وشعيب بن صفوان؛ قال الحافظ: "مقبول". وقال ابن عدي: " عامة ما يرويه لا يتابع عليه ".
أخرجه الدارمي (2/ 527/3332)، والبزار (3/ 70 - 71/ 835).
وهكذا نرى أن العلماء حصروا العلة في الحارث الأعور.
و للحديث طريقاً آخر عند الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 321) من طريق خلف بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أبي الحسناء، حدثنا أبو الصباح عبد الغفور، عن أبي هاشم، عمن سمع علياً [رضي الله عنه].
و قد أعل العلماء هذا الطريق، و قالوا هذا أيضاً إسناد واهي؛ في علل:
- قال الإمام أحمد: "" خلف بن عبد الحميد "لا أعرفه ".
- الرجل المبهم [عمن سمع علياً]؛ وهو [الحارث الأعور كما في جميع طرق الحديث].
* كما حكم بضعفه الشيخ الألباني في الضعيفة (2/ 528 - 529/ 1776).
وفي ضعيف الجامع: انظر حديث رقم: 2081.
* أما ابن كثير – رحمه الله – فقد تعرض الى هذا الحديث في مقدمة تفسيره أثناء كلامه عن فضائل القرآن، و هو الحديث الثالث، قال رحمه الله [تفسير ابن كثير 1/ 21 - 22. تحقيق: سامي بن محمد بن عبد الرحمن بن سلامة - دار طيبة للنشر والتوزيع. الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م]:
'' قلت: لم ينفرد بروايته حمزة بن حبيب الزيات، بل قد رواه محمد بن إسحاق، عن محمد بن كعب القرظي، عن الحارث الأعور، فبرئ حمزة من عهدته، على أنه وإن كان ضعيف الحديث إلا أنه إمام في القراءة والحديث، مشهور من رواية الحارث الأعور وقد تكلموا فيه، بل قد كذبه بعضهم من جهة رأيه واعتقاده، أما إنه تعمد الكذب في الحديث فلا والله أعلم.
وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه، وقد وَهِم بعضهم في رفعه، وهو كلام حسن صحيح على أنه قد روي له شاهد عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام العلم أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن: حدثنا أبو اليقظان، حدثنا عمار بن محمد الثوري أو غيره عن أبي إسحاق الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله عز وجل، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عِصْمَة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، لا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلَق عن كثرة الرد، فاتلوه، فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول لكم الم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر" [ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 555) من طريق الهجري به]. وهذا غريب من هذا الوجه، وقد رواه محمد بن فضيل عن أبي إسحاق الهجري، واسمه إبراهيم بن مسلم، وهو أحد التابعين، ولكن تكلموا فيه كثيرا.
وقال أبو حاتم الرازي: لين ليس بالقوي. وقال أبو الفتح الأزدي: رفَّاع كثير الوهم. قلت: فيحتمل، والله أعلم، أن يكون وهم في رفع هذا الحديث، وإنما هو من كلام ابن مسعود، ولكن له شاهد من وجه آخر، والله أعلم'' أ. ه كلام ابن كثير.
* وقال القرطبي في الجامع (1/ 4 - 6) (وأسند (يعني الدارمي) عن الحارث عن علي رضي الله عنه وخرجه الترمذي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (وذكر الحديث)
ثم قال: (الحارث رماه الشعبي بالكذب وليس بشيء ولم يبن من الحارث كذب وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله له على غيره ومن ها هنا والله أعلم كذبه الشعبي لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى أنه أول من أسلم قال أبو عمر بن عبد البر وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني حدثني الحارث وكان أحد الكذابين.''
* * الحديث الثاني:
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -: ((إنَّ هَذا القرآنَ مآدبةُ اللهِ، فاقبلوا من مأدبتِهِ ما استَطعتُمْ، إنَّ هذا القرآنَ هُو حبلُ اللهِ، والنورُ المبينُ، والشفاءُ النافعُ، عصمةٌ لِمنْ تَمسَّكَ بِهِ، ونجاةٌ لِمنْ تَبعَهُ، لا يَزيغُ فَيُستعتبُ، ولا يَعوجُّ فَيقومُ، ولا تَنقضِي عَجائِبَهُ، ولا يَخلقُ مِنْ كَثرةِ الرَّدِّ. اتلُوهُ فإنَّ اللهَ يَأجُرُكمْ عَلَى تِلاوتِهِ، كُلُّ حَرفٍ عَشرَ حَسنات أمَّا إنِّي، أقُولُ، آلم حرفٌ، ولَكنْ ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ)).
الحديث روي مرفوعا وموقوفا.
¥