حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حتى يأتِي اللَّهُ بأمْرِهِ} فأتى الله بأمره فقال:
{قَاتِلُوا الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بالْيَوْمِ الآخِرِ}
حتى بلغ:
{وهُمْ صَاغِرُونَ}
أي صَغَاراً ونقمة لهم فنسخت هذه الآية ما كان قبلها: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حتى يَأْتِيَ اللَّهُ بأمْرِهِ}. حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: {فاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتى يَأْتِيَ اللَّهُ بأمْرِهِ} قال: اعفوا عن أهل الكتاب حتى يحدث الله أمرا. فأحدث الله بعد فقال:
{قَاتِلُوا الّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ باللَّهِ وَلا بالْيَوْمِ الآخِرِ}
إلى:
{وهُمْ صَاغِرُونَ}
. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن قتادة في قوله: {فاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأمْرِهِ} قال: نسختها: «اقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ». حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حتى يَأتِيَ اللَّهُ بأمْرِهِ} قال: هذا منسوخ، نَسَخَه:
{قاتِلُوا الذين لا يُؤمِنُونَ باللَّهِ وَلا بالْيَوْمِ الآخِرِ" ا. هـ
وذهب بعض المفسرين إلى ما ذكرت قال ابن الجوزي في زاد المسير:
فصل وقد روي عن ابن مسعود، و ابن عباس، و أبي العالية، وقتادة، رضي الله عنهم: ان العفو والصفح منسوخ بقوله تعالى: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله} التوبة: 29. وأبى هذا القول جماعة من المفسرين والفقهاء، واحتجوا بأن الله لم يأمر بالصفح والعفو مطلقا، وإنما أمر به الى غاية، وما بعد الغاية يخالف حكم ما قبلها، وما هذا سبيله لا يكون من باب المنسوخ، بل يكون الأول قد انقضت مدته بغايته، والآخر يحتاج الى حكم آخر. ا. هـ
ولعل فيما ذكره ابن عطية ما يزيل الإشكال حيث قال بعد ذكره للقول بالنسخ:
وقال قوم: ليس هذا حد المنسوخ , لأن هذا في نفس الأمر كان التوقيف على مدته.
وعقب بقوله: وهذا على من يجعل الأمر المنتظر أوامر الشرع أو قتل قريظة واجلاء النضير , وأما من يجعله آجال بني آدم فيترتب النسخ في هذه الآية بعينها , لأنه لا يختلف أن آية الموادعة المطلقة قد نسخت كلها, والنسخ هو مجيئ الأمر في هذه المقيدة , وقيل مجيئ الأمر هو فرض القتال , وقيل قتل بني قريظة واجلاء بني النضير.
وأما المسألة الثالثة: قولك:لم يظهر لي وجه الربط بين الوجه السادس عشر ومثاله. فأين المفسِّر من المفسَّر؟ وما وجه الربط بين المثال والوجه بالتحديد؟
فجوابي عنه ما يلي:
ابن عباس يشير إلى أن الله تعالى استجاب دعوة إبراهيم عليه السلام في جعل البيت آمنا فآية البقرة دعاء وآية قريش تبين حصول هذا الدعاء زمانا ومكانا وهو بين كما ترى
وشكر الله لك ابا مجاهد مرة أخرى.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[19 Aug 2003, 02:37 ص]ـ
أخي الكريم أبا خالد:
شكر الله لك على هذا البحث القيم، ولكن:
هلا قمت بتنزيله في ملف وورد خاصة وأن أرقام الحواشي لم تظهر أسفل الصفحة، وحتى نستطيع حفظه منسقاً لنستفيد منه.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 Aug 2003, 11:46 م]ـ
شكر الله لك ابا خالد حسن ظنك بأخيك , وسأنفذ طلبك قريباً ان شاء الله.
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[20 Sep 2003, 05:15 م]ـ
كنت كتبت في هذا الموضوع شيئا قديا غالبه ترتيب وتهذيب لما كتبه الشنقيطي في مقدمة أضواء البيان أحببت به إثراء ما طرحه الأخ أبو خالد وفقه الله هنا فأقول مستعينا بالله في بيان الطريق الأولى من طرق تفسير القرآن
الطريق الأولى: تفسير القرآن بالقرآن:
وهو أبلغ الطرق وأدلها على المقصود، لأنه لا أحد أعلم بكلام الله من الله-جلّ وعلا-،وقد فعله رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عندما فسّر الظلم في قوله تعالى:"الذين آمنوا وَلمَ يلبِسُوا إِيمَانهُم بِظُلمٍ أُولئِك لهَمُ الأَمنُ وَهُم مُهتدون"، بقوله تعالى:"ِإنَّ الشِّركَ لظُلمٌ عَظِيم". وسار عليه السلف الصالح وممن شهر به عبدالرحمن بن زيد بن أسلم.
واعتنى به ابن كثير في تفسيره،
¥