وفي هذا ردٌّ على من زعم - من المبتدعة ومن وافقهم - أن حكم الرجم منسوخٌ وذلك لأن عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - قد قرر في خطبة طويلة له أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد رجم، وأنهم قد رجموا بعده، فكيف يقال بعد ذلك إن حكم الرجم منسوخ يقيناً (26)؟!!.
الحوشي السفلية
(1) التمهيد 3/ 215.
(2) انظر: الفقه والمتفقه للخطيب البغدادي 1/ 255، 256، وانظر: الأصول من علم الأصول لابن عثيمين ص 46.
(3) انظر: مناهل العرفان للزرقاني 2/ 229.
(4) انظر: أحكام القرآن لأبي بكر الجصاص 3/ 346.
(5) انظر: تفسير الطبري 10/ 41، وانظر: الأصول من علم الأصول للشيخ ابن عثيمين ص 46، والآيات المنسوخة في القرآن الكريم لعبد الله الشنقيطي ص 99 - 104.
(6) انظر: مناهل العرفان للزرقاني 2/ 228، 230، 231، والأصول من علم الأصول لابن عثيمين ص 46، وانظر: الموافقات للشاطبي 3/ 88.
(7) انظر: كتاب قواعد التفسير جمعاً ودراسة لخالد بن عثمان السبت 2/ 732.
(8) انظر: الاستذكار 1/ 234.
(9) انظر: كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد الجيزاني ص 258.
(10) انظر: كتاب الأصول من علم الأصول للشيخ محمد العثيمين ص 47.
(11) التمهيد 1/ 307.
(12) الاستذكار 16/ 271.
(13) الاستذكار 17/ 176.
(14) هو: بكر بن عبدالله بن عمرو، الإمام، القدوة، الواعظ، الحجة، أبو عبدالله المُزَنيّ، البصري، أحد الأعلام، يُذكر مع الحسن وابن سيرين، كان ثقة، ثبتاً، كثير الحديث، حجة، فقيهاً، وكان مجاب الدعوة، مات سنة 108 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء 4/ 532 - 536.
(15) انظر قصة ثابت بن قيس بن شماس مع امرأته في: موطأ الإمام مالك كتاب الطلاق، باب: ماجاء في الخلع 2/ 442، 443، وصحيح البخاري كتاب الطلاق، باب: الخلع وكيف الطلاق فيه 5/ 2021، 2022.
(16) الاستذكار 17/ 176.
(17) التمهيد 14/ 391، والاستذكار 24/ 15، 16.
(18) انظر: كتاب قواعد التفسير جمعاً ودراسة لخالد بن عثمان السبت 2/ 728.
(19) المرجع السابق 2/ 728.
(20) معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد بن حسين الجيزاني ص 258.
(21) الاستذكار 1/ 367.
(22) الموافقات في أصول الشريعة 3/ 79.
(23) الاستذكار 24/ 15، 16 بتصرف واختصار يسير، وانظر: التمهيد 14/ 391، 392.
(24) التمهيد 12/ 278.
(25) حديث العرباض بن سارية أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب: في لزوم السنة 5/ 13 - 15، والترمذي في كتاب العلم، باب: في الأخذ بالسنة واجتناب البدع 5/ 43 وقال: هذا حديث حسن صحيح. انظر: صحيح الجامع الصغير رقم [2549] 1/ 499.
(26) ذكر ذلك صاحب كتاب الرأي الصواب في منسوخ الكتاب الذي سبق الإشارة إليه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Jun 2003, 04:40 م]ـ
ملحوظات
من الفوائد المهمة معرفة مراد السلف بالناسخ والمنسوخ.
والذي تقرر أن مرادهم بالنسخ مطلق ما يرفع من معنى الآية أو حكمها، فهو أعمُّ من اصطلاح المتأخرين.
وما يذكره البعض أحياناً إنما هو في النسخ الكلي الذي يتعلق بالأحكام، وهو جزء من مفهوم النسخ عند السلف، ويمكن القول بأن النسخ في مفهوم السلف ينقسم إلى قسمين:
الأول: النسخ الكلي، وهذا يقع في الأحكام، وهو الذي درج عليه اصطلاح المتأخرين.
الثاني: النسخ الجزئي، وهذا يقع في الأخبار والأحكام، كتخصيص العموم، وتقييد المطلق، وغيرها.
ومن ثمَّ، فالاستشهاد بآثار السلف التي تذكر لفظ النسخ على أن مرادهم به النسخ الكلي ففيه نظر كالأثر الوارد عن علي في مروره بالقاص الذي يقص فقال: أنعرف الناسخ والمنسوخ، إذ اصطلاحهم أعمُّ.
والموضوع في هذه الجزئية ممتع وطويل أكتفي منه بهذه التذكرة.
أسأل الله لي ولكم التوفيق.
ـ[ابو حيان]ــــــــ[22 Jun 2003, 09:39 م]ـ
قال شيخ الاسلام (مجموع الفتاوى 13\ 29):
فانسخ عندهم اسم لكل ما يرفع دلالة الآية على معنى باطل وان كان ذلك المعنى لم يرد بها وان كان لا يدل عليه ظاهر الآية بل قد لا يفهم منها وقد فهمه منها قوم فيسمون ما رفع ذلك الابهام والافهام نسخا.
ثم قال - وهي قضية مهمة -:
وهذه التسمية لا تؤخذ عن كل واحد منهم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Jun 2003, 07:38 ص]ـ
الأخ الفاضل (أبو حيان)
ما ذكرته عن شيخ الإسلام من دقائق العلم بمصطلحات السلف، ولم أره لغيره رحمه الله، والأمر يحتاج إلى مثال يوضِّح ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله، وقد ذكر رحمه الله مثالاً لذلك، واعتمد على قوله تعالى (فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يُحكم آياته) فما يقع في الأذهان من ظن دلالة الآية على معنى لم يدل عليه هو من إلقاء الشيطان، وما يرفع هذا الفهم هو نسخ عندهم.
ومن الأمثلة التي مثَّل بها، ما فهمه الصحابة من معنى قوله تعالى: ((وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)) فنسخ هذا الفهم بقوله تعالى: ((لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ... )). (ينظر: الفتاوى 13: 30)
فقد فهموا أنه يدخل في المحاسبة ما يدور في النفس، وأنه سيعاقبون عليه (1)، وذلك موطن إجمال زال وبان بالآية الثانية.
فلو جعلته من باب بيان المجمل، فهو نسخ عند السلف، وإن جعلته من باب نسخ ما وقع في الأذهان من معنى، فهو من النسخ عندهم أيضًا، والله أعلم.
وقد قال في تفسير هذه الآية: ((ومن قال من السلف نسخها ما بعدها، فمرادهم بيان معناها والمراد منها، وذلك يسمى نسخًا في لسان السلف، كما يسمون الاستثناء نسخًا)). (دقائق التفسير 1: 250)
.........
يقول شيخ الإسلام: " وقد عرفت بهذا أن الآية لا تقتضي العقاب على خواطر النفوس المجردة، بل إنما تقتضي محاسبة الرب العبد بها، وهي أعم من العقاب، والأعم لا يستلزم الأخص، وبعد محاسبته بها يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء .... " دقائق التفسير 1: 250.
¥