33 - (139): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا محمد بن يوسف، عن سفيان عن ثابت بن هرمز، عن سعيد بن جبير، في قوله: (عجل لنا قطنا) قال: نصيبنا من الجنة.
34 - (141): حدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي المقدام ثابت بن هرمز عن سعيد بن جبير: (عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب): قال: " نصيبنا من الآخرة "
35 - (142): حدثنا عمي " إسماعيل "، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن عطاء الخراساني، في قوله (قطنا) قال: "قضاءنا".
36 - (143): حدثنا محمد بن عمر المقدمي ثنا شعث بن عبدالله، عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد، في قوله (عجل لنا قطنا) قال: "رزقنا".
ومنها قوله: (والله (جل وعلا) قد أعلم في محكم تنزيله أن كلماته لا يعادلها ولا يحصيها محص من خلقه.
ودل ذوي الألباب من عباده المؤمنين على كثرة كلماته، وأن الإحصاء من الخلق لا يأتي عليها، (فقال (عز وجل): (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)، وهذه الآية من الجنس الذي نقول: مجملة غير مسفرة، معناها: (قل يا محمد: لو كان البحر مداداً لكلمات ربي فكتبت به كلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد) كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا.
والآية المفسرة لهذه الآية: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله (إن الله عزيز حكيم) .. ).
فلما ذكر الله الاقلام في هذه الآية، دل ذوي العقول بذكر الاقلام أنه اراد: لو كان ما في الأرض، من شجرة أقلام، يكتب بها كلمات الله، وكان البحر مداداً فنفد ماء البحر لو كان مداداً لم تنفد كلمات ربنا.
وفي قوله: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام) أيضاً ذكر مجمل، فسره بالآية الأخرى، لم يرد في هذه الآية: أن لو كتبت بكثرة هذه الاقلام، بماء البحر كلمات الله، وإنما أراد، لو كان ماء البحر مداداً كما فسره في الآية الأخرى.
وفي قوله جل وعلا: (لو كان البحر مداداً) الآية، قد أوقع اسم البحر على البحار، في هذه الآية، أي (على البحار كلها)، واسم البحر قد يقع على البحار كلها لقوله: (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك .. ) الآية.
وكقوله: (والفلك تجري في البحر بأمره)، والعلم محيط أنه لم يرد في هاتين بحراً واحداً من البحار، لأن الله يسير من أراد من عباده في البحار.
وكذلك الفلك تجري في البحار بأمر الله، لا أنها كذا في بحر واحد وقوله: (ولو أن ما في الأرض من شجرة اقلام) يشبه أن يكون من الجنس الذي يقال: إن السكت ليس خلاف النطق، لم يدل الله بهذه الآية أن لو زيد من المداد على ماء سبعة أبحر لنفدت كلمات الله (جل وعلا) عن أن تنفد كلماته.
والدليل على صحة ما تأولت هذه الآية: أن الله جل وعلا: قد أعلم في هذه الآية الاخرى، أن لو جيء بمثل البحر مداداً لم تنفد كلمات الله.
معناه لو جيء بمثل البحر مداداً، فكتب به أيضاً كلمات لم تنفد. واسم البحر كما علمت يقع على البحار كلها، ولو كان معنى قوله في هذا الموضع (قل لو كان البحر مداداً) بحراً واحداً، لكان معناه في هذا الموضع) (أنه لو كان به بحر واحد، لو كان مداداً لكلمات الله) وجئ بمثله أي ببحر ثان لم تنفد كلمات الله.
فلم يكن في هذه الآية دلالة أن المداد لو كان أكثر من بحرين فكتب بذلك أجمع كلمات الله نفدت كلمات الله.
لأن الله قد أعلم في الآية الأخرى: أن السبعة الأبحر لو كتب بهن جميعاً كلمات الله لم تنفد كلمات الله.)
وأختم بهذا القول له:
قال أبوبكر: وقد اختلف عن ابن عباس في تأويل قوله: (ولقد رآه نزلة أخرى): فروى بعضهم عنه أنه رآه بفؤاده.
11 - (282): حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي، قال: ثنا عبدالله بن داود الخريبي، عن الأعمش، عن زياد بن حصين عن أبي العاليه، عن ابن عباس _ما في قوله: (ولقد رآه نزلةً أخرى) قال: "رآه بفؤاده".
12 - (283): حدثنا عمي: إسماعيل، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: (ما كذب الفؤاد ما رأى)، قال: (رآه بقلبه).
13 - (284): حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن أبي يلمة عن ابن عباس _ما قال: قدر رأى محمد ربه.
14 - (285): حدثنا أبو موسى، وبندار قالا: ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله: (فأوحى إلى عبده ما أوحى)، قال: عبده: محمد.
وقال قتادة: قال الحسن: "عبده جبريل".
قال بندار: قال الحسن: (عبده: جبريل لم يقولاها هنا).
15 - (286): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا قبيصة بن عقبة، قال: ثنا سفيان عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس _ما، قال: (رآه مرتين).
قال أبوبكر: احتج بعض أصحابنا بهذا الخبر أن ابن عباس _ما وأبا ذر كانا يتأولأن هذه الآية أن النبي ‘ رأى ربه بفؤاده لقوله بعد ذكر ما بينا (فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى).
وتؤول أن قوله: (ثم دنا فتدلى) إلى قوله (فأوحى إلى عبده ما أوحى): أن النبي ‘ دنا من خالقه (عز وجل) قاب قوسين أو أدنى، وإن الله (عز وجل) أوحى إلى النبي ‘ (ما أوحى، وإن فؤاد النبي ‘) لم يكذب ما رأى، يعنون رؤيته خالقه جل وعلا.
قال أبوبكر:" وليس هذا التأويل الذي تأولوه لهذه الآية بالبين، وفيه نظر، لأن الله إنما أخبر في هذه الآية أنه رأى من آيات ربه الكبرى.
ولم يعلم الله في هذه الآية أنه رأى ربه جل وعلا. وآيات ربنا ليس هو ربنا جل وعلا. فتفهموا لا تغالطوا في تأويل هذه الآية.)
وأخيراً؛ أؤكد على أهمية بحث أقوال هذا الإمام في التفسير ودراستها، فلعل أحد طلبة الدراسات العليا يسجله موضوعاً للماجستر، و لن يندم إن شاء الله
¥