ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[29 Apr 2008, 11:00 ص]ـ
من أجمل ما قرأت في حق القرآن الكريم، قول الشهيد سيد قطب ـ رحمه الله تعالى ـ
فهذا القرآن ليس ألفاظاً وعبارات يحاول الإنس والجن أن يحاكوها. إنما هو كسائر ما يبدعه الله يعجز المخلوقون أن يصنعوه. هو كالروح من أمر الله لا يدرك الخلق سره الشامل الكامل، وإن أدركوا بعض أوصافه وخصائصه وآثاره.
والقرآن بعد ذلك منهج حياة كامل. منهج ملحوظ فيه نواميس الفطرة التي تصرف النفس البشرية في كل أطوارها وأحوالها، والتي تصرف الجماعات الإنسانية في كل ظروفها وأطوارها. ومن ثم فهو يعالج النفس المفردة، ويعالج الجماعة المتشابكة، بالقوانين الملائمة للفطرة المتغلغلة في وشائجها ودروبها ومنحنياتها الكثيرة.
يعالجها علاجاً متكاملاً متناسق الخطوات في كل جانب، في الوقت الواحد، فلا يغيب عن حسابه احتمال من الاحتمالات الكثيرة ولا ملابسة من الملابسات المتعارضة في حياة الفرد وحياة الجماعة. لأن مشرع هذه القوانين هو العليم بالفطرة في كل أحوالها وملابساتها المتشابكة.
أما النظم البشرية فهي متأثرة بقصور الإنسان وملابسات حياته. ومن ثم فهي تقصر عن الإحاطة بجميع الاحتمالات في الوقت الواحد؛ وقد تعالج ظاهرة فردية أو اجتماعية بدواء يؤدي بدوره إلى بروز ظاهرة أخرى تحتاج إلى علاج جديد!
إن إعجاز القرآن أبعد مدى من إعجاز نظمه ومعانيه، وعجز الإنس والجن عن الإتيان بمثله هو عجز كذلك عن إبداع منهج كمنهجه يحيط بما يحيط به.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[27 May 2008, 01:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:ألا إنها ستكون فتنة فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال: "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء و لا تلتبس به الألسنة و لا يشبع منه العلماء و لا يخلق على كثرة الرد و لا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد من قال به صدق ومن عمل به أجير ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم " رواه الترمذي
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[27 May 2008, 01:50 ص]ـ
قالت أستاذتنا الجليلة الدكتورة عائشة عبد الرحمن رحمها الله:
" على مدى أربعة عشر قرنا، لم يكن للأمة ملاذ يحمي بقاءها، وتحقق به وجودها غير القرآن.
وفي صراع القوى المعنوية بين الإسلام وخصومه، وصراع القوى المادية بين شعوب أمته وأعدائه، لم يعرف تاريخ الإسلام هدفا لعدوه - من أي جنس وملة، وفي أي عصر أو قطر - سوى هذا الكتاب بسلطانه النافذ على ضمير الأمة، ولوائه الموحد لشملها على تنائي الديار وتباعد العصور وتفاوت الأجيال، واختلاف الأجناس والألوان ... "
القرآن والتفسير العصري:5 - اقرأعدد 335 - دار المعارف بمصر
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[27 May 2008, 11:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[12 Aug 2008, 08:05 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الشيخ الرزقي الشرفاوي الأزهري:
" ... و قد جاء كتاب الله يشرح للمسلمين العقائد و قواعد الشرائع و فلسفة الآداب و سياسة الشعوب يخبرهم عن الماضي و الأتي و يحكي لهم مخبآت الضمائر و ما تكنه الصدور و يرشدهم الى الاعتبار بأنواع المخلوقات، و يصف لهم الكائنات بأنواعها من حيوان و نبات و جماد و ما فيها من ضروب الحكم و أنواع الاعتبار و هو يؤيد بعضه بعضا {لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه} الآية، يبين لهم سنن الاجتماع و نواميس العمران و طبائع العلل موافقا للفطرة في أوامره و نواهيه متفقا مع المصلحة العامة في تعاليمه يتصافح مع العلم و يتآخى مع الدليل و يتعانق مع المدينة في كل مكان و زمان، و بالجملة انك لا ترى مسألة أخلاقية بين علماء العمران و علماء الاجتماع و مقرري الآيات و العادات و علماء الاقتصاد إلا وجدت كتاب الله أتى على آخر رأي فيها مما رجعوا إليه بعد الاختلاف و طول المطاف، و من اطلع على ما قدمه علماء الاجتماع و
¥