تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - قام رسول الله صلى الله عليه و سلم بهتك الثوب فقامت السيدة عائشة بتفصيل وسادتين منهما , مما يعني أن وجود تلك التصاوير في غير هيئة كاملة أمر جائز على عمومه لأي غرض دون العبادة أو المضاهاة .. و لا يصح القول بأنه ربما التصاوير كانت على الجانب الآخر الذي تم تفصيل الوسادتين منه .. إذ لو كان الأمر كذلك لما كان لقول السيدة عائشة رضي الله سبحانه و تعالى عنها " فلم يعب ذلك علي " أهمية! .. فهذا يعني أن التصاوير كانت موجودة و لكن بغير هيئتها الكاملة و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم.

2 - لم يعب الرسول صلى الله عليه و سلم في أي من تلك الأحاديث على الممثلين بصفة عامة .. بل عاب منهم من يحاولون مضاهاة خلق الله سبحانه و تعالى.

6 - روى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فقال لي أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر فيقطع فيجعل منه وسادتين منبوذتين توطآن، ومر بالكلب فخرج، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا بالكلب للحسن أو للحسين كان تحت نضد لهم فأمر به فأخرج، هذا لفظ أبي داود ولفظ الترمذي ونحوه ولفظ النسائي، استأذن جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [ادخل] فقال: كيف أدخل وفي بيتك ستر فيه تصاوير؟ فإما أن تقطع رءوسها أو تجعل بسطاً يوطأ فإنا معشر الملائكة لا ندخل بيتاً فيه تصاوير أ. هـ أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.

و يدل هذا الحديث على أن التماثيل الغير كاملة الهيئة غير محرمة على الإطلاق .. سواء كانت بغرض تعليمي أو للهو إلا أن تكون بغرض العبادة و التقديس طبعًا! ..


و بعد ما تقدم خلصت إلى الآتي و الله سبحانه و تعالى ولي التوفيق:-

1 - التصوير بكامل الهيئة غير مباح لكل ذي روح - لتخصيص العديد من الأحاديث ذوات الأرواح من عموم الذوات الأخرى كالنباتات و الجمادات - و لا يباح التصوير بكامل الهيئة إلا لغرض تعليمي لما ثبت في حديث عرائس السيدة عائشة رضي الله سبحانه و تعالى عنها و يشمل هذا في رأيي تماثيل العظماء و غيرهم إذا ما وضعت في مدرسة أو ميدان - على ألا تكون على قبور أو مساجد لنهي النبي صلى الله عليه و سلم و تحقيره لهذا الفعل - و نقش عليها ما يفيد كون هذا التمثال لأحد الذين فعلوا عملًا مجيدًا .. و لا يجوز أيضًا وضعها في منزل لأن الغرض التعليمي محدود فيه , و لهذا - و الله سبحانه و تعالى - أعلم خص الرسول صلى الله عليه و سلم البيت بالذكر دون بقية الأماكن في أنه لا تدخله الملائكة إذا ما كانت به صور .. و هذا يتوافق أيضًا مع الآية الكريمة - أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم - " و يصنعون له ما يشاء من محاريب و تماثيل " إذ يقول ابن حجر " كان ذلك جائزا في شريعتهم , وكانوا يعملون أشكال الأنبياء والصالحين منهم على هيئتهم في العبادة ليتعبدوا كعبادتهم " .. و ذلك الفهم هو الوحيد الذي يجمع بين ما سبق من أحاديث و بين الآية الكريمة إذ أنه لا يجوز القول بأن هذا الفعل منسوخ في شريعتنا , فقد تبين أن إبراهيم عليه الصلاة و السلام قد نهى قومه عنها من جانب , و من جانب آخر فإنه لا يجوز النسخ في الأخبار خصوصًا و أن علّة التحريم غير مختلفة و موجودة في نفس زمن سيدنا سليمان .. وهذا يفسر فعل الصحابة من عدم تحطيمهم للتماثيل التي لم تكن تُعبد في مصر مثلًا في حين أنهم حطموا تماثيل أخرى كانت تُعبد في بلاد أخرى .. فقد كان غرضهم من عدم التحطيم و الله سبحانه و تعالى أعلم أن هذه التماثيل تعبر عن الآية الكريمة - أعوذ بالله السميع العليم ن الشيطان الرجيم - " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم " فتركوها آيه .. أي أن لها غرض للوعظ و التعليم .. و عليه فإنه لا يحل التصوير او النحت بكامل الهيئة إلا لغرض تعليمي فقط و أي غرض آخر فهو حرام شرعًا.

2 - يباح التصوير لكل ذي روح غير كامل الهيئة لما تقدم من أدلة على ذلك من إقرار النبي صلى الله عليه و سلم لفعل عائشة رضي الله سبحانه و تعالى عنها من خياطة الوسادتين من القماش المزدان بالصور التي مزقها رسول الله صلى الله عليه و سلم لما تقدم من حديث جبريل صلى الله عليه و سلم.

هذا اجتهاد خاص مني .. و أسأل الله سبحانه و تعالى أن أكون قد وفقت فيه و أن يعفو عني إن كان فيه خطأ أو سوء تقدير و أن يهديني و إياكم إلى ما يحبه و يرضاه عزّ و جلّ .. و أرجو من كل من لديه تعقيب ألا يبخل به .. فربما أحق حقًا أو أبطل باطلًا ..

و أسأل الله سبحانه و تعالى أن يصلي على سيدنا محمد و على آله و أصحابه تسليمًا كثيرًا .. و الحمد لله رب العالمين ..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير