تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- الوجه العاشر: وجمعه لعلوم ومعارف لم تعهدها العرب، ولا علماء أهل الكتاب، ولا اشتمل عليها كتاب من كتبهم، فجمع فيه من بيان علم الشرائع، والتنبيه على طرق الحجج العقليات، والرد على فرق الأمم بالبراهين الواضحة، والأدلة البينة السهلة الألفاظ، الموجزة المقاصد، لقوله تعالى: " أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادرٍ على أن يخلق مثلهم " [يس 81]، وقوله: " قل يحييها الذي أنشأها أول مرةٍ " [يس 79]، وقوله: " لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا " [الأنبياء 22] إلى غير ذلك مما اشتمل عليه من المواعظ والحكم وأخبار الدار الآخرة، ومحاسن الآداب، وغير ذلك مما لا يحصيه واصفٌ، ولا يعده عادٌ، قال الله تعالى: " ما فرطنا في الكتاب من شيءٍ " [الأنعام 38]، وقال تعالى: " ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثلٍ " [الروم 58]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أنزل على القرآن آمراً وزاجراً، وسنةً خالية، ومثلا مضروبا، فيه نبأكم وخبر ما كان قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، لا يخلقه طول الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الحق ليس بالهزل، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن خاصم به فلج، ومن قسم به أقسط، ومن عمل به أجر، ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم، ومن طلب الهدى من غيره أضله الله، ومن حكم بغيره قصمه الله، هو الذكر الحكيم، والنور المبين، والصراط المستقيم، وحبل الله المتين، والشفاء النافع، عصمةٌ لمن تمسك به، ونجاةٌ لمن اتبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد " [2] وقد عدوا في إعجازه وجوها كثيرة غير ما ذكرناه فلا نطول بسردها. ".

من كتاب نهاية الارب في فنون الادب:6/ 126.

باب ذكر معجزاته [رسول الله صلى الله عليه وسلم].

المؤلف: الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم البكري التميمي القرشي المعروف بالنويري الكندي المتوفى سنة 733هـ - 1331م (رحمه الله تعالى).

طبعة: دار الكتب المصرية بمصر- سنة 1923م.


هامش [1] و [2]:

و أنا أفتش عن تخريج هذا الحديث الذي أورده الشيخ النويري، عثرت على هذه الفوائد عن حديثين في فضل القرآن الكريم فرأيت نقلها الى منتدانا المبارك:

* * الحديث الأول:حدثنا الحسين بن علي الجعفي، قال: سمعت حمزة الزيات، عن أبي المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت على علي فقلت: يا أمير المؤمنين ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث، قال: وقد فعلوها، قلت: نعم، قال أما إني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا إنها ستكون فتنة))؛ فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قال: ((كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى الرشد من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم)). خذها إليك يا أعور.

أخرجه الترمذي باب ما جاء في فضل القرآن الحديث رقم 2906 - (5/ 172/2906)، والدارمي (2/ 526/3331 - الكتاب العربي)، والبزار (3/ 71 - 73/ 836)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 325 - 326/ 1935و1936) من طريق الحسين بن علي الجعفي، و قد جمعت طرقه في الموسوعة الحديثية كنز العمال للمتقى الهندي: (1/ 176 – 177).

* حكم أبو عيسى الترمذي: (هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده مجهول، وفي الحارث مقال). اهـ.
* حكم البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن علي ولا نعلم رواه عن علي إلا الحارث). اهـ.
- وقد اختلف في هذا الحديث على حمزة الزيات؛ فرواه شعيب بن صفوان عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي به.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 4).
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير