تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأقول: إن كتاب ربنا قد حوى علماً لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ولكنَّ الهمم تقاصرتْ في النيل والاستزادة من مَنْهل أحكامه وفوائده، كيف لا والحق سبحانه يقول: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]

فكتاب ربنا مُلئ علماً وحِكَماً، ونفائس عالية، وجواهر كثيرة غالية، ومن لطيف ما وقفت عليه بين طيات الأوراق، وكداسات الصفحات، مما أودعتُه بعض المصنفات:

_ يقول الأستاذ العلاَّمة سيد قطب رحمه الله: " إنَّ هذا القرآنُ لا يمنح كنوزه إلا لمن يُقبِلُ عليه " [معالم في الطريق (18)]

_ ومن نفائس العلاّمة الأديب سيد قطب رحمه الله: " إن هذا القرآن لا يعطي سرِّه إلا للذين يخوضون به المعركة، ويجاهدون به جهاداً كبيرا " [أعلام الدعوة والحركة الإسلامية (671) عبد الله العقيل.]

_ ويقول الشِّبْلِي رحمه الله حين كتب عن فضل الاستشفاء بالرقية الشرعية من كتاب ربنا قال:

" وفي التطبب والاستشفاء بكتاب الله عز وجل غنى تام، ومقنع عام، وهو النور والشفاء لما في الصدور، والوقاء الدافع لكل محذور، والرحمة للمؤمنين من الأحياء وأهل القبور، وفقنا الله لإدراك معانيه، وأوقفنا عند أوامره ونواهيه، ومن تدَّبر من آيات الكتاب من ذوي الألباب وقف على الدواء الشافي لكل داء مواف، سوى الموت الذي هو غاية كل حي " آكام المرجان (102)

_ ويأتي البحر البليغ ليسطِّر وينقش سلاسة كَلِمِه من غير تكلُّف ولا عناء، ليقول:

" وإنك لتمرُّ بالآية الواحدة، فتتأمَّلها وتتدبَّرها، فتنهال عليك معانٍ كثيرة، يسمح بها التركيب على اختلاف الاعتبارات في أساليب الاستعمال العربي، وقد تتكاثر عليك! فلا تكُ من كثرتها في حَصَر، ولا تجعل الحمل على بعضها منافياً للحمل على البعض الآخر إن كان التركيب سمْحاً بذلك " التحرير والتنوير (1/ 97)

_ وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " القرآنُ حمَّالٌ ذو وجوه " السيوطي في الإتقان (1/ 410) وقال ابن الأثير: أي ذو معانٍ مختلفة.

_ وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: " لا تفقه كلَّ الفقه؛ حتى ترى القرآن وجوهاً "

_ ثم ما أرق لفظ الراغب رحمه الله، وما أجزل معانيه _ لله درُّه _ حين جاد بهاته الصُّبَابة

: (أن القرآن - وإن كان لا يخلو الناظر فيه من نور ما يريه ونفع ما يوليه – فإنه::

كالبدر من حيثُ التفتَّ رأيتَه يهدي إلى عينيك نوراً ثاقبا

كالشمس في كبد السماء وضوءُها يَغشى البلاد شارقاً ومغاربا

لكن محاسن أنواره لا يثقفها إلا البصائر الجلية، وأطايب ثمره لا يقطفها إلا الأيدي الزكية ومنافع شفائه لا ينالها إلا النفوس النقية،كما صرح تعالى به فقال في وصف متناوليه: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ* لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}

وقال في وصف سامعيه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} " (المفردات 54)

وبعدُ: فالقرآن كالجوهرة؛ فكلما قلَّبْتَ فيه النظر، تبيَّن لك لوناً رائقا، وجوهراً فائقا، ألا فلْيَهْنَء المسلمون بكتاب ربهم وليرجعوا له؛ فيهنؤوا، وقد وعدهم ربهم أنَّ فيه الهدى والرحمة والبشرى؛ فيا وَيْحَهم! كيف تتقاصر هممهم عن كنوزه ولآلئه، وتقعد عزائمهم عن النيل من جواهره ودرره وياقوته.

والله إنَّ المغبون كل الغبن من قعد عنه ولم ينهض به شرفاً وعلماً وفهماً وتدبراً، ولكن لا يعقلها إلا العالمون.

فنسأل الله ربنا أن يرزقنا فهماً في كتابه وعملاً بما فيه على منهاج النبوة المحمدية، والسلف الصالح رضوان الله عليهم إنه سبحانه خير مسؤول.

والله أعلم.

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Sep 2006, 06:06 م]ـ

ومن جميل ما قيل عن القرآن شعراً:

لا تذكر الكتب السوالف عنده ... ... ... طلع الصباح،فأطفئ القنديلا

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Sep 2006, 07:05 م]ـ

ومن جميل ما قيل في القرآن كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اشتملت خطبته على هذا النص الذي فيه: (وإن كتاب الله بين أظهرنا وهو النور والشفاء وبه هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم وفيه حلال الله وحرامه) كنز العمال1/ 407

وكذلك قول الشاعر:

وإن كتاب الله أعظم آيةٍ ... بها افتضح المرتاب وابتأس الشاني

وعدي على شأو البليغ بيانه ... فهيهات منه سجع قس وسحبانِ

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Sep 2006, 12:32 ص]ـ

ومن أبلغ ما وصف به القرآن،الحديث الذي روي مرفوعاً،وروي موقوفاً ـ وهو أصح ـ عند الترمذي وغيره من حديث علي رضي الله عنه قال:

"كِتَابُ اللَّهِ: فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ،

وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ،

وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ،وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ،

مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ،

وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ،

وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ،

وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ،وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ،

هُوَ الَّذِي لا تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ،

وَلا تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ،

وَلا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ،

وَلا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ،

وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ،

هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}،

مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ،

وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ،

وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ،

وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير