تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 29]

وقال تعالى: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} [النازعات، الآيات: 27 - 30]

ظاهر آية البقرة وآيات النازعات التعارض، وقد ذكر العلماء رحمهم الله أقوالاً في الجمع بينهما، وقد وقفت على رأي لابن حزم الظاهري (ت: 456 هـ) رحمه الله في الجمع بين تلك الآيات - وذلك عند جمعي لآرائه في التفسير - رأيته مهجوراً على الرغم من وجاهته وقوته.

قال ابن حزم:

وكان مما اعترض به أيضا ً (1) أن ذكر قول الله تعالى: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} قال: فذكر في هذه الآية أن دحو الأرض، وإخراج الماء والمرعى منها كان بعد رفع سمك السماء، وبعد بنائها وتسويتها وإحكام ليلها ونهارها، ثم قال في آية أخرى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)} قال: فذكر في هذه الآية ضد ما في الأولى، وذلك أن التسوية للسماء كانت بعد خلق ما في الأرض.

قال ابن حزم: والقول في هذا أن بظاهر هاتين الآيتين يكتفي عن طلب تأويل أو تكلف مخرج، وهو: أنه تعالى ذكر في الآية التي تلونا أولاً: أنه عز وجل بنى السماء، ورفع سمكها، وأحكم الدور الذي به يظهر الليل والنهار، وأنه بعد ذلك أخرج ماء الأرض ومرعاها وأرسى الجبال فيها.

وذكر تعالى في الآية الأخرى: أن تسويته تعالى السماوات سبعاً، وتفريقه بين تلك الطرائق السبع - التي هي مدار الكواكب المتحيرة والقمر والشمس - كان بعد خلقه كل ما في الأرض.

فلم يفرق هذا الجاهل المائق بين قوله تعالى: إنه سوى السماء ورفع سمكها، وبين قوله تعالى: إنه سواهن سبع سماوات.

وإنما أخبر أن تسوية السماء جملة واختراعها كان قبل دحو الأرض، وأن دحو الأرض كان قبل أن تقسم السماء على طرائق الكوكب السبع، فلاح أن الآيتين متفقتان يصدق بعضهما بعضاً. (2)

==========================

(1) يريد ابن النغريلة اليهودي.

(2) رسالة في الرد على ابن النغريلة اليهودي، ضمن مجموع رسائل ابن حزم (3/ 46 - 47).

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2003, 07:49 ص]ـ

بسم الله

فهذا موضوع كتبه الشيخ مساعد الطيار وفقه الله هنا

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=541

وله تعلق بهذا القسم، ومن باب الفائدة وجمع المتفرقات في موضع واحد أنقله هنا:

نفائس الوزير ابن هبيرة في تعليقاته على بعض الآيات

الإخوة الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد فتح الأخ الفاضل أبو مجاهد زاوية مفيدة في هذا الملتقى، وأعاد عنوانها للتوافق مع مضمونها أكثر، ولتكون واضحة لمن أراد أن يشارك فيها.

[أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين في هذا المجال)]

وهذه الزاوية نفيسة جدًّا، لأنك قد تجد في كتابٍ من كتاب الأدب، أو من كتب التاريخ، أو من كتب التراجم، أو غيرها = تعليقات على بعض الآيات هي كالشوارد التي لا يمكن أن تُعقَل بعقالٍ إلا عقال التقييد، وقد كفانا الأخ الفاضل أبو مجاهد في هذا الملتقى مكان عقلِ هذه الفوائدِ، فكل من ظفر بصيد طرحه في هذه الزاوية، حتى يجتمع لأرباب هذا التخصص فوائد هذه الشوارد في مكان واحد يرتادونه، وينهلون منه.

وإني أستأذنه في طرح هذه المشاركة مستقلة، لطولها، ثمَّ يمكن بعد ذلك ضمُّها إلى زاويته المباركة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير