله: (كُلَّمَا خَبَتْ) قال: معناه كلما حميت. وأخبرنا عبدالله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج في قوله: (كُلَّمَا خَبَتْ) قال: خبُوُّها توقدها؛ فإذا أحرقتهم فلم تبق منهم شيئاً صارت جمراً تتوهج؛ فإذا أعادهم الله خلقاً جديداً عاودتهم. عن ابن عباس. قال أبو بكر [المصنف]: والذين يذهبون إلى أن الخبو هو السكون يقولون: معنى قوله: (كُلَّمَا خَبَتْ): كلما خبت سكنت، وليس سكونها راحة لهم؛ لأن النار يسكن لهبها ويتضرم جمرها؛ هذا مذهب أبي عبيدة. وقال غير أبي عبيدة: نار جهنم لا تسكن البتة؛ لأن الله تعالى قال: (لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ) (الزخرف: من الآية75)، وإنما الخبو للأبدان. والتأويل: كلما خبت الأبدان زدناهم سعيراً، أي إذا احترقت جلودهم ولحومهم، فأبدلهم الله جلوداً غيرها ازداد تسعر النار في حال عملها في الجلود المبدلة. أخبرنا عبدالله، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عمرو بن حمران، عن سعيد، عن قتادة في قوله: (كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرا ً) قال: كلما احترقت جلودهم بُدلوا جلوداً غيرها. [ص175 - 176 وللكلام بقية مهمة يرجع إليها من أراد التوسع والفائدة].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير