تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نكتفي بهذا وندخل إلى موضوعنا بعد هذا الأخذ والرد الذي لا يخلو من فائدة إن شاء الله، وجزى الله الجميع خيراً، وزادنا وإياهم علماً وأدباً وإخلاصاً، فالعلم وحده ليس كافياً دون حسن الخلق، وسلوك الأدب.

ورحم الله شاعر النيل عندما أرسلها للناس حكمة حذاء تملأ كل أذن حكمةً فقال:

لا تحسبن العلم ينفع وحده ... مالم يتوج ربُهُ بخلاقِ

ونشرع مستعينين بالله، فنقول إن هناك طبقة من عظماء الرجال، جاهدوا في سبيل نشر التراث جهاداً صادقاً دؤوباً، من أهل الشام، ومن أهل مصر، ومن أهل العراق، ومن غيرهم.

ومن أنبه محققي الشام الذين كان لهم فضل الريادة في ذلك أمثال:

- محمد أمين الخانجي صاحب الدار المشهورة.

- ومحب الدين الخطيب خال علي الطنطاوي رحمهم الله.

- ومحمد منير الدمشقي.

- وحسام الدين القدسي.

وقد نزل هؤلاء مصر، واتصلوا بعلمائها، وعملوا على طباعة الكتب ونشرها، وتأثروا بتلك الروح التي سرت في مطبعة بولاق الشهيرة من نشر الأصول والأمهات من كتب التراث، مع العناية بدقة التصحيح، وأمانة الأداء، وإن كانت قد تخلصت من الشكل الطباعي القديم المتمثل في طبع الكتب بهامش الكتاب الأصلي.

وأهم ما يميز منشورات هذه الطبقة الحرص على ذكر مخطوطات الكتاب، ووصفها، إلا أنها لم تعن بالفهارس الفنية لما تنشره، إلا بعض ما نشره الخانجي ومحب الدين الخطيب.

وممن يتصل بهذه الطبقة شيخان فاضلان وعالمان جليلان:

الأول: الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله.

حامل لواء الدعوة السلفية في مصر، ومؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر، وقد أنشأ مطبعة السنة المحمدية، ونشر فيها مؤلفاته وكثيراً من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وكتب الحنابلة وطبقات رجالها.

والثاني: الشيخ النحوي محمد محيي الدين عبدالحميد رحمه الله.

الذي يعد صفحة حافلة من تاريخ نشر التراث العربي، فقد قدم وحده للمكتبة العربية ما لم تقدمه هيئة علمية مدعومة بالمال والرجال. وله حديث يطول رحمه الله وجزاه خير الجزاء.

وجاءت بعد ذلك مرحلة من مراحل التحقيق هي ما يسمى بمرحلة دار الكتب المصرية، وتأثرت بمنهج المستشرقين الصارم في التصحيح والتحقيق.ومن أهم رجال هذه المرحلة:

- أحمد زكي أبو شادي.

- والشيخ الجليل أحمد الزين.

- والشيخ عبدالرحيم محمود.

- ومحمد عبدالجواد الأصمعي.

- وأحمد عبدالعليم البردوني، وغيرهم.

وهذه المرحلة مرحلة نضج فيها نشر الكتب، حيث اعتنت باصطناع الوسائل الفنية المعينة على إخراج كتب التراث إخراجاً صحيحاً، دقيقاً يقوم على جمع نسخ المخطوط، والمفاضلة بينها، ثم اتخاذ إحدى هذه النسخ أصلاً، مع العناية بالفهارس عناية كبيرة.

ثم جاء بعد ذلك مرحلة من أخصب مراحل النشر العلمي للكتب في كل الفنون، ومن هذه الطبقة، بل من أهم رموزها:

- العلامة أبو الأشبال أحمد محمد شاكر رحمه الله، وهو علم من أعلام التحقيق والعلم قل أن يتكرر رحمه الله.

- وأخوه شيخ العربية أبو فهر محمود بن محمد شاكر، وهو صاحب منهج فريد في التحقيق يحتاج إلى وقفات.

- والأستاذ المحقق عبدالسلام محمد هارون، الذي أخرج كتب الجاحظ، وعشرات الكتب الأمهات.

-والأستاذ المحقق السيد أحمد صقر. رحمهم الله جميعاً فقد ماتوا كلهم، وآخرهم موتاً الشيخ محمود شاكر.

وكل واحد من هؤلاء يستحق أن يفرد بحديث مستقل، يبرز جهوده في خدمة كتب العلم، مع حرصنا على الذين اعتنوا عناية فائقة بتحقيق كتب التفسير والدراسات القرآنية وما يتصل بها. مثل آل شاكر وجهدهم في تحقيق تفسير الطبري، وقد أشرت لبعضه في مشاركة سابقة على هذا الرابط هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=70) .

وحتى لا يذهب بنا الحديث أريد في هذه المشاركة أن أقصر الحديث على أحد رجالات هذه الطبقة، وهو من المحققين المتميزين الذين أثروا المكتبة بتحقيقاتهم الماتعة:

وهو الأستاذ / السيد أحمد صقر رحمه الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير