تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[16 Apr 2003, 09:01 م]ـ

أخي الكريم الشيخ / أبا مجاهد العبيدي

جزاك الله خيرا على ماتتحفنا به من هذه الفوائد والدرر، فواصل المسيرة بارك الله فيك

وأود أن أستوضح منكم حول ماجاء في المشاركة من قولك:

لا يفهم من أثر ابن عباس السابق، وغيره من الآثار في هذا المعنى أن نزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم كان من السماء الدنيا بواسطة جبريل عليه السلام، بل الصحيح أن نزول القرآن عليه صلى الله عليه وسلم كان من الله جل وعلا مباشرة بواسطة جبريل عليه السلام.

فما حقيقة الفرق بين القولين؟

وجزيتم خيرا

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Apr 2003, 09:54 م]ـ

استأذنك يا شيخ خالد في المشاركة، والشيخ أبو مجاهد يصوب فهمي أو يرده علي:

الفرق بين القولين كما فهمته هو أن ابن عباس يرى أن القرآن الكريم نزل إلى السماء الدنيا كله مرة واحدة. ثم نزل بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم منجماً، والواسطة في التنزلين هو جبريل عليه الصلاة والسلام.

لكن الشيخ أبا مجاهد خشي أن نظن أن جبريل عليه السلام بعد ذلك كان ينزل بالقرآن منجماً من السماء الدنيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يكون ذلك منجماً من الله كذلك. بل يكتفي بالنزول به من السماء الدنيا للنبي صلى الله عليه وسلم.

بل الصحيح هو أن جبريل كان بعد ذلك ينزل بالوحي من الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة. ولا يكتفي بكون القرآن قد نزل إلى السماء الدنيا فلا يأخذه عن الله كل مرة.

وهذا على رأي ابن عباس كما شرح أبو مجاهد. أرجو أن لا أكون أسأت الفهم إن شاء الله.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Apr 2003, 12:01 ص]ـ

بسم الله

أشكرك أخي خالد على حسن ظنك بأخيك، ومتابعتك لما يكتب

أما ما ذكرته في سؤالك؛ فالجواب كما ذكر الأخ عبد الرحمن

وما ذكره بقوله: (لكن الشيخ أبو مجاهد خشي أن نظن أن جبريل عليه السلام بعد ذلك كان ينزل بالقرآن منجماً من السماء الدنيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يكون ذلك منجماً من الله كذلك. بل يكتفي بالنزول به من السماء الدنيا للنبي صلى الله عليه وسلم.)

أقول: هذا الفهم قد وقع فيه أكثر من كتب في هذا الموضوع من المتأخرين؛ حيث فهموا من أثر ابن عباس أن جبريل أخذ القرآن من السماء الدنيا، وليس من الله مباشرة. ولهذا رد بعض العلماء هذا الأثر وضعفوه لما ظنوا أنه يدل على هذا المعنى كما وقع من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما ذكرت ذلك سابقاً.

وأرحب بمداخلاتك أخي عبدالرحمن، وآذن لك في الجواب على أي استفسار من الأعضاء الكرام.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Apr 2003, 02:39 م]ـ

مبحث في نزول القرآن منجماً:

القرآن نزل على الرسول r منجماً مفرقاً حسب الوقائع والأحداث وحسب الحاجة إليه.

وهذه إحدى الحِكَم الكثيرة لنزول القرآن منجماً.

وقد أثار هذا التنجيم للقرآن أعداء القرآن من المشركين واليهود وغيرهم، فتساءلوا: لماذا لم ينزل القرآن جملة واحدة؟ وهذا السؤال تولّى الله الإجابة عليه في موضعين من كتابه، فقال تعالى في سورة الفرقان: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً.وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 32، 33]، وقال في سورة الإسراء: {وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} [الإسراء: 106].

ومن هذه الآيات يُمكن أن نأخذ أربع حكم أساسية لنزول القرآن منجماً، وهي:

1 - تثبيت فؤاد النبي r وتقوية قلبه، كما قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ}.

2 - مواجهة ما يطرأ من أمور وأحداث تمس الدعوة، قال تعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}.

3 - تعهد هذه الأمة التي أُنزل عليها القرآن، وتعليمها ما تحتاج إليه بتدرج، كما قال الحكيم الخبير: {وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير