تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأطباء لحكوماتهم في أوروبا من التقارير في شأن الطلاق و المضاربات في تحريم الخمر و الخنزير علم ما قلناه "

و هذه ترجمة للشيخ الشرفي الزرقاوي الأزهري من العلماء المصلحين - حتى يطلع اخواننا المشارقة عن علماء الدعوة الإصلاحية في الجزائر -:

إسمه و مولده و أسرته:

محمد الرزقي بن محمد وعلي الشرفاوي، ينحدر من عائلة ابن القاضي التي كانت تحكم إمارة كوكو بجبال جرجرة، و لد سنة 1302 هـ / 1880 م بشرفة بهلول، و هي قرية لا تبعد كثيرا عن مدينة اعزازقة (تيزي وزو) بمنطقة زواوة الجزائر.

نشأته و طلبه العلم:

نشأ وسط أسرة كبيرة العدد تمتهن الفلاحة، أدخله والده زاوية قريتهم شرفة بهلول لحفظ القرآن الكريم، انتقل بعدها الى زاوية احمد الإدريسي البجائي [العالم الفقيه الأصولي أستاذ العلامة ابن خلدون ت 760هـ] فانتظم في سلك طلبتها حيث تعلم العربية وعلومها، و حفظ بعض المتون في الفقه و التوحيد، و أتقن القرآن الكريم حفظا و رسما و تجويدا.

انتقل بعدها الى الجزائر العاصمة ليدرس بالمدرسة الثعالبية و هي من المدارس الرسمية لكنها محافظة على منهج التعليم الديني الإسلامي العربي، الذي لم يتأثر بسياسة الاستعمار الثقافية، وفي هذه المدرسة حضر دروس العلامة الشيخ عبد القادر المجاوي الذي تأثر به و بدروسه و افكاره، و هو الذي شجعه على الكتابة في مجلة التلميذ التي كانت تصدرها المدرسة الثعالبية، كما واظب على حضور دروسه الخارجية.

رحلته إلى مصر:

كان التلميذ الشرفاوي يسمع ثناء أساتذته عن علماء الأزهر الشريف و ينوهون و يستشهدون بأقوالهم و بأفكارهم، فتأثر أيما تأثر و تمنى ان يلتحق بهذا الجامع الشريف ليتخرج منه عالما يشار له بالبنان، و رسخت هذه الفكرة في رأسه فجمع مبلغا من المال، و يذكر لمن عرفه أنه سافر على ظهر باخرة من ميناء الجزائر العاصمة في رحلة – انتحارية - شاقة و مضنية كاد يهلك فيها، لأنه كان راكبا في الجزء المخصص للحيوانات، و لم يصل إلى الإسكندرية إلا بعد أن تقيأ مرات و كرات و لاقى من المصاعب التي أنهكت قواه و ألزمته الفراش أياما، انتقل بعدها إلى القاهرة ليلتحق بمساعدة بعض الطلبة المغاربة بدروس الأزهر الشريف، " ... وقد التزم بعهد قطعه على نفسه [مع بداية الدراسة في الأزهر]، وهو أن لا يكاتب أهله و لا يقرأ رسالة ترد عليه منهم حتى ينتهي من دراسته، فعل ذلك خشية أن يكون في تلك الرسائل ما يثير حنينه إليهم، و يشغله عن مواصلة الدراسة، و المثير في كل هذا انه وفى بهذا العهد الذي ابرمه على نفسه، و قضى قرابة أربعة عشر سنة دون أن يقرأ رسالة واحدة من الرسائل التي وردت عليه من الجزائر.

و كم كانت الفاجعة أليمة عندما أنهى دراسته بإحرازه على شهادة العالمية، و فتح رزمة الرسائل التي اجتمعت لديه طيلة كل هذه السنوات، فوجد واحدة تنعي إليه والدته، وأخرى تنعي إليه والده و ثالثة تنعى أخته، و رابعة تنعى إليه الأخ الأكبر، و خامسة تنعى إليه اخوين آخرين، و لا يمكننا تخيل وقع هذه الفواجع في نفسه.

وقد ذكر في أوراقه انه تردد طويلا في قراءاتها أو إحراقها خوفا من الصدمة النفسية و ظل ينظر إليها بقلب خافق، و نفس مضطربة و أخيرا تكلف من التجلد و الشجاعة ما لا بد منه، فما كاد ينتهي من قراءتها حتى اغبر لون الوجود في عينيه، ... و لا عجب فان أقاربه هؤلاء، و إن ماتوا في فترات متباعدة، و لكنهم بالنسبة إليه ماتوا في وقت واحد".

وقد التقى لما كان بالأزهر الشريف رفقة مجموعة من الطلبة الجزائريين الإمام عبد الحميد بن باديس عندما رجع الإمام من أداء فريضة الحج و عرج على الأزهر عام 1332 هـ/ 1914م.

اشتغاله بالتدريس في الأزهر:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير